الكثير من الأفراد ينتابهم حالات من الغضب والانفعال بسبب الضغوطات النفسية والمشاكل الاجتماعية والأسرية، يعقبه بعدها الشعور بالصداع وهزه بالمعدة ورعشة ببعض أجزاء الجسم وأحيانًا تصلب في عضلات اليد والرجل، لكن هل معنى ذلك أنه تعرض لنوبة من نوبات الصرع، وأن هذ الشخص مريض صرع، أم أنها حالة انفعالية طارئة من الممكن أن يتعرض لها أي شخص، وماهي تعريف نوبة الصرع، وعلى من نطلق مريض صرع؟
اضطراب مزمن في المخ
وأجاب الدكتور وليد هندي أستاذ الطب النفسي، على الأسئلة السابقة وقال: "إن الصرع هو اضطراب مزمن في المخ يتسبب في حدوث نوبات متكررة تمثل ما يسمى باندفاع النشاط الكهربائي في الدماغ الذي يتسبب في حدوث تشنجات عضلية وفقدان للوعي يسمر لعدة دقائق".
وأضاف هندي في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الصرع يصيب 65 مليون شخص حول العالم، أكثرهم الأطفال والشيوخ أكثر عرضة له، وهناك فروق طفيفة يصاب بها الرجال أعلى من النساء، أي نسبة الرجال أعلى من النساء، وهناك ٣ إلى 5% من الأطفال يصابون بالصرع نتيجة لأسباب وراثية.
نوبات كاذبة تمثل الصرع
وأوضح أن نوبات الصرع تنقسم لنوبات كاذبة تمثل الصرع النفسي وذلك لمشاكل حياتية وضغوطات نفسية وأسرية أو اجتماعية، وتبدو هذه النوبات حقيقية، لكنها ليس لها أي علاقة بالناحية العضوية، أما النوبة الثانية تتسبب في حدوث نوبات عضلية وحالة من الارتباك تستمر ثواني ويمكن السيطرة عليها بسهولة، والمريض خلالها يفقد الوعي بصفة تامة.
وأكد أن الصرع ليس له سبب رئيسي، لأنه قد ينتج عن إصابة بالدماغ أو الحمى الشديدة أو نقص في الأوعية الدموية أو نقص في أكسجين المخ أو أمراض معدية مثل الإيدز أو الضعط العصبي أو تعاطي الأم للمخدرات أثناء فترة الحمل، ويؤثر ذلك على الجنين ويسبب حدوث صرع.
موجة كهربائية مغناطيسية
وفي ذات السياق، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، "إن الصرع هو موجة كهربائية مغناطيسية زيادة في المخ وأنواعه متعددة"، لافتا إلى أن هناك فرق بين التشنج والصرع، فالتشنج يحدث لأسباب عديدة منها درجة الحرارة العالية أو تعاطي المخدرات أو الحزن، أما الصرع فهو نوبات متكررة لها أشكال عديدة.
غياب عن الوعي
وأضاف فرويز لـ«دار الهلال»، أن هناك نوبات صرع صغرى وكبرى، والصغرى تمثل غياب عن الوعي مدة ثانية أو ثانيتين والرجوع للوعي مباشرة، أما الكبرى فهي شد عضلات الجسم كله ثم استرخاء لجميع العضلات ولا يأخذ ذلك أكثر من3 ثواني، قد يأتي أحيانا على هيئة هزة داخل المعدة أو زغللة في العين أو الشعور بوجود رائحة غريبة أو الضحك الكثير أو النوم الكثير وكلها أشكال من أشكال الصرع.
وأوضح أن رسم المخ في مثل هذه الحالات لا يستخدم للتشخيص وإنما للمتابعة، لأن 40% من الأشخاص الذين يعانون من مرضى الصرع يظهر لديهم رسم المخ سليم، وهناك فرق بين الصرع النفسي والعضوي، فالصرع النفسي يحدث وسط الأفراد فقط، أما العضوي فيحدث في أي وقت عندما يكون الشخص بمفرده أو في البيت أو في الشارع.