أعربت الدول الخمس الراعية لبعثة التواجد الدولي المؤقت في (الخليل) جنوب الضفة الغربية عن أسفها للقرار أحادي الجانب من قبل الحكومة الإسرائيلية بإنهاء عملها في مدينة الخليل المحتلة.
جاء ذلك في رسالة مشتركة موقعة من قبل وزراء خارجية كل من: النرويج، وإيطاليا، وتركيا، وسويسرا، والسويد، نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/، حيث اعتبرت هذه الدول، في رسالتها المشتركة، أن القرار الإسرائيلي مناف لاتفاق أوسلو الثاني وقرار مجلس الأمن 904 الذي اعتمد في عام 1994، والذي دعا إلى إنشاء بعثة التواجد الدولي المؤقت في الأرض الفلسطينية المحتلة لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الجانب الفلسطيني طلب تجديد ولاية البعثة.
وأكدت ضرورة التزام إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بموجب القانون الدولي، بحماية سكان الخليل وضمان أمنهم ومحاسبة من يرتكب الانتهاكات ضدهم.. رافضة الادعاءات الإسرائيلية التي تتهم هذه البعثة بمخالفة ولايتها، مطالبة إسرائيل بتحمل مسؤولية أمن موظفي البعثة إلى حين إجلائهم من مدينة الخليل.
وأكد وزراء خارجية هذه الدول، في رسالتهم، أن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتمثل بتحقيق حل الدولتين، ضمن حدود معترف بها كي يعيش كلا الشعبين في أمن وسلام.
من جانبه، أعرب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور عن تقديره للموقف المشترك الصادر عن هذه الدول، مطالبا مجلس الأمن بإنفاذ قراراته، بما فيها المتعلقة بحماية المدنيين الفلسطينيين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قرر عدم تمديد انتداب بعثة المراقبة الدولية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ####"TIPH" ### Temporary international presence in Hebron ###، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) عن نتنياهو قوله "إنه لن يسمح باستمرار تواجد هذه البعثة، التي تعمل ضد إسرائيل".
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قد حذرت من هذه الخطوة.. وقالت إن وقف عمل هذه القوة الدولية يعد محاولة لإخفاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.. معتبرة أن وقف عمل قوة المراقبين الدوليين في الخليل إعلان صريح وواضح من جانب الاحتلال عن قراره بتهويد البلدة القديمة في الخليل، والسيطرة على مزيد من الأرض الفلسطينية المحيطة بها، وممارسة أبشع أشكال التطهير العرقي والتهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين منها ومضاعفة أعداد المستوطنين مكانهم.
ووفقا للموقع الرسمي للبعثة، فإن مهمتها الأساسية هي أعمال المراقبة وكتابة التقارير عن الوضع في الخليل في المناطق الخاضعة لعمل البعثة في المدينة، وتنص الاتفاقية على أن البعثة تساعد في أعمال المراقبة وكتابة التقارير من أجل إعادة الحياة الطبيعية إلى مدينة الخليل، وبالتالي خلق الشعور بالأمن والأمان عند الفلسطينيين في الخليل.
وتحاول البعثة - المعروفة اختصارا بـ (تيف) - الحفاظ على تواجد مرئي في مدينة الخليل وخاصة في المناطق الساخنة مثل البلدة القديمة، تل الرميدة، طارق بن زياد، وجبل جوهر، وتسيِر دوريات يومية طيلة السنة وذلك من أجل الملاحظة والمراقبة للوضع في المدينة.