مع اقتراب فصل
الشتاء من كل عام تمر مصر بمرحلة الأمطار الغزيرة التي تتحول إلى سيول قد تؤدى إلى
نتائج كارثية، فكانت ضرورة الاهتمام والتوجيه بحل تلك المشكلة، لذلك اتخذت الدولة
عدة تدابير واستخدام أدوات وآليات مختلفة، فكيف استعدت الدولة لشتاء هذا العام؟
السيل هو سقوط
مفاجئ لكميات غـزيرة مـن الأمطـار في شـكل عاصفـة فوق منطقـة محدودة المسـاحة
نسبيًا، يتبـعها حـدوث تدفقـات مائيـة شـديـدة بالغـة السـرعة عـلى هيئة فيضانـات
خاطـفـة ومدمـرة، ينتج الجريان السيلي في الصحارى نتيجة لخصائص المطر في هذه
المناطق الصحراوية التي تتميز بعدم الانتظام والتغير زمنيًا ومكانيًا.
وتتراوح المدة
الشديدة للسيل في أغلب الأحوال ما بين ١٠ و٣٠ دقيقة، ويؤدي الجريان السيلي إلى تخريب
وتدمير مظاهر الحياة في الصحاري، حيث تدمر السيول الطرق وتجرف السيارات مما ينتج عنه
العديد من الضحايا من مستخدمي هذه الطرق، هذا إلى جانب ضياع كميات كبيرة من مياه
السيول، والتي يمكن الاستفادة منها في عمليات تنمية واستصلاح هذه المناطق، إلى
جانب تدمير المناطق العمرانية والسكنية والمزارع المقامة في الأودية الصحراوية أو
على سطح المراوح الفيضية التي تمثل مصبات هذه الأودية.
وهناك أفكار
مختلفة يتم تطبيقها مثل فكرة آبار الشحن الجوفي، لامتصاص المياه الزائدة، وتسريبها
إلى طبقات الأرض، وكذا استغلال الجزر الوسطى بالطرق الرئيسية، وبعض المناطق
الخضراء، كمسطحات لتخزين مياه الأمطار، يتم تنفيذ هذه الأفكار لأول مرة بمصر
لاستيعاب مياه الأمطار، كم صرح وزير الإسكان، عاصم الجزار بالعمل على تعميمها
بالمدن الجديدة، والاستفادة منها بمختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، فهي ليست
فقط حلولاً دائمة لتجميع مياه الأمطار، بل إنها تُضيف لمسة حضارية وجمالية، ويُمكن
استخدام هذه المسطحات كأماكن ترفيهية للسكان.
ولذلك تم إصدار
حزمة من التوجيهات والتعليمات لكل الجهات المسؤولة، على مستوى الجمهورية بشأن
الاستعدادات للتعامل مع سقوط مياه الأمطار بموسم الشتاء، ومراجعة المناطق الساخنة
التي قد تشهد تجمعات لمياه الأمطار، ورفع حالة الاستعداد الكامل حتى للشركات التي
لا يتوقع سقوط أمطار بها لتكون مستعدة للدفع بأي مساعدات للشركات الأخرى طبقا
للاحتياج، والتوجيه برفع درجة الاستعداد بجميع الشركات سواء المتوقع سقوط أمطار
بها أو غير متوقع سقوط أمطار بها، والتعاون مع الشركات التي بها أمطار في حالة
الحاجة إلى ذلك، وتطهير شبكات الصرف وشنايش الأمطار، والتأكد من جاهزية المحطات
والروافع، وتوافر الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية والمعدات، وكذا مراجعة
إجراءات السلامة والأمان لمنع حدوث أي مشكلات، والتأكد من جاهزية جميع المعدات
أثناء سقوط الأمطار لحين الانتهاء من التغيرات والتقلبات الجوية الحالية.
وتعمل الجهات
المسؤولة، على جاهزية المولدات وتوافر الوقود المطلوب في الأماكن الأكثر تأثراً بمياه
الأمطار، بالمدن الجديدة خاصة، لتجميع مياه الأمطار وتخزينها، والاستفادة منها
سواء عن طريق آبار الشحن الجوفي، وكذا إعادة استخدامها في ري المسطحات الخضراء
بالمدن الجديدة، بجانب التطهير الدوري والمستمر لبالوعات صرف الأمطار القائمة،
وإضافة بالوعات بأماكن تجمعات الأمطار، وإنشاء بالوعات صرف أمطار بمواصفات جديدة
لتتماشي مع حجم المياه المتجمعة.