رأيت صلاح عبد الصبور آخر مرة. فى
مكتبه بهيئة الكتاب. فى الواحدة من ظهر يوم الأربعاء الأسبق. قبل وفاته بحوالى 26
ساعة. وكان مكتبه أقرب إلى الندوة الأدبية. كان عنده ابن جيله وزميله فى معركة
التجديد الشعرى أحمد عبد المعطى حجازى الذى عاد إلى مصر بعد ثمانية أعوام من
الغياب. يتلمس تضاريس الحب والحنان فى صدر أمه مصر. بعد أن جفت سنوات العمر.
واحترقت فى نيران الغربة الكاوية.
كان فى مكتبه محمد إبراهيم أبو سنة،
شاعر الشتاء والأثواب الزرقاء والقلوب المحترقة. وكان فى مكتبه أحمد الشيخ، صاحب
دائرة الانحناء، والناس فى كفر عسكر، والنبش فى الدماغ. الذى يعد واحداً من أندر
كتاب القصة، يقدم عالماً شديد الخصوصية فيه حالة من الحزن والانكسار التى تتمدد
حتى بين أحرف الكلمات نفسها. كان فى مكتبه أحمد عنتر مصطفى، شاعر مأساة الوجه
الضائع، وصاحب ملحمة أبجدية الموت والثورة.
فى الواحدة تماماً تركنا صلاح:
- لدىَّ موعد فى
منتصف البلد. أنتم فى مكتبكم.
هكذا قال وانصرف. قبل أن يترك المكتب،
الذى كان بيت من لا بيت له. من أبناء الحرف المكتوب اتفقت معه على ثلاثة أمور:
الأول: أنه سيعطى المصور قصيدة جديدة
من شعره لم تنشر من قبل.
والثانى: أننا سنجلس بعد يوم أو يومين
على الأكثر لنبلور من أحاديث متفرقة دارت بيننا حديثاً طويلاً ينشر فى المصور، ثم
فى كتاب.
والثالث: أنه سيرد على قضية نادى
الكتاب الذى أثارها المصور على صفحته الأدبية وتساءل:
- هل يكفى الأدب
وقضايا الأدباء صفحة واحدة؟.
قالها ومشى.
قال لى محمد إبراهيم أبو سنة بعد
انصراف صلاح عبد الصبور:
- ألا تشاهد
الشحوب فى وجهه؟ تحت الجفون شيء ما.
ولأن ما قاله أبو سنة مجرد تساؤل. فلم
تكن لدىَّ إجابة عنه. ودار فى الخاطر إحساس أنه ربما كان الهم القديم الذى يتحدث
عنه فى شعره.
لم أكن أدرى أنه كان لقاء الوداع.
تركنا وصورته كما تعودناها، السيجارة
التى لا تفارق فمه. البسمة التى تجعل الفم نصف دائرة تحيط السيجارة من كل جانب.
الرأس يغطى بشعر يتحول لونه من الأسود إلى الأبيض. وقد أسفرت رحلة التحول من شعر
رمادى عندما تنظر بدقة لا تعرف أين ينتهى اللون الأبيض وأين يبدأ اللون الأسود.
الملابس بسيطة فيها اللون الذى أحبه. أقرب إلى الرمادى. بنطلون عادى وقميص من نفس
اللون والقماش. وبالطبع لم يتصور أحد أنه لقاء الوداع. فقد كان هناك اتفاق بينه
وبين أحمد عبد المعطى حجازى أن يقضى المساء مع أسرته فى بيت حجازى بمصر الجديدة.
اللحظات الأخيرة
الحمد لله
الحمد لنعمته من أعطانا هذا الليل
صمت الأشياء وسادتنا
والظلمة فوق مناكبنا
ستر وغطاء
كانت له علاقة خاصة بالليل. وكان كما
قال لى فاروق خورشيد، كاتب السير الشعبية والدراسات الشعبية والرواية والقصة
القصيرة وأحد أصدقاء صلاح المقربين. قال لى:
- كان صلاح مريضاً
بالناس. كان مريضاً بحب الناس. وكان دفء الاقتراب منهم قضية عمره.
كان فاروق خورشيد يقيم جلسة فى بيته
مساء كل ثلاثاء. وقد فُضَّتْ هذه الجلسة منذ نحو شهرين فقط. قال فاروق وقتها:
- إن الاقتراب من
الآخرين أصبح فى الفترة الأخيرة مسألة خطرة. الكل يُسْقِط ما بداخله على الآخرين.
لا مفر من أن يلتقى الناس فرادى فى المقاهى وفى الأماكن العامة.
أعود لصلاح.
كان يحب الليل. ولم يكن يتصور أن
اللحظة الأخيرة ستأتى بعد انتصاف ذلك الليل بساعتين ونصف بالتمام والكمال.
يسكن أحمد عبد المعطى حجازى فى شارع
الحجاز. كان اسمه فى الزمن القديم "شارع سبق الخيل" وفى الشارع القديم
يجرى مترو عبد العزيز فهمى. المترو الوحيد الذى يغطى لافتته الأمامية اللون
الأخضر. اللون الذى ارتبط بمصر على مر العصور والسنين.
لأحمد عبد المعطى حجازى ابنة. كانت فى
السادسة من عمرها. عندما سافر أبوها إلى فرنسا. وهى الآن فى الرابعة عشرة من
العمر. وليلة الجمعة الماضية أقام حفلاً لعيد ميلادها الرابع عشر. قال لى حجازى
وقد أكل الحزن حتى رموش عينيه:
- دعوت للحفل
الصغير جداً صلاح عبد الصبور، وزوجته سميحة غالب. ودعوت أمل دنقل، والفنان بهجت
عثمان، والدكتور جابر عصفور، أستاذ الأدب العربى فى أداب القاهرة. ونائب رئيس
تحرير مجلة فصول، وأحد الأصوات الجادة فى النقد الأدبى.
بدأت الجلسة فى الثامنة والنصف مساء.
كان الليل قد نزل. نزلت ذرات الظلام بطيئة. حولت أنوار النهار إلى كتب غويطة من
الظلام. وسبحت المدينة فى بحار الضوء. فى محاولة للحصول على قدر من البهجة. حضر
صلاح عبد الصبور فى الثامنة والنصف. واستمرت الجلسة حتى الثانية إلا عشر دقائق.
جلسوا جماعة من المثقفين. نقاش وحديث وجدل وشعر يقال.
تصور أحمد عبد المعطى حجازى، وصلاح
عبد الصبور، وأمل دنقل فى مكان واحد. وأنا أكتب عنهم فى مقال واحد؟ هل هذا معقول؟.
الثوانى أصبحت دقائق، والدقائق ساعات. والساعات جزء من مساحة ليلية. ها هو الليل
الذى أحبه صلاح لحد العشق، فى الثانية إلا الربع حيث يصل الهدوء الليلى إلى
منتهاه. ويصبح لسكون الليل صوت مسموع. كانوا يعومون فى بحار الكلمات. كانت الكلمة
وسادتهم. شعر صلاح بضيق فى التنفس. طلبت سميحة غالب أن ينتقلوا إلى الشرفة. هواء
الليل فى هذا الوقت هو الهواء البكر. الذى ستخرج الدنيا إليه بعد ساعات قليلة. شعر
صلاح بشكة فى الصدر. نزل من البيت. اتجه صلاح ومعه أمل دنقل وأحمد عبد المعطى
حجازى والدكتور جابر عصفور إلى مستشفى هليوبوليس. وهو مستشفى قريب جداً من البيت.
طبيب الاستقبال قال إن صلاح عبد
الصبور دخل المستشفى وهو يمشى على قدميه. لم يكن أحد يسنده. ولكنه – أى صلاح –
وخلال الحوار مع الطبيب فقد صوته فجأة. وأصبح غير قادر على النطق. كانت الشكوى
الأولى: آلام فى الصدر. ولكن فقدان النطق. وتدهور الحالة. جعل طبيب الاستقبال يطلب
الدكتور فائق فايز. رئيس قسم القلب فى المستشفى. والأستاذ فى معهد القلب فى
إمبابة. ولأن الدكتور فائق يسكن فى بيت قريب من المستشفى. ثلاث دقائق فقط. حضر
بعدها إلى المستشفى. الدكتور فائق فايز يؤكد أنه لم يتبادل مع الشاعر الكبير كلمة
واحدة. كان قد فقد النطق. أمر بنقله فوراً إلى غرفة الإنعاش. وفى غرفة الإنعاش حاول
استخدام جهاز تنشيط ضربات القلب. ولكن الأوان كان قد فات. فى الثانية والنصف
تماماً. توقف قلب الشاعر. عن النبض. يقولون لك فى المستشفى: وقد سجلت لحظة الوفاة
على الورق الخاص به. ويقولون لك من جديد: نقل الجثمان إلى ثلاجة المستشفى. لحين
إخراج الجثة لتشييع الجنازة.
بيت الشاعر
الحمد لنعمته من أعطانا ألا نختار.
رسم الأقدار.
فلو اخترنا لاخترنا أخطاء أكبر،
وقتلنا أنفسنا ندماً.
بيت صلاح عبد الصبور.. يقع فى شارع
دجلة المتفرع من شارع شهاب فى المهندسين بالدقى. تحت شجرة على باب البيت. والتى
تصل أفرعها العالية إلى الشرفة التى كان يجلس فيها صلاح فى الليالى. يحاور الليل.
يكلمه ويسمع منه. ويحاول أن يفك رموزه. ويعرف طلاسمه. تحت الشجرة يقف البواب.
الدمعتان معلقتان فى عينيه. وفى أعماقه تسح الدموع الساخنة.
- الكل يجلس ولكن
صاحب البيت غاب.
قالها الرجل الصعيدى. وكأنه يصور
الموقف كله.
والبيوت. خاصة بيوت الشعراء والفنانين
والكُتَّاب لها لغة خاصة. البيوت ليست الجدران والأبواب والنوافذ. البيوت ليست
الستر والبعد من جحيم أعين الآخرين. من لحظة طرق الباب. وفتح الباب. صوت دوران
الباب. ينطق فيه الأنين. بكاء قديم. وفى البيت. كل شئ كما هو. الجدران والمناضد
وجو الأرابيسك الشرقى. واللوحات. كل شئ كما هو. ولكن شيئاً ما يجثم على الجو.
الجدران مرعوشة تنادى. الأمان.. الأمان.. والكرسى الذى كان يجلس عليه يبدو قلقاً.
ينذر من يجلس مكان صاحب البيت. أنه لن يستريح فى مكانه أبداً. التليفون يدق. يبدو
خجلاً لأنه يواصل عمله بعد غياب اليد التى طالما أمسكت به. والأذن التى طالما سمعت
منه الكلمات. ترك صلاح عبد الصبور ابنتين. هما: مى "16 سنة" ومعتزة
"13 سنة". والبيت يعيش مباراة من نوع فريد. إخفاء خبر الوفاة عن معتزة. الوالد
متعب ومريض. لكن البيت مليء بأناس ما كانوا يحضرون فى هذا الوقت بالذات. تدخل
زميلة سميحة غالب. وهى ترتدى السواد. ويشوه وجه معتزة استفهام جارح. تسأل عن الثوب
الأسود يقول لها الكبار. إنها كانت تصور فى التليفزيون. والثوب الأسود جزء من
العمل. الذى كانت تقوم به. وتبدو حالة من عدم التصديق على وجه الصبية. ويتسلل تحت
الجفون الإحساس بما يجرى حولها. ويبدو أنها تحاول أن تقنع نفسها بتصديق ما يقال
لها.
فى بيت صلاح: سهير عبد الفتاح غبن.
زوجة حجازى. فى داخل البيت. تحاول إبعاد معتزة عن الأخبار القادمة من الخارج.
بمجرد أن يرن صوت التليفون، يجرى أكثر من شخص إليه. والردود بصوت منطفئ وبكلمات
قصيرة جداً. حتى لا يتسرب الخبر إلى الصبية الصغيرة. فى البيت: عبده جبير. القصاص
الشاب. الذى كتب: الفارس الذى يركب حصانا من الخشب. والذى اكتشف أن الفارس والحصان
من الخشب. فيا لخيبة الأمل. وما أقساها عندما تطرق حياة الإنسان فى سن مبكرة. إن
القلب تدوس فيه الأقدام الغليظة. فتفتت الأحلام والأمنيات. فى البيت: فاروق
خورشيد. وكم من لحظات يعيشها بخياله فى هذه اللحظة. ورحلة العمر ما أطولها. بين
الأصدقاء. فى البيت الدكتور عبد المحسن طه بدر. أستاذ الأدب العربى بجامعة
القاهرة. وصاحب أهم دراستين عن الشعر الحديث وتطور الرواية فى مصر. فى البيت
الشاعر نصار عبد الله. الذى كان قريباً من صلاح بدون حد. وصاحب: الهجرة من الجهات
الأربع. وأحزان الأزمنة الأولى. وقلبى طفل ضال. ابن البدارى فى صعيد مصر الجوانى
وأستاذ الفلسفة فى جامعة أسيوط. فى البيت الحزين محمد إبراهيم أبو سنة. فى البيت
عبد الرحمن فهمى. الروائى والقاص، ويدور السؤال من جديد حول ظروف الوفاة. وقبل أن
يتكلم حجازى من جديد. يقول أبو سنة:
- كل شئ قاتل حين تلقى أجلك.
ويتكلم حجازى نثراً عن اللحظات
الأخيرة. قبل أن يغمض صلاح عينيه لآخر مرة. يذهب وسره معه. لن يفتح العينين بعد
ذلك أبداً. ولن يعرف أحد أبداً. آخر الأمور التى فكر فيها ولا آخر الصور التى
تراءت فى ذهنه ولا آخر الكلمات التى رنت فى سمعه. عبث. الكل باطل وقبض الريح. ومن
قال إن الدنيا التى تنتهى هذه النهاية الغريبة تستحق منا كل هذه الحروب اليومية.
كل الطعنات فى الظهر. آه لو أدركنا عبثية النهاية. فالكل مسافر فى النهاية بمفرده.
إلى جهة غير معلومة. وترن فى الذهن كلمات أبو ستة:
- كل شيء قاتل حين تلقى أجلك.
سميحة غالب فى حالة هذيان. وفى
الهذيان الذى تمر به. تبدو كافة مفردات لغتنا العربية مجهدة. متعبة. لا ترتفع إلى
مستوى اللحظة الإنسانية. تبدو الكلمات مثل القروش. قروش زماننا التى فقدت قيمتها
وتاهت معالمها من كثرة الاستعمال.
تقول سميحة لنفسها. فى صوت لا يكاد
يُسْمَعْ: أصدق أولاً أنه مات واقتنع بوفاته، تلك كانت مشكلة رفيقة العمر والرحلة،
أن تصدق. أن صلاح مات. ثم تتصرف بعد هذا. وتبدو راحة اليقين بر أمان لا وجود له
أبداً. وتشير إلى رأسها وتردد من جديد: أصدق أولاً. وتعيش معه. من جديد تقول: كان
يطلب عشر سنوات أخرى من العمر. حتى يرتب أموره. ويربى ابنتيه. كان متواضعاً حتى فى
طلباته. عشر سنوات فقط. ومع تواضع الطلب. فإنه يمضى حتى قبل أن يحقق سنة واحدة من
السنوات العشر التى كان يطلبها. فجأة يحضر أهل صلاح وأقاربه من الزقازيق. ويسبقهم
الصوات والنواح. ويجد الكل أنهم لا مفر من أخبار معتزة بالأمر. وتتعطل لغة الكلام.
حتى نقهر الموت..
وقهر الموت، عنوان كتاب نثرى لصلاح،
وهو يقول عن الموت فى ديوانه: تأملات فى زمن جريح:
يا موتانا
ذكراكم قوت القلب
فى زمن عزت فيه الأقوات.
لا تنسونا... حتى نلقاكم..
لا تنسونا... حتى نلقاكم.
يتحرك فاروق خورشيد. يطلب من الحاضرين
الاتصال بأصدقاء عمره. الدكتور عز الدين إسماعيل. الدكتور عبد الغفار مكاوى. عبد
الرحمن فهمى. الدكتور عونى عبد الرءوف. الدكتور عبد القادر القط. عبد الله خورشيد.
الدكتور مصطفى مندور. الدكتور أحمد الصاوى. الدكتور محمود ذهنى.
وأسأل فاروق خورشيد. هل حدثت له آية
نوبة قلبية من قبل؟ ويرد قائلاً: لم تحدث من قبل أبداً. كانت المرة الأولى. والذى
لم يقله أبداً أنها كانت المرة الأخيرة أيضاً.
مكتة صلاح بدونه
ذهبت إلى هيئة الكتاب. يوم صامت
وكئيب. تبدو الهيئة مهجورة حتى من الناس. يقول لى خفير المبنى. خطفه الموت فجأة.
فى المبنى. أجد الدكتور جابر عصفور. والدكتور صبرى حافظ. وسامى خشبة. يقول سامى
خشبة الذى كان مشغولاً فى إعداد ببلوجرافيا بحياته وأعماله.
يقول سامى خشبة: إن وفاة صلاح عبد
الصبور. خسارة فادحة ليست للشعر وحده. ولكنها خسارة قومية بكل المعانى. على كل
مستويات العلاقات الإنسانية والإبداع الأدبى. الدكتور صبرى حافظ يقول: أنها ظاهرة
غريبة. أن يموت صلاح عبد الصبور بهذه الصورة وفى هذا السن. وفى يونيو مات فوزى
العنتيل بنفس الطريقة. وفى سن متقاربة. الفارق الوحيد. أن النوبة القلبية أصابت
فوزى مرتين. ولكنها فى الثالثة قضت عليه. أليس غريباً أيضاً أن يموت فى أبريل يحيى
الطاهر عبد الله. على أثر حادث لا معنى له أبداً. وجابر عصفور كان مشغولاً بكلمة
يكتبها عنه. تتصدر العدد الرابع من مجلة فصول. المجلة التى أسسها وأنشأها صلاح عبد
الصبور نفسه.
مات صلاح عبد الصبور. وهو مرشح لجائزة
الدولة التقديرية فى الآداب لهذا العام. مفروض أنه ضمن 60 مرشحاً سيتنافسون على 10
جوائز. منها 3 للآداب وقد خطفه الموت. قبل هذا التقدير. تماماً. وهناك دعوة
لتنصيبه أميراً للشعراء فى الوطن العربى. فى الحادى والثلاثين من أكتوبر القادم.
وقد مات قبل كل هذا؟.
38 سنة والسؤال
ينتظر الإجابة:
هل قتله بهجت عثمان؟
الآن عندما قرأت هذا الكلام بعد 38 سنة من كتابتى ونشره. أدركت أنه
كان ينقصه أمر أساسى. عدم ذكر العبارة التى تسببت فى وفاته. قالها رسام
الكاريكاتير بهجت عثمان. أشاح بيده فى وجه صلاح عبد الصبور قائلاً:
- إنت بعت بـ 3 نكلة
وكان يشير بذلك لمشاركة العدو
الإسرائيلى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب كجزء من سياسة الدولة المصرية وقتها.
وكان صلاح رئيساً لهيئة الكتاب. وقد رفض ذلك بشكل بات. وكان له موقف ضده. لكن قرار
الدولة المصرية وقتها كان أقوى.
من المؤكد أنه تم حذف المعلومة الجوهرية. لأن بهجت
عثمان كان رسام الكاريكاتير الرئيسى لمجلة المصور. وكان
الكاريكاتير جزءاً أساسياً من الصحافة المصرية فى ذلك الوقت.