جائزة «نوبل» هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 م، في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
ونلتقي اليوم مع «نادين غورديمر »
كاتبة ذات طراز حقوقي إنساني مناهض للعنصرية، وُصفت بأنها «سيدة الأدب الأفريقي»، وأنها من «كُتّاب الضمير»، كما كانت قد وصفت هي نفسها بأنها «الأفريقية البيضاء»، إنها الأديبة نادين غورديمر
ولدت نادين غورديمر، في عائلة برجوازية لأب إفريقي وأم إنجليزية، في مثل هذا اليوم 20 نوفمبر 1923م، في سبرينجر، في منطقة المناجم في إيست راند في مقاطعة جوتنج، وهي مدينة مستقلة سابقة و الآن جزء من مدينة إيكورهوليني، في شرق جوهانسبرج، في جنوب أفريقيا.
وتربت «غورديمر»، في بيئة دينية مسيحية كاثوليكية، و شهدت الكثير من فترات التفرقة العنصرية التي كانت تميز أو تؤمن بتفوق العرق الأبيض على نظيره الأسود، ولكنها لم تكن تحمل التفرقة العنصرية والمشاكل العرقية في بلدها.
مؤلفة منذ الطفولة
كتبت «غورديمر» أول قصة لها في سن التاسعة؛ نتيجة تأثرها بما قامت بة الشرطة بجنوب أفريقيا من عملية مداهمة وتفتيش لمنزل الخادمة السوداء، التي كانت تعمل لدى عائلتها.
نشرت «غورديمر» حين كانت في عمر الـ 15 بعض كتاباتها في عدد من المجلات الأمريكية، ثم نشرت مجموعتها القصصية الأولى «فحيح الحية الخافت» سنة 1952م، وتوالت أعمالها بعد ذلك، وأصدرت 15 رواية، وكذلك 15 مجموعة قصصية، إضافة إلى بعض الأعمال النقدية.
وتمت ترجمة عدة أعمال لـ «غورديمر» إلى العربية، ومنها: «ضيف شرف»، و«قوم جولاي»، و«العالم البرجوازي الزائل»، و«بلد آخر».
كانت «غورديمر» شديدة النقد لسياسة الفصل العنصري في بلادها، وحاربت التمييز العنصري والقمع والمنع والتضييق بكل الأشكال، وقرنت بين القول والفعل في مسيرتها، وظلت وفية لرسالتها الإنسانية المتمثلة في الدفاع عن الإنسان ضد الظلم أينما كان، وانطلقت من بلدها وتجربتها في تحدي الظلم وفضح الديكتاتوري.
جوائزعالمية وأوسمة
فازت«غورديمر» بجائزة مان بوكر عام 1974 عن روايتها «المحافظ على البيئة»، وتم تقليدها الوسام الفرنسي من مرتبة قائد» للفنون والآداب، وحصلت على جائزة نوبل في الأدب عن مجمل أعمالها المناهضة للتمييز العنصري في بلادها عام 1991م، وقرار لجنة الجائزة حينذاك «أسدت بكتاباتها الملحمية البديعة تبعًا لما قال ألفريد نوبل، نفعًا عظيمًا للإنسانية».
وارتبطت «غورديمر» بعلاقة وثيقة مع الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، وأسهمت بكتاباتها وأنشطتها في تسليط الأضواء على قضيته ودوره في مناهضة الفصل العنصري، وكانت من أوائل من حرص «مانديلا»على لقائهم بعد خروجه من سجنه الطويل. وقد عانت من الاضطهاد والمنع من قبل حكومة بلادها بسبب آرائها ومواقفها المعارضة للسياسات العنصرية.
وفي 26 أكتوبر عام 2006 اعتدى عل نادين غورديمر، ثلاثة من اللصوص حاولوا سرقتها مما أصابها بجروح طفيفة، ورحلت عن عالمنا في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا في 13 يوليو 2014م.