سورة عبس واحدةٌ من سور القرآن الكريم المكيّة باتفاق جمهور العلماء، وهي من سور المفصَّل، نزلت على الرسول قبل سورة القدر وبعد سورة النجم وعُدت السورة الرابعة والعشرين في ترتيب النزول والسورة الثمانين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتقعُ آياتها الاثنتان والأربعون في الربع الثاني من الحزب التاسع والخمسين من الجزء الثلاثين.
فضل سورة عبس
لم يرد حديثٌ صحيحٌ في فضل سورة عبس إنما فضلٌ عامٌ كغيرها من سور القرآن ففضل سورة عبس في أجر التلاوة والقراءة فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشر أمثالها، كما جاء في فضل سورة عبس ذِكر عمر بن الخطاب لها في معرض تساؤله عن معنى كلمةٍ في السورة: "قرأ عمرُ بنُ الخطَّابِ "عَبَسَ وَتَوَلَّى" فلمَّا أتى على هذهِ الآيةَ "وَفَاكِهَةً وَأَبًّا" قال: عرَفنا ما الفاكِهَةُ، فما الأَبُّ؟ فقال: لعَمرُك يا ابنَ الخطَّابِ إنَّ هذا لهوَ التَّكَلُّفُ"، أما ما يُتناقل في فضل سورة عبس لفك السحر وطرد المسّ فلا أصل له.
سبب نزول سورة عَبَسَ
نَزَلَت سورةُ عَبَسَ عندما قَدِمَ وفدٌ من قريشٍ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، وكان يَضُمُّ زعماءَ قريشٍ عُتبةَ وشيبةَ ابنا ربيعةَ، وأبا جهلٍ، والعبّاسَ؛ ليدعوهم إلى الإسلام.
فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريصاً على إسلامهم؛ لأنَّ إسلام صناديد قريشٍ سيكون سبباً لإسلامِ غيرهم وأتباعهم، وبينما هو يدعوهم أقبَلَ إليه عبد الله ابنُ أمِّ مكتوم -رضي الله عنه-، وكان ضريراً لا يعلم انشغاله بهم، فجعل ينادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويطلب منه أن يُعلِّمهُ بعض أمور الدِّين.
وأخَذَ يكرّر النِّداء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والرَّسول غير مستجيبٍ له وملتفتاً لمن عنده من قريشٍ ومنشغلاً بدعوتهم، فنزلت الآيات من سورة عَبَسَ.