8-2-2025 | 11:39
إيهاب سلامة
«هو ألم يزحف ببطء، يتسلل إلى أعماقك دون استئذان، لا يرى بالعين المجردة ولا يسمع بالأذن، ولكنه قادر على تحويل أبسط حركاتك إلى معركة يومية مع الألم» هكذا يصف البعض برد العظام، ذلك الشعور الذي لا يعكس فقط تأثيرات الطقس البارد، بل يكشف عن تداخل العوامل الصحية والنفسية التي تؤثر على الجهاز الحركي، ترى ما هو برد العظام بشكل تفصيلي وبسيط.
يؤكد الأستاذ الدكتور أحمد الفيشاوى أستاذ جراحة العظام جامعة القاهرة أن برد العظام ليس تشخيصاً طبياً محدداً، بل مصطلح شعبي يُستخدم للإشارة إلى الألم العميق الذي يؤثر على العضلات والمفاصل والعظام، خاصة في فصول الشتاء الباردة، هذا الألم قد يكون نتيجة لتغيرات الطقس، أو لأسباب طبية كامنة مثل:
- التهاب المفاصل.
- هشاشة العظام.
- اضطرابات الدورة الدموية.
- نقص فيتامين «د».
ويوضح أنّ الدراسات تشير إلى أن انخفاض درجات الحرارة قد يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف ويزيد من الشعور بالألم، كما أن الهواء البارد قد يسبب تصلباً في المفاصل، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من التهابات مزمنة أو إصابات سابقة.
و الأعراض التي يعاني منها المصابون ببرد العظام كالتالي:
- ألم عميق ومستمر في المفاصل أو العضلات.
- صعوبة في الحركة، خاصة في الصباح.
- شعور بالضعف أو التيبس في الأطراف.
- تفاقم الأعراض مع التعرض للبرد أو الرطوبة.
كما أوضح الفيشاوى الأسباب والعوامل التي تزيد من برد العظام ومنها:
- التعرض المباشر للبرد
-عدم ارتداء ملابس دافئة
- الأمراض المزمنة: مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل.
- ضعف المناعة: يجعل الجسم أكثر تعرضا للتأثيرات السلبية للبرد.
- نقص التغذية: خاصة فيتامين «د» والكالسيوم.
كما أكد أن الوقاية من برد العظام أمر مهم وضرورى ومن طرق الوقاية ما يلي:
- الدفء الجسدي: ارتداء ملابس كافية تغطي المفاصل والأطراف.
- النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية لتحسين تدفق الدم.
- التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د».
- الاستحمام بالماء الدافئ: يساعد على تخفيف تصلب العضلات.
كما أوضح لنا دكتور أحمد الفيشاوى طرق العلاجات المنزلية والطبية ومنها:
- المسكنات الموضعية: مثل الكريمات المضادة للالتهابات.
- الكمادات الدافئة: لتحسين الدورة الدموية.
- التمارين البسيطة: مثل اليوجا أو تمارين التمدد.
ودعا «الفيشاوي» إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال استمر الألم لفترة طويلة أو كان شديداً ،موضحا أن برد العظام يؤثر على الحياة اليومية ولا يقتصر تأثير برد العظام على الألم الجسدي فقط، بل يمتد إلى التأثير على النشاطات اليومية والنفسية للمصابين، وقد يشعر البعض بالإحباط أو الاكتئاب بسبب عدم قدرتهم على أداء الأنشطة الروتينية.
ويختم الدكتور أحمد الفيشاوى أستاذ جراحة العظام بجامعة القاهرة أن برد العظام ليس مجرد شعور عابر، بل هو التحدي الذي يتطلب منا الانتباه والرعاية، ومع حلول الشتاء يجب أن نستعد جيداً، ليس فقط لحماية أنفسنا من نزلات البرد، ولكن أيضاً لحماية عظامنا ومفاصلنا من هذا العدو الصامت، وعلينا تذكر أن الوقاية والعناية بالنفس هما المفتاح لحياة صحية وخالية من الألم.