الجمعة 31 مايو 2024

"بركنز يكشف المستور".. جزء جديد من كتاب أحجار على رقعة الأوراسيا

فن5-1-2021 | 11:20

تنشر بوابة "الهلال اليوم" الجزء الرابع من الفصل السابع لكتاب "أحجار على رقعة الأوراسيا"، للكاتب عمرو عمار، والصادر عن دار «سما» للنشر والتوزيع:



بركنز يكشف المستور


رواية (هوجو تشافيز) مليئة بالأسرار، وشاهدة على عصرٍ من الهيمنة الأمريكية على مقدرات الشعوب، والإطاحة بأي نظامٍ يرفض الدوران في الفلك الأمريكي، والخضوع إلى اقتصاد السوق، تحت شعارات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، واحترام رغبات الشعوب وحقها في تقرير المصير، ولم تكن هذه الشعارات سوى أدوات خبيثة تستخدمها عصابات واشنطن ونيويورك، كسوطٍ على رقبة كل من تسول له نفسه التصدي للكاوبوي الأمريكي.

 يقول القاتل الاقتصادي جون بركنز في مذكراته (اعترافات قرصان اقتصادي): 

عام 1930، كانت فنزويلا أكبر مصدر للنفط في العالم، وتحولت خلال الأربعين عامًا التالية، من دولةٍ فقيرة إلى أكثر دول أمريكا اللاتينية ثراءً، حتى اشتعلت حرب 1973، بين مصر وإسرائيل، آنذاك ارتفعت أسعار النفط العالمية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، تضاعفت معها ميزانية فنزويلا إلى أربعة أضعاف، مما جعل لعاب قراصنة الاقتصاد يسيل، فبدأوا في إعمار الدولة بالقروض المتتالية من البنوك الدولية، بغرض تحسين البنى التحتية، وتطوير قطاع الصناعة، وبناء ناطحات السحاب، إلى أن وصل عرابو الكوربوقراطية خلال حقبة الثمانينات. 

ومع انهيار أسعار البترول أواخر الثمانينات، عجزت فنزويلا عن الوفاء بالتزامها تجاه صندوق النقد الدولي، الذي فرض على العاصمة كاراكاس، شروطًا قاسية للانصياع إلى الكوربوقراطية. 

ومثل حال جميع اقتصادات الدول التي تعتمد على سلعة النفط، فقد زاد الفقر في فنزويلا مع الانهيار الاقتصادي للبلاد، حيث هبط الناتج المحلي لفنزويلا إلى ما يزيد عن (40%) بين عامي (1978 - 2003). 

هذه الأوضاع مهدت الطريق لانتخاب (هوجو تشافيز) رئيسًا جديدًا على فنزويلا بأغلبيةٍ ساحقة، وبدعمٍ كبير من فقراء فنزويلا، بعد سلسلةٍ طويلة من رؤساءٍ فاسدين حطموا اقتصاد فنزويلا.

يستطرد بركنز: حكم تشافيز فنزويلا بحكومةٍ ديمقراطية اشتراكية يسارية، ونادى بتكامل أمريكا اللاتينية سياسيًّا واقتصاديًّا، وحارب العولمة الغربية، والإمبريالية العالمية، وتصدى لإدارة جورج بوش الابن، وأعاد نفط فنزويلا لأبناء فنزويلا. 

الأمر لم يعجب الولايات المتحدة الأمريكية، وكان بوش في حيرةٍ من أمره مع تشافيز، بعد فشل مهمة قراصنة الاقتصاد، وفي توقيتٍ بالغ الصعوبة على البيت الأبيض الذي كان قد اتخذ قرار الحرب في أفغانستان والعراق، ومن الصعب فتح جبهةٍ عسكرية ثالثة في فنزويلا، فتم تنظيم انقلابٍ عسكريٍّ للإطاحة بتشافيز.