فى اعتقادى ان الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق خطاً أحمر جديداً خلال زيارته للمجر ومشاركته فى قمة تجمع فيشجراد.. «فسيادة الجمهورية الجديدة.. هى خط أحمر» فليس من حق أحد أن يتدخل فى شئوننا الداخلية.. أو يعلمنا واجباتنا.. أو يقول لنا عندكم تجاوز فى معايير حقوق الإنسان.. فمصر دولة تفعل ما فى وسعها من أجل شعبها ولا يمكن لأحد أن يفرض عليها مسارات أو إملاءات فتلك هى محددات السيادة فى الجمهورية الجديدة والخط الأحمر الذى لا يمكن لأحد مهما كان أن يتجاوزه.
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمجر ومشاركته فى قمة تجمع فيشجراد واحدة من من أهم الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس هذا العام، ليس فقط لترسيخ علاقات التعاون والشراكة مع دول التجمع التى تتمتع بتطور كبير أو تطوير العلاقات الثنائية مع «بودابست» وهى علاقات تاريخية وتربطنا بها علاقات من التعاون الاقتصادى والصناعى وأيضا وجهات النظر والرؤى فى الملفات الاقليمية والدولية.. لكن الزيارة جسدت بوضوح ملامح «الجمهورية الجديدة» التى سيتم إعلانها مع الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة بعد ٧ سنوات من البناء والتنمية والإنجازات والمشروعات العملاقة فى جميع المجالات والقطاعات وفى كافة ربوع البلاد لتأسيس وبناء دولة حديثة.
حديث الرئيس السيسى، خلال الزيارة وتحديدا فى المؤتمر الصحفى عقب قمة «فيشجراد».. يعكس ملامح الجمهورية الجديدة من سيادة وشموخ واستقلال القرار الوطنى.. وشموخ مصر وعزتها وثقة وشجاعة قائدها.. وأيضا حالة الفخر والزهو بما حققته مصر وشعبها خلال الـ ٧ سنوات الماضية وصولا إلى الجمهورية الجديدة.
ليس هناك أكثر دلالة وبلاغة من دعوة الرئيس السيسى لرئيس الوزراء المجرى لحضور الاحتفال بالجمهورية الجديدة وقوله لأوربان بأنه سوف يسعد برؤية الإنجازات عند زيارته لمصر فى افتتاح العاصمة الإدارية.. انها ثقة «النجاح والإنجاز» والالتفاف الشعبى حول القيادة الذى يمنحنا أرضا شديدة القوة والصلابة.
الزيارة عكست حالة الاستقلال الوطنى فى «مصر - السيسى» قائد الجمهورية الجديدة.. فمصر لا تنصاع لإملاءات وقرارها نابع من ضمير شعبها وإرادته ولا سلطان لأحد عليها.. ولا تستطيع أى قوة مهما كانت أن تفرض عليها قرارا ورأيا أو مسارا يتعارض مع إرادة شعبها.
العلاقات السياسية الدولية التى تتبناها مصر تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. وعدم انتهاك السيادة أو المساس بها.. وأيضا مصر تعمل على ترسيخ مبدأ التفاوض والتعاون والشراكة وتبادل المصالح بين ومع الدول والحفاظ على السلم والأمن الاقليمى والدولى.. فمصر دولة لا تعتدى على أحد ولا تتدخل فى شئون أحد.. وبالتالى لا تقبل أى تدخل من أى نوع أو وصايا أو إملاءات.. فالدولة المصرية تحترم نفسها وتحترم شعبها بشكل كامل ومباشر وأكبر من ان تتلقى تعليمات أو انتقادات من أحد.. ولا تقبل بأى ضغوط أو تدخلات خارجية.. والمتابع للسياسة المصرية دوليا واقليميا يجد ان جل مطالبها هو عدم المساس بسيادة الدول حتى التى سقطت فيها الدولة الوطنية وأهمية خروج القوات الأجنبية أيا كانت وخروج الإرهابيين والمرتزقة والاهتمام باستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها وفى مقدمتها الجبش الوطنى. أبهرنى حديث الرئيس السيسى خلال تناوله قضية «حقوق الإنسان» التى يتناولها الغرب بمفهوم مغلوط ومجتزىء وبدون مقاربة شاملة يقتصر فقط على حرية «التعبير والسياسة» دون ادراك حقيقى للمفهوم الشامل لحقوق الإنسان من حياة كريمة تشمل الصحة والتعليم والسكن والعمل وحق الحياة والأمن والاستقرار وتوفير الخدمات للمواطنين والمياه النقية النظيفة والصرف الصحى وغيرها من احتياجات الإنسان وحقوقه.. وطرح الرئيس نموذجا مهما فى مصر وهو مبادرة «حياة كريمة» ومشروع تنمية الريف المصرى الذى يستهدف ما يقرب من 60 مليون مواطن بتكلفة 700 مليار جنيه.. وهو قلب وعصب وجوهر حقوق الإنسان. مصر ضجت من حديث الغرب المجتزىء والمشوش عن حقوق الإنسان وهو حديث ناقص يركز على أمور ليست فى حياة الإنسان أكثر أهمية من الحياة الكريمة ولا تنكره مصر على الاطلاق.. لكنها تطالبهم بالوعى بضروريات وأولويات حقوق الإنسان.
مصر لها رؤية عبقرية فى قضية الهجرة غير الشرعية.. خاصة أنها تستضيف على أراضيها أكثر من ٦ ملايين لاجىء يعيشون «معززين مكرمين» ويعاملون مثل مواطنيها ولم تلجأ مصر إلى إقامة معسكرات للاجئين على غرار الدول الأخرى والكبرى بل تجعلهم يعيشون مع شعبها ويتمتعون بنفس الخدمات المقدمة لهم.
للأسف الشديد ان الغرب يتجاهل أصل وأسباب وجذور قضية الهجرة غير الشرعية.. يركز فى العرض ويتجاهل المرض، يتحدث عن الفروع ويترك الجذور.. فماذا لو تعاون الغرب مع الدول التى تعانى من الأزمات وعدم الاستقرار ويساهم ويدعم مشروعات التنمية ويتعاون لترسيخ الأمن والاستقرار فيها.. وإذا حدث ذلك هل يجد من يقرر الهجرة غير الشرعية سببا للمغامرة بحياته من أجل الهجرة غير الشرعية للدول.. لقد لقن الرئيس الغرب درسا بليغا وعبقريا.. عندما قال ان منع الهجرة غير الشرعية يتوقف على عودة الاستقرار للدول المصدرة للمهاجرين. الاستقرار أيضا له مكونات ومضامين من تنمية وبناء ومحاربة ومكافحة للإرهاب وأسباب الاضطرابات واحتياج للتمويل والدعم الفنى والتكنولوجيا والخبرات بدلا من المزايدات بحقوق الإنسان، على الغرب أن يساعد الدول التى تبحث عن البناء والتنمية لتوفير احتياجات الحياة الكريمة لشعوبها.. وساق الرئيس السيسى مثالا.. طرحه بتساؤل هل يساعد الغرب فى توطين التكنولوجيا والصناعة الموجودة فى بلادهم فى البلاد التى تخرج منها الهجرة غير الشرعية أو الدول التى تبنى وتنمى من أجل توفير فرص عمل لمواطنيها وهنا لن تكون الهجرة غير الشرعية موجودة طالما أن هناك حياة كريمة وعملا وبناء وأمنا واستقرارا وخدمات.
فى اعتقادى ان الرئيس السيسى أطلق من المجر «خطا أحمر جديدا» فالسيادة المصرية فى الجمهورية الجديدة هى خط أحمر لا يمكن تجاوزه.. فقول الرئيس السيسى «لسنا فى حاجة لا أحد أن يقول لنا أن معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز».. وان مصر لا تنصاع لأى إملاءات أو تدخل مهما كان.. وليس لأحد أن يحدد لنا مساراتنا.. أو يعلمنا حقوق الإنسان.. وأيضا فإن مصر دولة تحترم نفسها.. وتحترم شعبها ولديها قيادة تواصل العمل ليل نهار من أجل توفير الحياة الكريمة لشعبها تكن له كل المحبة والتقدير والرعاية والاهتمام ولسنا فى حاجة إلى وصاية أو حتى نصائح من أحد.
السيادة المصرية هى خط أحمر فى الجمهورية الجديدة.. ليس من حق أيا من كان.. ولا يحق لأى دولة أن تتدخل فى الشئون الداخلية لمصر.. فلسنا على رأسنا بطحة وليس لدينا ما نخاف منه أو نخشاه.. قيادة شريفة تدرك قيمة ومكانة مصر ومؤمنة بعظمتها.. تتحدث بثقة وشجاعة وجرأة لأنها تقف على أرض صلبة فى دولة قوية وشعب يلتف بكل قناعاته ووعيه حول قيادته السياسية.
«عيد النسور».. كفاءة واحترافية
احتفلت مصر وقواتها المسلحة بالأمس بعيد القوات الجوية التى نطلق عليها بفخر «نسور السماء».. والذى يتزامن مع ذكرى أكبر وأطول معركة جوية مع العدو الإسرائيلى الذى حاول أن يعيد سيناريو 1967 بالهجوم على قاعدة المنصورة إلا أن النسور لقنوه درسا قاسيا وكبدوه خسائر فادحة بإسقاط أعداد كبيرة من طائراته.. وبعثوا برسالة واضحة للجميع ان سماء مصر خط أحمر.
النسور دائما على العهد مع البطولات والتضحيات يحظون بثقة وفخر واعتزاز المصريين.. ولقد شهدت قواتنا الجوية تطويرا وتحديثا غير مسبوق.. انطلاقا من القرار التاريخى للرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة بتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات القتال والتسليح.. ونالت القوات الجوية قدرا وفيرا من عملية التطوير والتحديث التاريخية.. وحصلت على العديد من أحدث الطرازات سواء فى المقاتلات من الجيل الرابع المحدث وطائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات النقل العملاقة وتحديث المطارات والمنشآت والطفرة الاستثنائية فى التأهيل والتدريب حتى وصلت إلى أعلى درجات الكفاءة والاستعداد والجاهزية والاحترافية فى أداء جميع المهام إيمانا بخطورة التحديات والتهديدات على الأمن القومى المصرى.
أصبحت يد قواتنا الجوية قادرة على أن تطال أى تهديد.. وبتره على الفور بعد اتساع دائرة الأمن القومى المصرى.. والمصالح والمقدرات والثروات المصرية.. وأيضا التهديدات المستجدة فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية. من حق المصريين أن يفخروا بجيشهم.. وبنسورهم من أبطال القوات الجوية.. التى تجعل من سماء مصر «قدس الأقداس».. وساهرة على حماية الخطوط الحمراء المصرية فى كل الاتجاهات.
ان تزويد القوات المسلحة بأحدث المقاتلات فى العالم ادراكا لتنامى التهديدات واتساع رقعة الأمن القومى المصرى هو قرار تاريخى وعبقرى.. فانضمام مقاتلات الرافال وميج - 29 والهليكوبتر الهجومى «كاموف - 52» إلى جانب تطوير ما لدينا من مقاتلات وطائرات وتحديثها بما يواكب التقدم فى العالم هو رسالة اطمئنان وأمان لمصر وشعبها.. والأهم من المقاتلات هو امتلاك مصر لأمهر الطيارين المقاتلين وأكثر احترافية واعدادا وتأهيلا وخبرات مستفادة لذلك فإن القوات الجوية المصرية لديها من الثقة فى الانفتاح والتدريب المشترك مع الدول الكبرى الصديقة.. وتظهر بأداء يبعث فينا الفخر والاعتزاز.
مهام أخرى لقواتنا الجوية إلى جانب مهامها القتالية وفى حماية سماء مصر وأمنها القومى ودحر التهديدات التى تحاول المساس بها فى أى اتجاه وأى مكان.. هذه المهام تتعلق بالبناء سواء فى مصروعات التنمية فلديها مشروع عملاق هو مستقبل مصر لزراعة نصف مليون فدان إضافة إلى مهام أخرى لصالح القطاع المدنى تؤديها بكفاءة واحترافية وتؤكد لنا جميعا ان ذراع مصر قوية باترة وسماءها محرقة تطال أى خطر أو تهديد.
«الربط الكهربائى».. وعبقرية الإنجاز
ولأن هناك رؤية ثاقبة واستشرافا للمستقبل نجحت مصر خلال الـ ٧ سنوات الماضية فى إنتاج أكثر من ضعف إنتاجها من الكهرباء خلال العقود الماضية.. وهناك فائض كبير فلم يعد يشعر المواطن بأى ضيق من الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائى.. فقد انتهت هذه الأزمة إلى غير رجعة.. وتوفرت الطاقة الكهربائية للمصانع والشركات والمؤسسات ورغم ذلك هناك فائض كبير.. تصدره مصر للدول الأخرى من خلال الربط الكهربائى مع الأردن والسودان والسعودية والعراق.. ونستعد خلال الساعات القادمة لتوقيع الاتفاق مع اليونان وقبرص للربط الكهربائى فى الوقت الذى تعانى فيه دول كبرى من أزمة طاقة تتحول مصر لمركز اقليمى لتبادل الطاقة.. تلك هى الرؤية والإرادة التى جنبت مصر الكثير من المشاكل والأزمات وخلقت لديها اطمئنان الوفرة والفائض والحصول على موارد جديدة من الربط الكهربائى مع الدول الأخرى التى تحتاج الطاقة الكهربائية.
تقليل أيام الدراسة لكل مرحلة.. أفضل من «فترة ثالثة»
أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانا حول أزمة تكدس المدارس والفصول بالتلاميذ وأولياء الأمور وقررت ان تكون هناك فترة ثالثة وأنا لا أرى ان هذا الحل واقعى خاصة مع دخول فصل الشتاء وقصر اليوم والأفضل هو تبادل الأيام.. وأن يكون لكل مرحلة عدد معين من الأيام من الممكن ان تكون ٣ أيام أو ٤ أيام دراسية والباقى اجازة مع زيادة حصة إضافية لليوم الدراسى وبالتالى تقل أعداد الحضور. الذهاب إلى المدرسة ليلا فى عرف أيام الشتاء أمر لا يبعث على اطمئنان أولياء الأمور.. والأفضل التنظيم الجيد للأيام وتبادلها بين الفصول أو المراحل الدراسية لتكون أكثر واقعية ليتم الاكتفاء بفترة واحدة أو ثانية حسب كل مدرسة وطاقتها وتحديد أيام معينة للدراسة لكل مرحلة أو الفصول مع تمديد اليوم الدراسى حصة إضافية لتعويض اليوم وأكرر ضرورة إلغاء الوقت المهدر فى «الفسحة» أو الأنشطة الأخرى لأننا فى وقت استثنائى يحتاج حلولا استثنائية. تحيا مصر