أصبحت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية امتدادًا لأنفسناولكن هذه العلاقة العضوية لها ثمن باهظ ندفعه من صحة ظهورنا ورقابنا و ذلك الوضع المنحني الدائم الذي نتبناه أثناء التواصل مع شاشاتنا لا يقتصر على مجرد ألم عابر، بل قد يكون الطريق المباشر لتشوهات وضعية خطيرة، أبرزها ما يعرف بـ "حدب التكنولوجيا". يقول الدكتور إبراهيم موافى استشاري جراحة العظام إنه عندما تنحني الرقبة للأمام لاستخدام الهاتف يتحول وزن الرأس من حوالي 5-6 كيلوجرام في الوضع الطبيعي إلى حمولة تصل إلى 27 كيلوجرام على فقرات وعضلات الرقبة والظهر وu هذا الإجهاد المستمر هو السبب الرئيسي لما نراه اليوم من انتشار "متلازمة الرقبة النصية" أو "Text Neck". وأشار إلى أن هناك علاقة بين هذا الوضع الخاطئ والإصابة بالحدب المفرط الذي يسمى الحدب الوضعي علاقة مباشرة وقوية، فالانحناء المتكرر والطويل يؤدي إلى إجهاد وضغط مستمر على الأربطة والعضلات في مقدمة الرقبة والصدر، مما يتسبب في تقصرهما، إطالة وإضعاف العضلات في مؤخرة الرقبة والظهر العلوي و زيادة الضغط على الأقراص بين الفقرات، مما قد يؤدي إلى بروزها أو انزلاقها ، بالإضافة إلى تشوه تدريجي في الوضعية الطبيعية للعمود الفقري، فيبدأ الظهر في تكوين تحدب مفرط ومزمن. وأكد على أن النتيجة هي ألم مزمن في الرقبة والكتفين، صداع توتر، تقليل مرونة العمود الفقري ومنظر خارجي للظهر محدب بشكل غير طبيعي. و أضاف أن الوقاية والعلاج تبدأ بالوعي من خلال الحفاظ على شاشة الجهاز عند مستوى العين، خذ فترات راحة متكررة، مارس تمارين إطالة لعضلات الصدر وتقوية لعضلات الظهر.