الأربعاء 26 يونيو 2024

رسالة تسلط الضوء على تغطية "الأخبار" لقضية تحرير سعر الصرف

تحقيقات1-11-2020 | 18:22

تناولت دراسة بحثية حديثة للحصول على درجة الدكتوراه للباحث أحمد محمد إبراهيم تحت عنوان (الإطار الدلالى لتوظيف الأرقام والإحصاءات داخل النص الخبري وعلاقتها بتشكيل تحيزات تغطية صحيفة الأخبار بالتطبيق على قضية تحرير سعر الصرف والقرارات الاقتصادية المصاحبة لها) فى بابها الأول أشكال الفنون الخبرية لتغطية صحيفة الأخبار لقضية تحرير سعر الصرف، لافتة الى أن تغطيات صحيفة الأخبار قدمت 46 مادة خبرية متنوعة شكلت في مجملها التغطية الإخبارية للصحيفة لقضية تحرير سعر الصرف.


و شكل الخبر 30 مادة صحفية بنسبة 65.2% من مجمل المواد الصحفية التي قدمتها صحيفة الأخبار خلال تغطيتها القضية محل الدراسة، بينما شكلت التقارير المعلوماتية 11 مادة بنسبة 24% من مجمل المواد الصحفية المقدمة خلال التغطية الصحفية للقضية محل الدراسة.


وأشارت الدراسة، الى أن القصة الخبرية شكلت 5 مواد بنسبة 10.8% من إجمالي المواد الصحفية المقدمة خلال التغطية فيما لم تقدم الصحيفة أية أشكال خبرية أخرى كموضوعات القوائم أو الفيتشر أو القصص المصورة أو الإنفوجراف.


وأشارت الى أن التقرير الإخباري المعلوماتى جاء فى المرتبة الثانية والاعتماد عليه بشكل مكثف يمكن تفسيره فى إطار طبيعة الحدث الاقتصادى ذات التفاصيل والأبعاد المتشعبة، الذى يحمل تأثيرات قوية على كل تفاصيل حياة المواطن العادى، لذلك فإن تلك الظروف تقتضى تدفق واضح للمعلومات والأرقام والإحصائيات الشارحة والمفسرة والموضحة واحيانا أيضاً المتوقعة للتطورات المترتبة على تلك الأحداث فى المستقبل القريب.


يمكن أيضاً تفسير ظهور الشكل الصحفى للقصة الخبرية فى المركز الثالث فى إطار أهمية الحاجه لمتابعة تأثيرات القرارات الاقتصادية على المواطنين وقطاع المال والأعمال وتاثيراتها على الأسواق وحركة البيع والشراء ولذلك ظهرت الحاجه للاعتماد على القصة الخبرية التى تتميز بقدر أكبر من العمق والشرح لأبعاد القضية محل التغطية.


ويعاب على تغطيات صحيفة الأخبار عدم الاعتماد نهائيا على شكل الإنفوجراف على الرغم من أن طبيعة القضية اتاحت قدراً كبيرا من المعلومات والأرقام والنسب التى برزت الحاجة إلى إعادة تنظيمها وقراءتها بشكل أكثر تبسيطا للقارىء العادى عن طريق الانفوجراف إلا أن الأخبار غابت عنها تلك التغطيات.


وفيما يخص الكلمات المحورية في عناوين تغطيات صحيفة الأخبار حول قضية تحرير سعر الصرف، أكدت الدراسة الى أن الكلمات المحورية فى عناوين تغطيات صحيفة الأخبار اتسمت بالثبات على مدار مراحل تغطيات القضية محل الدراسة؛ إذ استمرت الكلمات المحورية ذات الاتجاه الايجابى نحو القرارات الاقتصادية فى الظهور داخل وحدة العناوين منذ المرحلة الأولى للمعالجة والتى بدأت بالتمهيد لتلك القرارات ومرورا باتخاذ تلك القرارات وما تبعها من آثار سلبية على المواطن حاولت الصحيفة تخفيف حدة سلبيتها.. فالتمهيد للقرارات الاقتصادية بتحرير سعر الصرف تم تقديمه من خلال عبارات سلبية طالت المضاربين على الدولار فى السوق السوداء "الدولار الأسود، خسائر بالسوق السوداء.. انهيار سعر الذهب" كلها كانت كلمات محورية ضمنتها عناوين التغطيات الخبرية لصحيفة الأخبار خلال الايام التى سبقت القرارات، فيما كان التفاؤل والاستقرار وجذب الاستثمارات واستقرار الأسعار مثلوا أبرز العبارات المحورية التي جاءت ضمن عناوين تغطيات صحيفة الأخبار خلال المرحلة الأولى للقرارات.


 ويمكن تفسير ذلك بمحاولة الصحيفة تصدير عبارات إيجابية تعمل على طمأنة الشارع والمواطن العادي من الآثار الجانبية لتلك القرارات، فاهتمت الصحيفة بإبراز الجوانب الإيجابية مع عدم إغفال الآثار الاجتماعية السلبية التي طالت المواطن العادي جراء تلك القرارات وذلك لتحقيق قدر من التوازن والشفافية في المعالجات.


كما يلاحظ أن تلك النزعة الإيجابية فى التغطية استمرت لمرحلة متقدمة عقبت صدور تلك القرارات، فنجد عبارات مثل "المصريون يقهرون الغلاء، حملات لضبط الاسعار، احتياطى الوقود آمن تماماً" حاضرة فى وحدة العناوين لتعكس مدى حرص الصحيفة على الدفاع عن القرارات الحكومية على حساب المواطن العادى الذى عليه أن "يوجد حلولا غير تقليدية خصماً من مفردات حياته العادية لكى يقهر الغلاء".



وأشارت الدراسة إلى أن صحيفة الأخبار فى المرحلة الثالثة من التغطيات ركيزت على كلمات محورية إيجابية تعكس إجراءات الحماية الاجتماعية التى اتخذتها الحكومة لحماية المواطن البسيط "الحكومة ملتزمة بتوفير مقررات البطاقات"، "تكثيف الرقابة على الأسواق ومنع استغلال المواطنين"، "حملات مكثفة لضبط الأسعار"، فيما جاءت المرحلة الرابعة من التغطيات التي تبنت فيها الصحيفة بشكل شبه كامل وجهة نظر الحكومة فجاءت العبارات معبرة عن ذلك التوجه.


واتسمت هذه الفترة بأنها سبقت مباشرة اجتماعات الحكومة مع وفد صندوق النقد الدولى للتفاوض حول قيمة قرض الصندوق" قرض صندوق النقد الدولى يعيد ثقة المؤسسات الدولية فى الاقتصاد المصرى"، "برنامج الاصلاح يعيد الاستقرار إلي الاقتصاد المصرى"، كما بدأت أيضاً صحيفة الأخبار فى الترويج لفكرة مفادها أن "الدولار يتراجع"، "الدولار مات اكلينيكيا"، "نزيف الدولار"، وأن هناك استقرارا بدأ يتحقق مع حدوث اتزان فى الاسواق عقب الهزة الناجمه عن القرارات الاقتصادية، وأخيراً التركيز على قدرة البنوك على تغطية الاستيراد بتوفير 2.5 مليار دولار.


بشكل عام تبنت صحيفة الأخبار على مدار مراحل التغطيات وجهة النظر الرسمية الحكومية، حيث مهدت وبررت ودافعت عن الإجراءات الاقتصادية وهاجمت المعارضين ونسبت اليهم صفات وأدوار سلبية، حتى عندما عرضت لوجهة نظر المواطن المصري، قدمتها فى سياق "كيف يساعد المواطن حكومته فى التغلب على ارتفاع الأسعار بالتقشف".