الخميس 30 مايو 2024

قراءة في وقائع الملتقى العاشر للمسئولية المجتمعية

أخرى5-12-2020 | 14:59

المتأمل لأول ثلاثة أهداف من أهداف التنمية المستدامة الـ17 والتى وضعتها وأقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم إدراجها ضمن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، يجد أنها تتقاطع بشكل فاعل مع جل أنشطة العمل الأهلى المصري خلال الفترات الماضية، فالقضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع والصحة الجيدة هى أولويات عمل الغالبية العظمى من مؤسسات المجتمع المدنى في أنحاء مصر.
 

وإذا كانت الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" تعكس الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي بما يمكنها وكما وصف الخبراء أن تصبح رؤية ملهمة تشرح كيف ستخدم المساهمة المصرية الأجندة الأممية، وكيف سيخدم ذلك السياق العالمي، فإن إلقاء الضوء على واقع الحراك الأهلى المصري وتوجيه الأنظار نحو رصد آليات التفاعل البناء الحادث بين أقطاب البناء المجتمعى المصرى من جهاز إدارى للدولة ومؤسسات اقتصادية ومنظمات مجتمع مدنى سعيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة أصبح أمرا غاية في الأهمية.
 

وفى ضوء ما سبق اكتسب انعقاد الملتقى العاشر للمسئولية المجتمعية والتنمية المستدامة مؤخرا أهمية خاصة ليس فقط لحضور عدد من الوزراء وما شهده المؤتمر من تمثيل شبه كامل لكل المؤسسات الاقتصادية المصرية الكبرى من خلال إدارات المسئولية المجتمعية بها ولكن أيضا اكتسب المؤتمرأهميته من الطرح الذى طرح في جلسات عمله.
 

ولعلى أشرك القارئ العزيز في أهم ما لفت نظرى وأنا أشارك في المؤتمر ممثلا لمؤسسة صناع الخير التى اشرف برئاسة مجلس أمنائها فقد شدنى في جلسة المؤتمر الأولى التى نظمت تحت عنوان "خطوات الإسراع بتنفيذ خطط التنمية المستدامة في مصر و سبل تحقيق شراكات فعالة بين القطاعات المختلفة لتنفيذ هذه الخطط " هذا الطيف الهائل للمشاركين بالكلمات في الجلسة وثراء ما طرحوه.
 

وليسمح لى قارئى العزيز أن أتحدث هنا مفصلا لما ورد في الجلسة التى شاركت فيها والتى حملت عنوان "استعراض افضل ممارسات القطاع العام والخاص والمجتمع المدنى لمواجهة الآثار المترتبة على أزمة فيروس كورونا"، ولعلى لا أذيع سرا عندما أؤكد ما ذكرته في المؤتمر من أن القطاع الخاص والمجتمع المدني ساهم بحوالي مليار جنيه خلال أزمة كورونا وما زال يساهم، وهنا أجدنى فخورا بما قدمته صناع الخير ليس فقط خلال أزمة كورونا ولكن على مدار ألف يوم منذ بداية انطلاق عملها الخيرى التنموى المتميز وإلى اليوم. 

 

وقد طرح تساؤل علىَ بشكل عارض في المؤتمر حول بداية انطلاق صناع الخير والألية الفاعلة التى مكنتها من تحقيق كل ما أنجزته على الأرض وأجيب بان البداية من مجموعة شباب يمتلكون مبادرات لخدمة المجتمع المصري، ودعم القري الفقيرة و أن عدد من شركات القطاع الخاص رحبت بمبادرات هؤلاء الشباب ورؤاهم الواضحة في تحقيق أهدافهم وقدمت لهم الدعم من خلال مسئوليتها المجتمعية فكان الإنجاز.
 

ولعل اكثر مصادر فخرنا في صناع الخير أن المؤسسة أطلقت العديد من المبادرات في مختلف القطاعات ونجحت في أن تسلك نهجا احترافيا في كل نشاط خيري تنفذه مما أثمر وعلي مدار الـ1000 يوم من عمر المؤسسة منذ انطلاق علمها الخيرى وإلى الآن في بناء قاعدة بيانات ثرية بالأسر الأولي بالرعاية، فقد وضعت المؤسسة  قاعدة البيانات التي أنجزتها تحت تصرف رئاسة مجلس الوزراء لكي يتم الاستفادة من كل معلومة تم رصدها

 

وعلى مدار سنوات عملها نجحت صناع الخير في إنجاز عدة مبادرات هامة، منها مبادرة «اطمن على نفسك» لمواجهة خطر فيروس «سي» من خلال إجراء تحاليل الفيروس للأهالي في القرى الأشد احتياج بالمحافظات المستهدفة بالمجان، حيث استفاد منها 620 ألف مواطن، إلى جانب مبادرة «عنيك في عنينا»، حيث استفاد منها 300 ألف مواطن في 27 محافظة، وذلك لوقاية عيونهم من الإصابة بالعمي، وأيضًا تم إطلاق مبادرة «أولادنا في عنينا» لطلاب المدارس في القرى الفقيرة والمناطق الحدودية، حيث نظمت المبادرة سلسلة من القوافل داخل المدارس للكشف على الأنيميا والسكري والعيون، برعاية وزارة التربية والتعليم ودعم المصرف المتحد.

 

كما تم العمل في المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي في 24 قرية مصرية شديدة الاحتياج، استهدفت صناع الخير تنميتها بنهاية عام 2020 نجحت حتى الآن في الانتهاء من 4 منها، وسوف ينطلق العمل في باقي القرى قريبًا في 1000 أسرة من سكان القرى الأشد احتياج سوف تتغير حياتهم تمامًا بنهاية عام 2020، بالإضافة إلى مبادرة «قرى الأمل» لإعادة إعمار القرى الفقيرة من تسقيف منازل وتأسيس شبكات الكهرباء والصرف الصحي وتأسيس أعمال النجارة والدهان، كما تم العمل أيضًا بمبادرة «دعم المناطق الحدودية»، حيث نجحت المؤسسة في الوصول إلى أبعد قرية مصرية على الحدو السودانية، وهي قرية رأس حدربة، بالإضافة إلى مبادرة شريان حياة، والتي تستهدف توصيل مياه الشرب النقية إلى الأسر غير القادرة في منازلها ومبادرة «فرحة» لدعم زواج الفتيات اليتيمات، كما تم العمل بمبادرة «نبض حياة» لعلاج مرضي القلب من غير القادرين في أنحاء الجمهورية.

 

وأعود إلى عنوان الجلسة والنماذج الناجحة للمبادرات الأهلية في مواجهة فيروس كورونا فقد اطلقت صناع الخير  مبادرة «حماية»، حيث تحركت إدارة الأزمات الطارئة في المؤسسة من وقت ظهور فيروس كورونا المستجد وأطلقت المبادرة تحت رعاية مجلس الوزراء، وبالتعاون مع CSR ايجيبت، والعديد من المؤسسات الاقتصادية لتستهدف فئات العمالة غير المنتظمة والعمالة اليومية ومن تجبرهم ظروفهم على التواجد في الشارع وتزويدهم بأدوات الوقاية والمطهرات «شنطة حماية» كذلك تقديم دعم مادي لآلاف الأسر.


وفى ختام سطور مقالى هذا لابد لى أن أقدم التحية لكل من شارك في تنظيم هذا الملتقى الهام ولكل من حضر وقدم رؤيته، ويقينى أن معدلات التشارك الإيجابى البناء بين الجهاز الإدارى للدولة وبين القطاع الخاص من خلال المسئولية المجتمعية وبين منظمات المجتمع المدنى سوف تزداد بوتيرة أعلى وأكثر دقة في تحقيق الأهداف كثمرة من ثمار هذا الملتقى وكل الفعاليات الشبيهة.