الإثنين 3 فبراير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب يناقش دور كليات الفنون في تشكيل المجتمع

  • 3-2-2025 | 21:33

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

استضافت قاعة «المؤسسات» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، اليوم، «المائدة المستديرة الثامنة»؛ تحت عنوان «كليات الفنون والمجتمع»، وأدارت الندوة الدكتورة ميسون قطب، العميدة الأسبق لكلية الفنون التطبيقية وأستاذة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان.

 للإبداع بعدًا وظيفيًا 

استهلت الدكتورة ميسون قطب؛ حديثها؛ بالتأكيد على أن المجتمع يشكّل وجود الإنسان، موضحة الفرق بين كليات الفنون المختلفة؛ وأدوارها المتباينة؛ وأشارت إلى أن كلية الفنون الجميلة تركز على الإبداع الجمالي؛ وتقديم قيمة فنية بصرية، بينما تهدف كلية التربية الفنية إلى إعداد مدرسين قادرين على تنشئة الأجيال القادمة على تقدير الفنون؛ أما كلية الفنون التطبيقية، فهي تجمع بين الفن والتطبيق، حيث يكون للإبداع بعدًا وظيفيًا يخدم المجتمع بشكل مباشر؛ وأكدت أن لكل كلية من هذه الكليات دور محوري يميزها عن غيرها، إلا أن جميعها تسهم في تشكيل المشهد الفني والثقافي العام.

 الفنون تعزز التوازن النفسي

وأوضحت «قطب» أن الفنون تؤدي دورًا ساميًا في حياة الأفراد، مؤكدة أن تذوق الفن هو بداية السلوك السوي للإنسان، إذ يساهم في الحد من العدوانية والمظاهر السلبية التي بدأت تزداد بسبب التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال؛ وأشارت إلى أن ممارسة الفنون منذ الطفولة تعزز التوازن النفسي، وتحدّ من المشكلات النفسية التي قد تنشأ نتيجة غياب هذا العنصر في المناهج الدراسية؛ كما أكدت أن الفن لا يمكن فصله عن مجالات العلوم، إذ تتداخل الفنون مع تخصصات الهندسة، الكيمياء، والرياضيات وغيرها، مما يعزز دورها في الابتكار والتطوير المجتمعي؛ وشددت على أن دور كليات الفنون لا يقتصر على الجانب الأكاديمي، بل يمتد إلى ربط الدراسة بالمجتمع، مؤكدة أن الأعمال الفنية التي ينتجها الطلاب تعكس هوية الكلية وتمثل واجهتها أمام الجمهور

 الفنون والهوية القومية والثقافية

وعرضت «قطب»؛ مجموعة من الأعمال الفنية والملصقات الإعلانية التي تجسد الهوية المصرية، مثل ملصقات ترويجية لمحافظة أسوان، مؤكدة أن الفن هو أحد أقوى وسائل التعبير عن القضايا المجتمعية المختلفة؛ وأشارت إلى أن الفنون تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق الهوية القومية والثقافية، حيث تعكس رؤية المجتمع المصري والعربي.

 المناهج الدراسية التقليدية

و ناقشت الندوة التحديات التي تعوق تطبيق الفنون في المجتمع، ومنها نقص التمويل، المناهج الدراسية التقليدية، وتأثير التكنولوجيا الحديثة على الفنون التقليدية؛ وتناول اللقاء  دور الفنون الرقمية ووسائل الإعلام الحديثة في تشكيل الثقافة المعاصرة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نشر وتطوير الفن.

 

واختتمت «قطب»؛ حديثها؛ بالتأكيد على أن الفنون تمثل قوة ناعمة تدور حول التعليم، المهارة، والتوظيف، ولها تأثير كبير على الشباب والمجتمع، حيث تساهم في ترقية الذوق الفني وتنشئة أجيال قادرة على مواجهة التحديات بأسلوب أكثر إبداعًا؛ كما أكدت أن ممارسة الرسم والفنون التشكيلية؛ تنعكس إيجابيًا على الأفراد، وأن الفنون المصرية، التي نشأت منذ الحضارة الفرعونية، لا تزال تُلهم العالم حتى اليوم.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

 

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة