بدء اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين
برئاسة دولة فلسطين، بدأت أعمال الدورة (154) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين ( حضوريا ) وذلك للتحضير لأعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي سيعقد ( افتراضيا ) يوم بعد غد الأربعاء برئاسة فلسطين.
وترأس وفد دولة فلسطين في الإجتماع: السفير المناوب لدى الجامعة العربية مهند العكلوك، والمستشار تامر الطيب، والمستشار رزق الزعانين، والمستشار جمانة الغول وجميعهم من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية .
ويناقش مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، عدد من البنود التي تتناول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والصحية في العالم العربي، وعلى رأسها مستجدات القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي ومستجداته وضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة التطورات الجارية بالقدس، والاستيطان، واللاجئين، والتنمية، إضافة الى دعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني.
كما يناقش المجلس أيضا أهمية التعاون العربي في مجال التصدي لجائحة ( كوفيد -19 )، ومناقشة بنود تتعلق بالشؤون المالية والادارية وبحث تجديد وتعيين أمناء عامين مساعدين لجامعة الدول العربية، بالاضافة الى التطورات في المنطقة .
ومن جانبه أكد مندوب فلسطين بالجامعة العربية السفير دياب اللوح "رئيس الدورة"، خلفا لممثل سلطنة عمان، حرص دولة فلسطين وقيادتها بقيادة الرئيس محمود عباس، وبإسم وزير خارجيتها رياض المالكي على تمسكها بالعمل العربي المشترك وموقفها الثابت والراسخ منه ومن قرارات الشرعية العربية لخدمة القضايا العربية المشتركة وتحقيق آمال وتطلعات الأمة العربية في بناء مجتمع عربي رغيد وغدٍ واعد للأجيال العربية وفي حياة أفضل تحقق لشعوبنا الأمن والأمان والاستقرار والسلام.
وقال السفير اللوح في كلمته الإفتتاحية، إن إنعقاد هذه الدورة يأتي والقضية الفلسطينية تمر بمرحلة معقدة لم تشهدها من قبل، مضيفا إنه في الوقت الذي أكدت فيه القيادة الفلسطينية مرارا وتكرارا أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأشقائنا العرب وحقهم السيادي في قراراتهم ووحدة وتماسك ترابهم الوطني، إلا أنها أكدت أيضاً على مطالبة أشقائنا الكرام بالمبدأ نفسه وإحترام إستقلالية قرارنا الوطني وإحترام أولوية حقوقنا الوطنية الثابتة في فلسطين، وفي مقدمتها إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري لأرض دولة فلسطين التي أحتلت في الخامس من حزيران عام 1967 وفي مقدمتها مدينة القدس المحتلة بإعتبارها وحدة جغرافية وسياسية واحدة، (قطاع غزة والضفة الغربية والقدس) غير منقوصة ولو سنتيمتر واحد.
وأكد، تمسكنا بخيار السلام كخيار إستراتيجي لحل الصراع مع إسرائيل، وعلى أن يكون أساس عملية السلام هو حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والمرجعيات الدولية المتعددة ورؤية الرئيس محمود عباس للسلام، من خلال مفاوضات جادة ذات سقف زمني في إطار دولي متعدد الأطراف، لتحقيق السلام الشامل والأمن والإستقرار في المنطقة والعالم لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل إستقلاله الوطني وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مشيرا إن إنعقاد الدورة 154 يأتي في وقت أحوج ما نكون فيه ليس لوحدة الموقف الفلسطيني فحسب، وإنما لوحدة الموقف العربي الواحد الموحد المشترك تجاه قضايا وإنشغالات الأمة العربية كافة، ومن بينها القضية الفلسطينية، وتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ونحن في فلسطين إذ نواجه هذا الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري البشع الجاثم على أرضنا وشعبنا المناضل فإنه لا يشغلنا عن قضايا أمتنا العربية وهمومها .
وجدد السفير اللوح إعلان وموقف فلسطين بالتمسك بتنفيذ المبادرة العربية للسلام من الألف إلى الياء، طبقاً لما نصت عليه المبادرة، هو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الغاشم للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة كافة دون إستثناء، حتى الوصول إلى علاقات طبيعية لمن يرغب من الدول الشقيقة مع إسرائيل، أما عدم إنهاء الإحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله والدخول في تطبيع العلاقات معه، سيكون له تداعيات كارثية على مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة، منوها إنه من هذا المنطلق كان المفهوم الذي تم إقراره مسبقاً في أدبيات المبادرة العربية للسلام بربط إقامة العلاقات الطبيعية باستقلال الدولة الفلسطينية، بينما إغفال الحق الفلسطيني والذهاب مباشرةً إلى تطبيع العلاقات يؤدي حتمًا إلى مزيد من التفرّد بالشعب الفلسطيني الأعزل وزيادة وتيرة الانقضاض على أرضه وتوسيع رقعات الأراضي المصادرة بما يجهض أية حلول أو فرص مرتقبة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويزيد من تغول الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه وعصاباته وممارساتهم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد السفير اللوح، على حقوق الشعب الفلسطيني الشرعي والطبيعي في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة المتصلة القابلة للحياة ذات السيادة الكاملة عليها وعاصمتها الأبدية مدينة القدس، دولة خالية من المستوطنات الإستعمارية والمستعمرين الغرباء وأي وجود عسكري إسرائيلي، وهذا ما نصت عليه المبادرة العربية للسلام التي أعتمدتها قمة بيروت عام 2002 والقمم العربية المتعاقبة وأخرها قمة القدس في الظهران عام 2018، وقمة تونس عام 2019، مؤكدا بضرورة التمسك ما أكدته القرارات المتعاقبة لمجلس الجامعة على مستوى القمة والوزاري بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وهي وحدها صاحبة القرار الوطني الفلسطيني المستقل بما في ذلك التوقيع نيابة عن الشعب الفلسطيني.
وأكد، على التمسك بقرارات مجالس الجامعة العربية والقمم العربية ذات الصلة المتمثلة بالرفض القاطع لما يسمى " صفقة القرن" وما أرتبط أو تفرع عنها من مخططات أو إجراءات، فما بني على باطل فهو باطل منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى صفقة ترامب في يناير 2020، بما في ذلك الإعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال الإسرائيلي ورفض نقل السفارات والبعثات الدبلوماسية إليها أو إفتتاح أية مكاتب تمثيلية تحت أي مسميات كانت، ورفض مخططات الضم الإستعمارية، والتمسك بقرارات مجالس الجامعة العربية والقمم العربية ذات الصلة، وتأكيد إلتزام دولة فلسطين بقيادتها وشعبها المناضل بشهدائه وجرحاه وأسراه ومناضليه وقواه الوطنية كافة، بالعمق العربي الأصيل لرفد ودعم الحقوق الوطنية الثابته للشعب الفلسطيني في الحرية والتحرير والعودة والإستقلال الوطني والإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وإلتزامنا بالعمل العربي المشترك، وما يصدر من قرارات تمثل المواقف والشرعية العربية، والدفاع عن قضايا الأمة وسيادتها على ترابها الوطني، والشراكة الكاملة معكم ومع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله.
وإستهل السفير اللوح كلمته بتوجيه التحية إلى بيروت العظيمة الراسخة في الوجدان والضاربة في جذور التاريخ، معربا عن تعازيه الحارة بإسم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين في دورته المائة والرابعة والخمسين (154)، بأحر التعازي بشهداء إنفجارات مرفأ بيروت وأصدق التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، مؤكداً للوفد اللبناني الإستعداد العربي بالوقوف إلى جانب لبنان الشقيق بكل الإمكانات المتاحة لإجتياز هذه المحنة الكارثية التي آلمت به، كما إستأذن الحضور بالوقوف دقيقة صمت تضامنا مع لبنان في مصابه الجلل ورحمة لشهدائه الأبطال.
كما تقدم السفير اللوح لرئيس وفد سلطنة عُمان الشقيقة ووفدها بالشكر والتقدير على حسن إدارة أعمال مجلس الجامعة العربية في دورتها السابقة المائة والثلاثة والخمسين (153)، والحكمة والخبرة التي تحلى بها والحرص العالي لرعاية وخدمة القضايا العربية والعمل العربي المشترك، كما هنأ بإسم المجلس السفير محمد إلياس بمناسبة توليه مهامه سفيراً للسودان الشقيق لدى مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية.