تعاني الأسواق من الركود، بعد «شلل» حركة البيع والشراء؛ نتيجة للارتفاع الجنوني في أسعار الخضروات والفاكهة، وواجه التجار شبح الإفلاس بعد خسارتهم المالية الفادحة وإغلاق محلاتهم وتسريح العمالة.
وسوق الجملة بمدينة السادس من أكتوبر، أحد الأسواق التي ضربها سهم الركود، بارت الفاكهة وتعفنت الخضراوات، وخيم الهدوء على أجواء المكان الذي لم يألفه قبل ذلك، وعلى أطلال الملل تفرغ التجار للشكوى.
«الهلال اليوم» اخترقت سوق الجملة بـ6 أكتوبر، وهناك اصطدمنا بواقع البلد الاقتصادي، الذي تدهور بداية من تجار الجملة والتجزئة.
أبدى الحاج كامل سالم، أحد تجار الجملة في السوق استيائه من الحالة المميتة التي تشهدها الأسواق، بعد ضعف الإقبال على البيع، علاوة على عدم توافر الفاكهة، وغياب النظام وانتشار الفوضى التي ساهمت في احتكار كبار التجار للأسواق المصرية.
وأكد الحاج جمال فرغل، من كبار تجار الجملة وأقدمهم في السوق، أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في احتكارات بعض التجار، بل في زيادة التصدير للدول العربية، ونحن في أمس الحاجة إلى تلك التصديرات التي تأتي على حساب المواطن المصري، قائلا: "لما نكتفي إحنا الأول من الإنتاج نبقى نصدر".
وأضاف: المشكلة الثانية هي قلة الإنتاج، والمتمثلة في عدم دعم الفلاح الذي يزرع طول العام وتتجاهله الحكومة، من حيث عدم توفير مستلزماته، من سيماد وكيماويات وبذور ومحصول، فضلا عن عدم شراء المحصول منه، بل نذهب لنستورد بالعملة الصعبة.
وفيما يخص أسعار الفاكهة أكد محمد السلاموني أنها تقل بشكل بسيط في سوق الجملة عن أسواق التجزئة، لتكلفة النقل والحمولة، أما عن البيع والشراء فالزبون يأتي يوم واحد في الأسبوع، ونعامل بالآجل، واصفا حال المواطن بـ"معذور، ده كيلو الطماطم بـ12 جنيه، هيجيب فاكهة منين، الناس بدأت تستغني عن بعض الفواكه زي التفاح، وقريب هتستغني عن الفاكهة كلها"
وأضاف كمال سليمان، مستورد سوري بالسوق، في الفترة السابقة وقبل ارتفاع الدولار كانت هناك انتعاشة، الكل يبيع ويشتري، أنا شخصيا كنت بستورد حاويتين وثلاثة، أما اليوم أستورد حاوية واحدة في حالة البيع، ونادرًا ما يمر علينا تجار التجزئة الذين كانوا يتواجدون بكثرة في السوق ولا بديل عن حلول لمواجهة ارتفاع الدولار؛ لتعود الحياة في الأسواق من جديد.