الإثنين 28 يوليو 2025

تحقيقات

مدينة الخيام.. بوابة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين

  • 12-7-2025 | 14:45

خيام في غزة

طباعة
  • محمود غانم

"لن نرحّل الفلسطينيين من غزة".. هذا ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، غير أن الواقع على الأرض يسير في اتجاهٍ مختلف تمامًا، حيث تواصل إسرائيل محاولاتها المكشوفة لفرض تهجير جماعي قسري على سكان غزة، في تناقض واضح لتعهداتها العلنية.

وتتمثل ملامح خطة التهجير الجديدة في إيجاد ما يعرف بـ"مدينة إنسانية"، التي ستتكون من خيام على أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث تتضمن نقل 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يُسمح لهم لاحقًا بمغادرتها، وفقًا لما كشف عنه وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس.

ويعكس ذلك سوء النوايا الإسرائيلية تجاه غزة، ويتناقض مع روح المفاوضات غير المباشرة التي تجريها تل أبيب في الوقت الراهن مع حركة حماس بهدف التوصل إلى إنهاء للحرب.

وحسب "كاتس"، فإن العمل على بناء هذه المدينة المزعومة سيبدأ بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ويأتي ذلك ضمن مخطط واسع لتهجير فلسطينيي غزة خارج أراضيهم، حسب إعلام عبري، كشف أن هذه المدينة ستقام بين محوري "فيلادلفيا" و"موراج" جنوب القطاع، بغرض ما يزعم أنه لفصل المدنيين عن عناصر المقاومة الفلسطينية.

وظهرت نوايا إسرائيل لتنفيذ مخطط التهجير منذ بدء العدوان على غزة، في السابع من أكتوبر 2023، غير أن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، بالإضافة إلى الرفض العربي والدولي، حال دون تنفيذ هذا المخطط.

خطة مدروسة للتهجير

وفي هذا الإطار، يرى الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والاستراتيجي، أن مشروع "مدينة الخيام" الذي تروّج له إسرائيل في رفح، يكشف بوضوح عن نهج ممنهج تتبعه حكومة الاحتلال، دون اكتراث بردود الفعل الإقليمية والدولية.

وقال غباشي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، إن إسرائيل تتحرك وفق خطة مدروسة، تقوم على التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين، وتطرح بدائل تندرج تحت هذا الهدف، بالتوازي مع سعيها لتهويد المسجد الأقصى ومحيطه، والتنكيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية، إلى جانب إعادة هيكلة المخيمات الفلسطينية، مثل جنين وطولكرم ونور شمس وطمون.

وأشار إلى أن هذا المسار نفسه هو ما يتم تطبيقه في قطاع غزة أيضًا، وسط تجاهل تام لأي موقف دولي أو إقليمي.

وأكد غباشي، أن من شأن الطرح الإسرائيلي المتعلق بإيجاد مدينة الخيام أن يخلق أزمة مع مصر، قائلًا: "إسرائيل تسعى لإنشاء مدينة تتسع لنحو 600 ألف فلسطيني في رفح قرب الحدود المصرية، وهذا بحد ذاته يشكل أزمة كبرى".

وشدد على أن إسرائيل ماضية في مخططها التهجيري، مستفيدة من ضعف ردود الأفعال الدولية والعربية والإسلامية، التي لم ترتقِ إلى مستوى الردع الحقيقي، وبالتالي لا تجد إسرائيل ضرورة لتغيير نهجها.

مجرد حديث

ولا يجد حديث وزير الحرب الإسرائيلي بشأن البدء في تنفيذ هذه المدينة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وزنًا عند الدكتور مختار غباشي، إذ يتعارض مع جوهر ما تريده المقاومة الفلسطينية.

وأضاف غباشي أن ما تطرحه إسرائيل من مقترحات، خاصة فيما يتعلق بمسألة التهجير، يتناقض بشكل واضح مع إرادة المقاومة الفلسطينية، التي ترفضها بشكل قاطع، وتتمسك بموقفها الثابت ضد محاولات فرض أمر واقع جديد في غزة.

واعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يحاولان التهرب من مسؤولية التهجير باستخدام أساليب "ملتوية".

حالة هوس

ولفت غباشي إلى أن هناك حالة هوس داخل المجتمع الإسرائيلي نتيجة صمود المقاومة، والخسائر البشرية والعسكرية الفادحة التي مُني بها الاحتلال، رغم مرور 22 شهرًا على الحرب.

واختتم غباشي بالقول إن إسرائيل، التي سبق وأن احتلت أراضٍ عربية خلال أيام قليلة، لم تكن تتوقع أن تصطدم بمثل هذا الثبات والصمود الفلسطيني، الذي لا يجد دعمًا -كما ينبغي- من القوى العربية والدولية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة