الثلاثاء 17 ديسمبر 2024

تحقيقات

بجهود مصرية قطرية.. كواليس الرتوش الأخيرة في اتفاق تهدئة غزة

  • 17-12-2024 | 17:50

العدوان على غزة

طباعة
  • محمود غانم

تتسارع جهود مصرية قطرية مع كافة الأطراف بغية التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ ما يزيد عن 14 شهرًا، وسط حديث عن أجواء أكثر إيجابية قد تفضي في الأخير إلى تحقيق ما هو مرجو.

وبحسب حديث الإعلام العبري، فإن الأمور تمضي نحو إطار التهدئة، حيث بات ما يحول دون التوصل إلى اتفاق، هو عدد الأسرى الذين سيطلق سراحهم ضمن الصفقة.

  مسار التهدئة

ذكرت قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الثلاثاء، أن هناك جهودًا مصرية قطرية مُكثفة مع الأطراف كافة، للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت به هيئة البث الإسرائيلية بأن وفدًا إسرائيليًا سافر إلى قطر بتفويض محدود على وقع مفاوضات أسمتها بـ "المتقدمة جدًا مع حركة حماس للدفع نحو صفقة لتبادل الأسرى.

وقالت "الهيئة" عن مسؤول إسرائيلي، إن تل أبيب تعمل على التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين خلال هذا الشهر، لكن ربما تدخل حيز التنفيذ قبل 20 يناير 2025، وهو تاريخ دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وبحسب "الهيئة"، فإنه رغم استمرار الخلافات إلا أنهم في إسرائيل ما زالوا يقولون إنه تم إحراز تقدم ملموس أمام حماس والوسطاء، وإن محادثات متقدمة للغاية تجري.

وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول إسرائيلي، إن تل أبيب تستهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين بغزة قبل نهاية الشهر الجاري.

وزعم أن جميع التفاصيل في الاتفاق واضحة بالفعل والخلاف الأساسي هو حول عدد المختطفين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، مشيرًا في السياق ذاته، إلى أن الخلافات على صعيد عدد المحتجزين المقرر إطلاق سراحهم، كبيرة جدًا.

وفي الإطار نفسه، ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قرب التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك طبقًا لما نقلته عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي.

ويعتبر المحتجزون الهدف الأول للحرب بالنسبة لإسرائيل، بحسب كاتس، مؤكدًا:"سنفعل كل شيء من أجل إعادتهم، نحن نؤيد التوصل إلى اتفاق حتى لو كان جزئيًا".

وتتعارض مزاعم "كاتس" مع حقائق أثبتت على مدى عام كامل من خلال محادثات التهدئة التي جرت بدعم مصري قطري، تأكد من خلالها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان له دور محوري في إفشال مسار المفاوضات.

وخير ما يؤكد ذلك أنه في الـ30 نوفمبر 2023، كثفت مصر وقطر اتصالاتهما من أجل تمديد الهدنة القائمة في قطاع غزة، غير أن تلك المساع قوبلت بتعنت إسرائيلي بحت، إذ اختارت مواصلة حربها على القطاع، دون القبول بأي عرض مقدم لاستكمال مسار التهدئة حتى ولو ليوم إضافي.

واستدراكًا لما سبق، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على التوصل إلى اتفاق، مشيرة إلى أن الخلافات الرئيسية تتعلق بعدد الأسرى الذين سيطلق سراحهم ضمن الصفقة.

وهذا الأسبوع، أكدت حركة "حماس" بدورها على مواصلة جهودها الكبيرة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحة أنها "تعاطت بكل إيجابية ومسؤولية عالية مع كافة المبادرات".

وتابعت: "منفتحون على أية مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال بحق شعبنا، مع تمسّكها الرَّاسخ بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم".

وجددت تمكسها بـ"عودة النازحين وانسحاب الاحتلال وإغاثة شعبنا وإعمار ما دمره الاحتلال وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى" في أي مبادرة لوقف الإبادة بغزة.

ومرارًا وتكرارًا، أكدت حماس أنها حتى تقبل بأي اتفاق لا بد أن يحقق وقف فوري وكامل لإطلاق النارفي قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى محاذاة الحدود، وشددت أنها لن تقبل بأقل من ذلك.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

الاكثر قراءة