الثلاثاء 4 يونيو 2024

الورقُ النائم تحت الريحْ

فن14-10-2020 | 11:05

كتب الأستاذ هيكل عدة كتب لم تنشر، أو راودته مشاريع كتب بدأ بها ولكن لم يكملها، يمكن تقسيمها لعدة مجموعات:

أ- كتب تنتظر النشر:

ما أطول صبرك، أيها الليل

 

1- عبد الناصر: مصر والعرب والعالم

 

تحدث الأستاذ هيكل في معرض حديثه عن آخر عمالقة العرب جمال عبد الناصر رمز حركات التحرر الوطني في العالم الثالث المتطلع لغد جديد: "القصة الكاملة لجمال عبد الناصر سوف تكتب في يوم من الأيام راجيا أن تتيح لي الظروف فرصة المشاركة في كتابتها كاملة".

(كتب الأستاذ عدة كتب تناولت حياة عبد الناصر، سواء علاقاته الدولية (وثائق القاهرة)، تفنيد بعض التهم الموجهة لعهده (لمصر لا لعبد الناصر)، معركة السويس (آخر المعارك في عصر العمالقة)، وكذلك علاقاته مع الأقطاب الدولية في الصراع على وفي الشرق الأوسط (رباعية حرب الثلاثين سنة)، وغيرها من الكتب) 

كنت قد سألته في أول لقاء جمعني به (يونيو 1994)، وكان بالكاد قد فرغ من رباعيته (حرب الثلاثين سنة)، عن مشارعيه القادمة؟

وهو أجاب: "توثيق ومراجعة حياة جمال عبد الناصر، عن ظن بأني الأقدر بحكم أنني كنت أحد أقرب الناس إليه، ولن يكون الكتاب عن تاريخ ناصر ولكن سيرة له، وهو مشروعي الثابت والأصيل".

أردف قائلا: "نعم الرباعية تناولت جزء من سيرته في 56 و67 و73، لكن الكتاب الذي أنوي كتابته عنه سيتناول سياسته العربية، وسياساته الداخلية، والتكوين النفسي والثقافي له، ورؤيته الاجتماعية وغيرها من المواضيع المتعلقة به"

توقف قليلا ثم أكمل: "لقد كتبت أجزاء مهمة من الكتاب، ولم يتبق إلا بعض الرتوش والإضافات، وبالطبع الكتاب به ملحق وثائقي ليدعم ويساند"

(ومضى الأستاذ في رحلته نحو الغروب ولم ينشر ما قاله لي ذات صيف من عام 94 .. هل تحتفظ أسرته بتلك الأجزاء وتنتظر اللحظة المناسبة للنشر؟ أم أن ما جرى من عبث في برقاش أضاعت مسودات ما خطه وكتبه؟)

2- العالم العربي اليوم

روى الأستاذ هيكل في معرض تناوله لكتاب عن العالم العربي إثر غياب عبدالناصر ونتائج حرب أكتوبر وبدايات حقبة البترول:

"هو كتاب أخذت في إعداده منذ 1975 (بعد تفرغه من كتاب: الطريق إلى رمضان). وفي الإعداد له فإني قمت برحلة

واسعة إلى مغرب العالم العربي ومشرقه (باستثناء ليبيا لعدم استفزاز الرئيس السادات) أحاول تجديد معرفتي به، وألتقي وجها لوجه بالتيارات المؤثرة فيه وبالرجال الذين يوجهون مصائره.

وفرغت من إعداد مسودة كاملة لهذا الكتاب في منتصف 1976، وكان مفروضا أن يبدأ طبعه ونشره في بداية 1977، لكن

تطورات الحوادث في لبنان (مذبحة الكرنتينا ومجزرة الدامور، وانتخاب الرئيس إلياس سركيس، ودخول قوات الردع

العربي بقيادة الجيش السوري وبمشاركة قوات سعودية وإماراتية وسودانية ويمنية، ومجزرة تل الزعتر، واغتيال كمال جنبلاط) دعتني إلى إعادة النظر في بعض فصوله، وقمت بذلك فعلا، وفرغت من إعداد نص معدل ونهائي قرب نهاية 1977، ليكون الكتاب معدا للطبع والنشر في ربيع 1978.

وأتذكر أنني كنت في لندن في شهر أكتوبر 1977 وراجعت للمرة الأخيرة بروفات كل صفحة من صفحات الكتاب، ووضعت توقيعي على تصميم غلافه، وعدت إلى القاهرة مطمئنا إلى أنه لم يبق غير دوران المطابع في اسكتلندا ويتم كل شيء.

لكني لم أكد أعود إلى القاهرة حتى انفجرت المفاجأة التي أصطلح على تسميتها بوصف المبادرة، وإذا أوضاع العالم العربي

كلها تنقلب رأسا على عقب، وفي وسط كل الهموم النازلة فقد وجدتني أمام هم محدد ومباشر وهو أن أبعث إلى الناشرين في لندن أرجوهم تأجيل كتاب العالم العربي لأن مفاجآت الحوادث تجاوزت كثيرا مما كتبت، خصوصا عن الصراع العربي - الإسرائيلي ".

(لم يرى النور هذا الكتاب، ومخطوطته كانت قد سلمت لجريدة التايمز ودار كولينز، ولا نعرف ما هو مصيره، هل بقي

لديهما، أم تم استرداده، وإذا استرده الأستاذ هيكل فهل بقي في لندن أم استعاده للقاهرة؟).

3- ظهور وتراجع القوة العربية

تكلم الأستاذ هيكل عن خطة عمله لعام 1984:

"بعد فراغي من كتاب: خريف الغضب، حاولت أن أكتب لمجموعة الناشرين التي تملك حق نشر كتبي في العالم عن ظهور وتراجع القوة العربية. وبدأت المحاولة فعلا. ثم كنت أنا الذي تراجعت مؤقتا عما اعتزمت. فقد وجدتني أصف عالما عربيا كل أحواله تدعو للرثاء، ولم أشأ أن يكون ما أكتبه سهما جديدا تتكسر به النصال على النصال".

هل لاحظت استخدام الأستاذ هيكل لكلمة "تراجع" وليس لكلمة "انكسار"؟

ربما لا أحد يعرف إن كان الأستاذ قد أكمل الكتاب بعد أن توقف مؤقتا، خاصة بأن مسلسل الرثاء استمر في الهبوط عندما استباح الغرب لنفسه حق النزول لاحتلال عاصمة عربية هي بيروت، بدعوى إنقاذها من احتلال إسرائيلي وصل بالفعل إلى قلبها، فقد استعرت الحرب الأهلية في بيروت، فيما استمرت الحرب العراقية الإيرانية في استنزاف جميع الفرقاء، واندلاع حرب داخلية في عدن، ومسلسل الانقلابات في الخرطوم، وهجرة اليهود السوفييت لفلسطين، وجريمة ضم الكويت، وكارثة تدمير العراق، وسلام الإذعان بين العرب وإسرائيل، والعنف المتصاعد في الجزائر، وحروب السودان العبثية، والخلافات الحدودية بين دول الخليج، والمجاعة في الصومال والنزول الأمريكي في القرن الأفريقي، وما زال مسلسل الرثاء يتجه هبوطا دون بصيص أمل في حركة تصحيحية تجعله يرتد صعودا!)  

4- كرادلة خلف الستار

سرد الأستاذ هيكل أن تفكيره لعام 1985 اتجه لوضع كتاب عن قائمة بعشر أسماء من الشخصيات الغامضة التي لعبت أدوار

مهمة من وراء الستار في السياسة العربية. وقد قابلهم جميعا (من بينهم السيدان كمال أدهم ومهدي التاجر، كما أبلغني ورفض أن يدلي ببقية الأسماء الثمانية)، ثم كان أن غير رأيه في مشروع الكتاب كله، واعتذر للناشر الذي كان يلح في طلبه - اندريه دويتش - عن ظن أن هناك في المنطقة (وقتها) قضايا أسبق إلى الاهتمام من عشرة رجال غامضين مارسوا أدوارهم من وراء ستار على مسرح سياسي تجري أخطر وقائعه وراء الضوء، وبعيدا عن عيون الناس

(طالما الأستاذ قد قابل العشرة رجال الغامضين، فإن محضر لقاءاته معهم موجود، فهو يقوم بتفريغ مجريات يومه على الورق قبل أن يستسلم للنوم، عن اعتقاد صحيح بأن الذاكرة خوانة، كي لا تشحب الكلمات وتبهت الصور من مخيلته.

ترى أين استقرت هذه المحاضر، هل بقيت في لندن في مكان ما؟ أم التهمتها نيران الحقد والكراهية، عندما أقدمت مجموعة من الشياطين على حرق بيته الريفي في برقاش في أغسطس 2013؟

5- السيف والهلال

في نهاية عام 1990 كان الأستاذ هيكل قد اتفق مبدئيا مع دار هاربر كولينز على كتابة ثلاثة كتب، وقد ظهر منها اثنين: (حرب الخليج: أوهام القوة والنصر، والمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل).

وتلكأ الأستاذ في كتابة ثالث الكتب وهو يناقش "الإسلام السياسي"

كان الأستاذ هيكل قد قضى أكثر من سنة في الإعداد لهذا الكتاب (كانت سنة دراسة مفيدة بالنسبة لي - كما قال)، ولم تفتر حماسة دار هاربر كولينز، فقد استمروا في إلحاحهم عليه بأن يصدره (استمرت محاولتهم حتى شهر أبريل 2001)

6- المذكرات

وكنت قد سألته في نفس الجلسة عن موعد صدور مذكراته، وهو استهول الطرح على اعتبار بأنها ستكون آخر ما سوف يكتبه وينشره

(لا أحد يعلم مصير مذكراته وما كان يدونه يوميا من تجربته ورؤيته لخضم الأحداث، هل هي في مكان آمن، وتحت يد وفية، ستخرج علينا يوما وفي توقيت حدده الأستاذ هيكل لتنشرها، أم أنها احترقت ضمن الهجوم على بيته الريقي في برقاش؟)

كان أن التقيته في مكتبه صباح يوم خريفي من شهر نوفمبر 2001، وكنت برفقة الأديب يوسف القعيد.

وقلت له: "بأن السنة المقبلة ستكون الذكرى الستين لدخوله شارع الصحافة، ولابد من احتفالية لتلك المناسبة".

هو قال:"بأنها ستكون مناسبة ليعلن اعتزاله، وأن ستين عاما هي حياة إنسان ولد وتعلم وعمل وتزوج وأنجب ثم تقاعد، بينما أنا أعمل منذ ستين عاما، أفلا يحق لي أن أتوارى مبتعدا.."

وهنا قلت له: "إذا فقد اقترب موعد نشر مذكراتك"، وتدخل الأستاذ يوسف القعيد قائلا: "بأن المذكرات ستكون تكملة لكتاب "بين الصحافة والسياسة"، وهي المرة الأولى التي يستعرض فيها الأستاذ هيكل بعضا من سيرته في كتاب"

ومن جانبي ذكرته بمقاله الذي كتبه يوم 11 فبراير 1972، بعنوان "علامات على طريق طويل"، وأنها كانت المرة الأولى التي يستذكر شيئا من سيرته، وربما عنوان المقال يصلح ليكون عنوانا لمذكراته العتيدة، من تجواله الدؤوب بحثا عن المتاعب، ومقابلاته مع قادة العصر من سياسيين وعسكريين واقتصاديين ومثقفين، ومعاصرته لأحداث مصر والعالم العربي، ومراقبته من كثب لما يدور ويجري من تحولات على مستوى العالم.. وهي فعلا علامات على طريق طويل ممتد

الأستاذ هيكل من جانبه لم يعلق، وأن أكد: "بأنه يفكر بطريقة ما في نشر مذكراته، ولكن تأثير ما يجري من وقائع وتطورات على مستوى الإقليم والعالم دائما تشده إلى تيارها الغلاب"

ثم تساءل: "هل هناك فعلا من سيهتم ويقرأ يوميات رجل ينتمي لعصر بعيد، ولزمن شحب، أقصد الشباب من مصر والعالم العربي؟

وأكدنا له نحن الاثنان بأن كتبه حتى اللحظة هي دائما في مقدمة الكتب الأكثر مبيعا والأكثر طلبا ومن جميع الفئات العمرية لجمهور القراء..

وكعادته عندما لا يحب أن يدخل في تفاصيل، يؤثر نقل الحديث لمجرى آخر.

7- حدود السلاح

كنت في ضيافته في نوفمبر 1997، وذكرى ثلاثين سنة على نكسة 1967، قد حلت، وقد ذكرته بأنه سفره الضخم عن حرب 1956 (ملفات السويس) قد صدر بالذكرى الثلاثين على نشوبها (1986)، صحيح بأنك قد دونت على جزئيين أجواء وخلفية حرب 1967 (سنوات الغليان - 1988، والانفجار - 1990)، لكن هناك سبع سنوات قد مرت على صدور الكتاب، ولا شك بأن مجموعة ضخمة من الوثائق قد أفرج عنها، فضلا عن مذكرات قد دونت، وبرامج التاريخ الشفهي الوثائقية قد بثت. وهو من جانبه قال لي:"بأنه يفكر في كتاب يتناول فيه ما استجد من حقائق، وما ظهر من وثائق، رغم أن كتاب "الانفجار" لم يكن كلمة افتتاحية، بل توغلا في الدهاليز، وشعاع ضوء على التعاون الإسرائيلي الأمريكي، مركزا على خط الصراع في المنطقة وعليها"

(كان الأستاذ قد تعرض لحرب 1967 في كتابه "عام من الأزمات" على ضوء ما ظهر من وثائق إسرائيلية فقط)

8- خريف النظم وربيع الشعوب: من الارتباك الحائر إلى المأزق الحرج

كانت دار هاربر كولينز، قد عرضت في مطلع العام 2013 على الأستاذ هيكل، عنوانا جديدا يحل مكان الكتاب الذي رفض الاستمرار به "السيف والهلال"، يتناول فيه ما استجد من أحداث في المنطقة العربية مع بداية حقبة جديدة من القرن الواحد

والعشرين، والذي عرف بالربيع العربي.

وبالفعل بدأ العمل على ذلك، فقد عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب ومعارضين في أغلب الدول العربية التي شهدت ما يسمى الربيع العربي (تونس، مصر، سوريا، البحرين واليمن)، وأيضا مع الجهات التي حرضت ودعمت قيام تحركات هنا وهناك، ومع جهات إقليمية ودولية فاعلة.

ورغم تجمع خيوط كثيرة في يده، ووثائق تدعم، ومعلومات تؤكد، ودراسات ومذكرات تستكمل الصور والمشاهد، إلا أنه آثر التوقف عند نقطة معينة، تاركا ما كتب لقابل الأيام لو سمحت بذلك المقادير

9- توحش الرأسمالية وتغولها

في آخر لقاء جمعني به (أبريل 2015)، كان على مكتبه عشرات الوثائق والأوراق، وقد استفسرت منه إذا كان هناك مشروع لكتاب جديد؟

وهو أكد بأنه يفكر بكتاب عن "الرأسمالية وتغولها"، فقد اعتبرت الرأسمالية نفسها منفردة بحق الثروة، لدرجة أنها حولت المجتمعات منذ سقوط الاتحاد السوفيتي (وقبل ذلك) إلى غابات وحوش وزواحف عبر نظرية السوق.

وأنه بعد "الاحتكار" لابد من "الانتشار"، وهكذا ظهرت الشركات العابرة للقارات (هي القوة الاقتصادية الثانية بعد الولايات المتحدة وليس الصين)، وهي تحولت لدولة ولكن بلا وطن، وإمبراطورية تمارس نفوذها على العالم بأكمله لا على إقليم بعينه).

والرأسمالية استطاعت عبر الإعلان والإعلام وغيرها من الوسائل أن تطلق ما يمكن تسميته "ثورة الاستهلاك"، قد يقول أحد بأن الاستهلاك منذ فجر التاريخ، هذا حقيقي، لكن في الأزمنة المتغيرة وتوحش الرأسمالية تحول الاستهلاك لنوع جديد: شراء ما لا حاجة لك به، وأن تدفع بما لا تملكه (عبر بطاقات الائتمان والقروض والديون)، ولم يعد مقتصرا على الأفراد بل على المؤسسات والشركات (سندات لتمويل قروض سابقة في الأغلب ولعمليات توسعة) والدول (سندات الخزينة)، فالكل يسعى للدين، ويعمل بالدين، بل ويتاجر بالدين، وتحول الاقتصاد إلى أوراق تطارد أوراق أخرى كما كان يقول بول فولكر Paul Volcker رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (1979 - 1987).

(ولا أعرف إلى أي مدى وصل الأستاذ بالكتاب، فقد تعرض بعد هذا اللقاء بأسابيع لحادثة في منزله بمنتجع الغردقة، أدى إلى

ضرورة الانتقال للندن لعملية جراحية، ثم العودة إلى القاهرة، مع ضرورة الراحة التامة، وبعدها بأشهر حدث الغياب عن المشهد تماما؟!

ب- كتب تمنى أن يكتبها:

شهوة تتقدم في خرائط المادة

 

1- حكاية العرب والأمريكان

ذكر الأستاذ هيكل وهو يحلل العلاقات العربية – الأمريكية: "قصة العلاقات العربية - الأمريكية تستحق أن تكتب كاملة ذات يوم، فهي فصل هام من التاريخ العربي القريب، ثم هي صراع إنساني حافل غني بالأفكار والشخصيات، ثم هي أخيرا دراسة ممتعة في سياسة الدول النامية الصغيرة وديبلوماسيتها ومحاولتها المستميتة لإثبات وجود إيجابي مؤثر في عالم تحكمه القوى المتقدمة الكبرى في خلافها معا أو في اتفاقها معا على حد سواء"

(تناول الأستاذ هيكل تلك العلاقة بشكل عاصف في عدة كتب، ولكن لم يصدر كتاب متخصص في سبر أغوار تلك العلاقة، خاصة بأنه هو من سبر أغوار العلاقات العربية مع القوى العظمى المرادفة للأمريكان في كتابه: حكاية العرب والسوفييت).

2 - خروشوف وأسراره

قال الأستاذ هيكل في معرض استعراضه للزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف - قيصر الكرملين الأحمر:

"إن خروشوف كان شخصية نادرة، لم يكن في نظري زعيما خارق المواهب ولكنه كان ولا يزال في تقديري إنسانا يستحق دراسة عميقة وأظنه ظاهرة من الظواهر غير العادية التي لمعت على القمة الدولية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات... وفى وقت من الأوقات راودتني فكرة وضع كتاب عنه لأن الظروف أتاحت لي أن أعرفه أكثر مما عرفه أي صحفي آخر ربما في العالم. ولست أعتقد أنه كان شريرا ولكنى أعتقد حقيقة أن حيويته كانت متدفقة بأكثر مما تسمح به الأوضاع الرسمية لعمله ودوره".

(تناول الأستاذ هيكل شخصية خروشوف في مجموعة من كتبه، ولكن لم يصدر كتاب متخصص عنه؟)

3- زيارة جديدة للتاريخ

كان الأستاذ هيكل قد أخبرني (نوفمبر 1997) بأنه يفكر جديا بجزء ثان (وربما ثالث)، يستكمل ما بدأه في الجزء الأول، من نشر محاضر حوارات مع شخصيات عالمية أرتبط حوارها بقضايا معينة، مع رؤية عصرية ونظرة شمولية للحدث، ومنها سلسلة حواراته مع هنري كيسنجر وغيره

(كان الجزء الأول قد ظهر في منتصف العام 1985، وبعد فراغ الأستاذ هيكل من سلسلة ثلاثيته عن: "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل"، بدأ في التفكير بإصدار جزء ثاني من كتاب: زيارة جديدة للتاريخ. لكن يبدو من تدافع الحوادث وقوة تأثيرها إنها شدته إلى مجالها، فلم يتسنى له الكتابة، وربما خطها بأمل نشرها، فقد كان حساسا من إرهاق الناس بقصص وحكايات أمام مداهمات الحوادث وسرعة جريانها)   

4- رؤية استشرافية للعالم العربي

وفي نفس الجلسة كان قد صرح لي بأنه "ينوي تدوين كتابا استشرافيا عن العالم العربي غداة حلول العام 2000، وهي اللحظة التي سيعبر بها العالم كله (وكذلك العالم العربي) من قرن إلى قرن ومن ألفية إلى أخرى"

ج- كتب كان لا بد من تجميعها:

في انتظار موعدي المنسي

 

وهي تحتوي على خمس مجموعات:

1- كتاب نشره الأستاذ هيكل في أكتوبر 1973 تحت عنوان "الشرق الأوسط: 1967"، وقد نشر على حلقات في جريدة الصنداي تلغراف، ولكن الأستاذ آثر ألا يجمعهم ضمن دفتي كتاب

2- المقالات المكتوبة بلغات أجنبية (الإنجليزية واليابانية)، والتي نشرت في صحف مثل تايمز وصنداي تايمز ونيويورك تايمز والجارديان والإندبندنت والأوبزرفر وصنداي تلغراف (مجموعهم يفوق الـ 400 مقال)، ويوميوري شيمبون (نشر الأستاذ عام 1997 ضمن كتاب "المقالات اليابانية"، 29 مقالا مترجما كانت الصحيفة اليابانية قد نشرتهم له، وهم بطبيعة الأشياء ليسوا كل ما كتب هناك)

3- المحاضرات في الجامعات العالمية (أكسفورد وشيكاغو والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة القاهرة وجورج تاون

وغيرهم)، والمحافل الدولية مثل اليونيسكو وغيرها

4- مجموعة المقالات المصرية سواء المكتوبة باللغة الإنجليزية في صحيفة الإجيبشيان جازيت، ومجموعة مقالاته في

مجموعة أخبار اليوم (أخبار اليوم وآخر ساعة وآخر لحظة والأخبار)

5- مجموعة الحوارات الصحفية التي أجريت معه سواء في الصحافة المصرية أو العربية أو الأجنبية (بالمئات)، (نشر الأستاذ 34 حديثا صحفيا أجرته معه الصحافة المصرية والعربية ضمن كتاب "أحاديث في العاصفة")