نحو شهر يفصلنا عن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، الذي يعتزم القضاء على ما أسماه بـ"الدولة العميقة" المتغلغلة في البلاد، قبل أن تدمرها عبر المؤمرات المحاكة.
وفي غضون ذلك، يؤكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن الرئيس دونالد ترامب يتأهب للعودة إلى البيت الأبيض مسنودًا بفريق جديد من كبار المسؤولين والوزراء الذين أخذوا على عاتقهم فضح ما يزعمون أنها مؤامرات تحيكها "الدولة العميقة".
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يشير مصطلح "الدولة العميقة" عند من يؤمن بوجودها إلى شبكة كبيرة من المسؤولين الحكوميين "غير المنتخبين"، الذين يسيطرون على مقاليد الحكم من خلال مناصب رفيعة في الجيش والاستخبارات والقضاء.
ويحتفظ هؤلاء الأشخاص بنفوذ كبيرة على السياسات العامة للرئيس بصرف النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه، وعبر سلاح "البيروقراطية" يستطيعون تمرير قرارات حاسمة وتعطيل أخرى، والتحكم في السياسة الداخلية والخارجية للبلاد بما يقلص دور الرئيس إلى حد كبير.
وعلى المستوى الشعبي، يُعتقد أن الدولة العميقة تمتلك السلطة الحقيقية على الدولة مع ذهاب الحكومات وإيابها وغالبًا ما تتغلب على أجندة الحكومة.
تدمير الدولة العميقة
بشكل متكرر أكد ترامب وحلفاؤه أن "الدولة العميقة" حاربته في ولايته الأولى، لأنها مكونة من موظفين متآمرين على البلاد، وعلى هذا الأساس يعتزم محاربتها في ولايته الرئاسية الثانية التي ستبدأ في الـ20 من يناير القادم.
وتعهد ترامب في أكثر من مناسبة بأنه سوف يقوم بتدمير ما يُعرف بـ"الدولة العميقة" عبر تفكيكها، قبل أن تدمر هي الولايات المتحدة.
وفي طريق ذلك، كسر الرئيس المنتخب المعايير التقليدية في اختيار قيادات الحكومة من أجل تحقيق أجندته السياسية التي حوصرت في ولايته الأولى بـ"الدولة العميقة".
تبرز هذه التعيينات -بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- تحولًا جذريًا في طريقة اختيار المسؤولين الحكوميين، إذ تم التركيز على الولاء الشخصي للرئيس بدلاً من الخبرة التقليدية.
وترى الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من أن هذه التعيينات تعكس إرادة ترامب في السيطرة على مقاليد الحكم، إلا أنها تثير تساؤلات جدية حول قدرة هؤلاء المسؤولين على إدارة مؤسسات ضخمة ومعقدة.
ومن ناحية أخرى، يشاطر المسؤولون الكبار في تلك الإدارة "ترامب" في رؤيته "التآمرية" للعالم، بحسب موقع "أكسيوس"، الذي يزعم أن هؤلاء المسؤولين على استعداد للعمل على أساسها.
وتضم تلك الإدارة الملياردير إيلون ماسك، وروبرت كينيدي الابن، سليل أشهر العائلات السياسية في الحزب الديمقراطي، وكاش باتيل الذي تحتفي به حركة اليمين المتطرف المعروفة في الولايات المتحدة باسم "كيو أنون" التي تتبنى نظريات المؤامرة.
وأشار "أكسيوس" إلى أن جميعهم في اعتقادهم أن شبكة "خفية" من الأعداء تستهدفهم ومن واجبهم استئصالها نيابة عن ترامب، ولذا، فإن "الموقع" يتوقع أن يمسك هذا الفريق بزمام الدولة العميقة.
وفي الإطار نفسه، استحدث "ترامب" وزارة "كفاءة الحكومة"، والتي ستسعى إلى تفكيك "البيروقراطية" الحكومية، وتبسيط الأنظمة، وخفض النفقات المهدرة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية، وهذا من المفترض أن يحد من نفوذ "الدولة العميقة".
10 نقاط
وقد وضع ترامب خطة مكونة من 10 نقاط لتفكيك الدولة العميقة واستعادة الديمقراطية من الذي أسماه بـ"الفساد"، وهي على النحو الآتي:
1. في اليوم الأول، إعادة إصدار الأمر التنفيذي لعام 2020 لاستعادة سلطة الرئيس في طرد "البيروقراطيين".
2. إصلاح الإدارات والوكالات الفيدرالية، وطرد جميع الجهات "الفاسدة" في جهاز الأمن القومي والاستخبارات.
3. إصلاح محاكم قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية بشكل أساسي، وضمان استئصال الفساد.
4. إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة لرفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بالتجسس والرقابة وإساءة استخدام السلطة من قبل الدولة العميقة ونشرها.
5. شن حملة صارمة على مسربي الحكومة الذين يتواطؤون مع وسائل الإعلام لخلق روايات كاذبة، وتوجيه اتهامات جنائية عند الاقتضاء.
6. جعل كل مكتب مفتش عام مستقلاً عن الإدارات التي يشرف عليها، حتى لا يصبحوا حماة للدولة العميقة.
7. إنشاء نظام تدقيق مستقل لمراقبة وكالات الاستخبارات لدينا بشكل مستمر للتأكد من أنها لا تتجسس على مواطنينا أو تدير حملات تضليل ضد.
8. مواصلة الجهود لنقل أجزاء من البيروقراطية الفيدرالية خارج "مستنقع" واشنطن، تمامًا كما نقل الرئيس ترامب مكتب إدارة الأراضي إلى كولورادو.
9. منع "البيروقراطيين" الفيدراليين من تولي وظائف في الشركات التي يتعاملون معها وينظمونها، مثل شركات الأدوية الكبرى.
10. الضغط من أجل تعديل دستوري لفرض حدود زمنية على أعضاء الكونجرس.