الجمعة 27 يونيو 2025

ثقافة

حكايات قطع أثرية من متاحفنا.. تمثال الملك خفرع

  • 4-6-2025 | 23:22

تمثال خفرع

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

يعد تمثال الملك خفرع من أندر وأبدع الكنوز الفنية المحفوظة في المتاحف العالمية لما يتمتع به من تفرد وجمال ودقة في النحت، حيث صنع التمثال من الديوريت الأخضر باستخدام مادة شديدة الصلابة لم يتمكن أحد على مر العصور من تنفيذ منحوتات مماثلة لها بنفس البراعة والإتقان.

يرتفع التمثال إلى نحو 168 سم وقد عثر عليه في معبد الوادي للملك خفرع بمنطقة الجيزة ويصور الملك جالسا على كرسي العرش بينما يظهر خلفه الإله حورس في هيئة صقر يحيط برأس الملك في مشهد يوحي بالحماية والاندماج بين الجانبين الأرضي والروحي حيث يمثل الملك خفرع حورس الأرض ويجسد الصقر حورس السماء في تجسيد بديع لفكرة أن الاثنين وجهان لعملة واحدة.

 

يبدو الملك مرتديًا النقبة الملكية المعروفة باسم الشنديت وقد التفَّت حول خصره بينما تتدلى لحيته المستعارة في مظهر مهيب يجلس فيه على العرش باسطًا يده اليسرى على ركبته وممسكا بقبضة يده اليمنى قطعة من جلد حيواني تعد رمزًا سحريًا يعبر عن تجدد الميلاد واستمرار دورة الحياة.

 

يتميز عرش الملك بخلفيته المرتفعة ويكتنف مقعده أسدان رمزان للقوة والسيادة أما جانبا العرش فيزينهما رمز اتحاد الوجهين القبلي والبحري من خلال زهرة اللوتس ونبات البردي في إشارة إلى توحيد مصر العليا والسفلى ويُعرف هذا الرمز باسم سماتاوي.

 

من أبرز مظاهر الإعجاز الفني في تمثال خفرع أن الصقر حورس لا يظهر عند النظر إليه من الجهة الأمامية إذ يبدو وجه الملك فقط واضحًا مما يعكس عبقرية النحات المصري القديم في التحكم في المنظور والرؤية وزاوية المشهد.

 

يعد خفرع ثالث أو رابع ملوك الأسرة الرابعة في الدولة المصرية القديمة وقد امتد حكمه في الفترة ما بين 2559 و2535 قبل الميلاد ويعتقد أنه ابن الملك خوفو من زوجة ثانوية ويُخلد في ذاكرة الأجيال المعاصرة بفضل أحد أبرز منجزاته المعمارية وهو الهرم الثاني بالجيزة الذي شيده ليجاور هرم أبيه العظيم في مشهد لا يزال يثير الإعجاب والدهشة حتى اليوم.

الاكثر قراءة