الثلاثاء 11 يونيو 2024

انطلاق القمة «المصرية-الفرنسية» بالقاهرة.. وخبراء: تستكشف فرص التعاون للمستقبل.. و3 ملفات على مائدة مناقشات السيسي وماكرون.. والزيارة تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين

تحقيقات28-1-2019 | 13:12

قمة مصرية فرنسية هامة تجرى أعمالها اليوم في قصر الاتحادية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يجري زيارة إلى مصر تستمر 3 أيام، فيما أكد خبراء بالعلاقات الدولية أن القمة ستناقش عدة ملفات هامة أبرزها تعميق التعاون الثنائي والأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، ومكافحة الإرهاب، موضحين أن الزيارة تفتح آفاقا جديدة للتعاون.


ومن المقرر أن تعقد جلسة مباحثات ثنائية بين الزعيمين، وكذلك جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي الجانبين الرسميين يعقبها التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الصديقين، ثم يعقد الزعيمان في ختام المباحثات مؤتمرا صحفيا بحضور وسائل الإعلام من الجانبين.

 

3 ملفات على مائدة مناقشات السيسي وماكرون 



الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأولى إلى مصر، تعكس الولع الفرنسي بمصر والثقافة المصرية والحضارة الفرعونية، وتحمل كافة الجوانب الثقافية والسياحية والاقتصادية والسياسية بالتزامن مع عام الثقافة المصرية الفرنسية.

وأضاف اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن توقف ماكرون في أسوان كأول محطات زيارته لمصر وجولته في معبد أبو سمبل بالتزامن مع الذكرى الخمسين لإنقاذ المعبد من الغرق، هي أكبر دعاية سياحية لمصر ودعوة للشعب الفرنسي لزيارة الحضارة الفرعونية ورسالة بالأمن والأمان الذي تتمتع به مصر.

وتابع أن الزيارة تحمل بعدا اقتصاديا هاما للغاية حيث استبقها وفدا كبيرا برئاسة وزير المالية الفرنسي للترتيب للاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون التي سيجري توقيعها على هامش الزيارة، مضيفا أن ماكرون رافقه وفدا يضم عددا من مديري البنوك والشركات الفرنسية لاستغلال الأجواء الإيجابية التي خلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستثمار في مصر.

وأشار إلى أن القمة المصرية الفرنسية بين السيسي وماكرون اليوم في قصر الاتحادية تحمل عدة ملفات أولها العلاقات الثنائية لتعميق التعاون في شتى المجالات ومنها التعاون العسكري، حيث حصلت مصر من فرنسا على طائرات الرافال وحاملات الطائرات ميسترال وفرقاطات بحرية وربما سيجري خلال تلك الزيارة استكمال هذه الأجهزة الدفاعية.

وأكد خبير العلاقات الدولية أن الجانب الآخر هو الوضع الإقليمي والملفات الليبية والسورية واليمنية ومكافحة الإرهاب، وخاصة أن هناك توافقا في الرؤى بشأن حل هذه القضايا ومصر تهتم بالتفاوض وجمع الفرقاء لاستكمال الحل السياسي، مشيرا إلى أن الوضع في القارة الأفريقية مطروحا خلال القمة نظرا لكون مصر الرئيس المقبل للاتحاد الأفريقي في 10 فبراير.


ولفت إلى أن برنامج الزيارة يحمل جانبا ثقافيا حيث عام الثقافة الفرنسية المصرية وهي القوى الناعمة بين البلدين، وسيلتقي أيضا بعدد من المثقفين المتخصصين في الفرنسية، مشيرا إلى أهمية زيارة ماكرون أيضا إلى العاصمة الإدارية الجديدة حيث سيلتقي بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في مسجد الفتاح العليم، وكذلك بالبابا تواضروس بابا الإسكندرية في كاتدرائية ميلاد المسيح.

 

استكشاف فرص التعاون للمستقبل

ووصف الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، القمة المصرية الفرنسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنها قمة استكشاف الفرص للمستقبل، مؤكدا وجود فرص كبيرة للتعاون بين الدولتين سياسيا واقتصاديا وأمنيا، خاصة في ظل توافق الرؤى بين البلدين.

وأضاف سمير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن فرنسا من أكثر الدول التي ساعدت مصر بعد ثورة 30 يونيو، وكان موقفها إيجابيا وأيدت الثورة ووقفت ضد محاولات الاتحاد الأوروبي باتخاذ الموقف السلبي ضد مصر حينها، وإن هذا الموقف هو الأساس الذي توطدت عليه العلاقات بين البلدين خلال الخمس سنوات الماضية.

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي زار فرنسا ثلاث مرات منذ تولية مهام منصبه، كما شارك الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند في افتتاح قناة السويس الجديدة، والتقى السيسي بماكرون في باريس في أكتوبر 2017 بعد أشهر قليلة من فوز ماكرون في الانتخابات.


وتابع: إن العلاقات بين البلدين شهدت طفرة في التبادل التجاري وصل إلى قيمة 2.5 مليار يورو سنويا، وبلغت الاستثمارات الفرنسية قيمة 4.5 مليار يورو، كما يشارك الفرنسيون في مشروعات هامة على رأسها الخط الثالث لمترو الأنفاق، موضحا أن العلاقات الثنائية ستكون على رأس ملفات الرئيسين.

كما أكد أن الرئيسين سيبحثان أيضا ملف التعاون السياسي لمكافحة الإرهاب وخاصة في دول الساحل والصحراء في ظل الاهتمام الفرنسي بأفريقيا، مضيفا إن فرنسا تحتاج للتعاون مع مصر في كيفية التعامل مع العائدون من ساحات الإرهاب في سوريا والعراق وخاصة إدلب وخطرهم على الأمن القومي الفرنسي والأوروبي واستلهام التجربة المصرية في التعامل مع العائدون من التنظيمات الإرهابية في أفغانستان.


وأكد خبير العلاقات الدولية، على وجود تنسيق مصري فرنسي في المحافل الدولية ومواقف متشابهة في الأزمات الإقليمية، كالأوضاع في ليبيا حيث ترى مصر وفرنسا ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، ورفع الحظر عن توريد السلاح للجيش الوطني الليبي ورفض التدخلات الأجنبية وتوحيد المؤسسة العسكرية.

وعن ملف الهجرة غير الشرعية، أكد أن فرنسا تثمن دور مصر في هذا الشأن ونجاحها منذ سبتمبر 2016 في منع خروج قارب واحد للهجرة غير الشرعية لدول البوابات الأوروبية كقبرص واليونان وإسبانيا، مشيرا إلى أن الدولتين تتفقان بشأن القضية السورية وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254.

واختتم قائلا: إن الاتفاقيات المرتقبة بين البلدين والبالغ عددها 30 اتفاقية تغطي مجالات كالنقل والصيدلة وتوطين التكنولوجيا وستنقل العلاقات المصرية الفرنسية من مستوى التعاون إلى مستوى الشراكة، مشيرا إلى أن البلدين أمامهما فرصة للتعاون والعمل بشكل ثلاثي مع أفريقيا وإنشاء صناديق ثلاثية للاستثمار والعمل مع دول القارة. 

 

آفاق جديدة للتعاون

وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تحمل أهمية كبرى في التوقيت الراهن وتفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الدولتين، مضيفا أن القمة المصرية الفرنسية بين ماكرون والرئيس عبد الفتاح السيسي فرصة لتبادل وجهات النظر وتعميق العلاقات الثنائية.

وأوضح حسين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر وفرنسا بينهما علاقات قوية وقديمة وتعاون في شتى المجالات، إضافة إلى مشروعات استثمارية واقتصادية وتجارة متبادلة وكذلك تعاون ثقافي كبير، مضيفا أن هذه الزيارة ستشهد توقيع نحو 30 اتفاقية في مختلف المجالات وستعود بالنفع على الاقتصاد المصري.

وأكد أن الملفات الاقتصادية والعلاقات الثنائية ستتصدر مائدة السيسي وماكرون إلى جانب مناقشة ما يجري في المنطقة وتداعيات الأزمات في سوريا وليبيا واليمن وكذلك ملفي الهجرة غير الشرعية والإرهاب، مضيفا أن جدول أعمال الزيارة حافل بكل الجوانب فبعد جولة ماكرون في معبد أبو سمبل ومواقع أثرية أخرى في أسوان سيجري زيارة للعاصمة الإدارية وهي كلها تحمل دلالات هامة وتعمق العلاقات الثنائية.