الثلاثاء 21 مايو 2024

طالبة بالثانوي توثق براءة اختراع للكشف المبكر عن سرطان الثدي

ياسمين

سيدتي2-11-2021 | 14:59

سعيدة حسن

شعرت بآلام بنات جنسها، وراودها فكرها ماذا لو جاء اليوم وكانت واحدة ضمن ممن تعانين من سرطان الثدي، تؤلمها مشاهد المعاناة الجسدية والنفسية لمريضات سرطان الثدي أثناء تلقي العلاج، تمنت أن يتم تشخيص المرض والعلاج مبكرا؛ حتى لا تضطر المريضات لجلسات العلاج الكيماوي، وهنا كانت فكرة اختراع الطالبة ياسمين شندي لجهازها للتشخيص المبكر لسرطان الثدي.

وقدمت ياسمين بحثها وحصلت على توثيق براءة الاختراع له العام الماضي من أكاديمية البحث العلمي.

وتقول ياسمين شندي، وهي طالبة بالصف الثالث الثانوي، أن العلاج الكيماوي معروف أنه الدواء الشامل؛ فهو يميت الخلايا السرطانية، ويمكن أن يميت خلايا حية؛ وتعتبر مصر من أكثر الدول التي تعتمد على العلاج الكيماوي، رغم وجود العلاج من خلال النانو تكنولوجي والنانو ريبوت على مستوي العالم؛ لذلك فكرت في فكرة جهاز يعمل على التشخيص المبكر لسرطان الثدي والعلاج أيضا ، دون الحاجة لاستخدام الكيماوي.

وتقوم فكرة الاختراع على تطوير جهاز الماموجراف، والعمل على تسهيل استخدامه، فإذا كان جهاز الماموجراف المعمول به حاليا يستطيع أن يشخص المرض لدى المريضات بعد الثلاثين، فهدفي أن يتم اكتشاف المرض قبل العشرين.

وأضافت ياسمين شندي، أن الجهاز يعتمد على استخدام أشعة بسيطة عكس تلك الأجهزة التي تستخدم الأشعة السينية وجاما وألفا، بالإضافة إلي حقن الثدي بجزئيات الذهب "النانو"، ومواد أخرى بسيطة لها القدرة على تحصين الخلايا السليمة أثناء مرحلة العلاج.

وعن قابلية الفكرة للتطبيق قالت ياسمين شندي، أن المشرفين الذين يتابعون معي من خلال التايكو وأكاديمية البحث العلمي يشجعونني كثيرا منذ بدأت الفكرة عام 2014 حتى الآن، وهذا دليل على إمكانية تطبيق الفكرة.

وعن آخر ما وصلت إليه بشأن اختراعها قالت ياسمين؛ حاليا أنا في مرحلة إتمام النموذج الأول، الذي أتمني أن ينتهي بنهاية العام الحالي وأحصل على براءة الاختراع لأتمكن من تصنيعه عالميا.

لم يكن التفكير في اختراع جهاز للتشخيص والعلاج المبكر للسرطان هو كل ما تقدمه ياسمين لمريضات سرطان الثدي بل لأنها مؤمنة بالقضية فقد حرصت على حفظ كل المعلومات التي توصلت إليها أثناء البحث في كتاب يضم 750 صفحة من المرجح أن تنشره جامعة المنيا، تناولت فيه أسباب المرض، وسبل الوقاية منه، والعلاجات السابقة المستخدمة في سرطان الثدي، ورأي منظمة الصحة العالمية فيها.

وعن أهم ما ضمه الكتاب فيما يخص الوقاية؛ أوصت ياسمين بأهمية الفحص الذاتي الدوري كل شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة، بالإضافة إلى تنظيم تناول حبوب منع الحمل للسيدات المتزوجات؛ بمعنى أنه إذا تم تغير نوع الحبوب المستخدمة بنوع آخر من حبوب منع الحمل ؛ فمن الضروري أن تكون هناك فترة نقاهة 21 يوما بين الانتقال من نوع لآخر؛ حتى لا يتسبب ذلك في اضطراب الهرمونات، كما نصحت بالابتعاد عن استخدام مزيلات العرق، وتجنب الزيوت المهدرجة، والأكلات الجاهزة، والاعتماد على الأكل الصحي والتغذية السليمة.

وتصنيع جهاز للتشخيص المبكر وعلاج سرطان الثدي أولى خطوات ياسمين نحو مسيرتها العلمية المتميزة، والذي تنوي أن تستكمله بالالتحاق بكلية العلوم، حيث تراها الكلية الأقرب؛ التي تساعدها في استكمال مسيرتها العلمية؛ والتي تطمح من خلالها إلى الوصول للعالمية، والحصول على جائزة نوبل.

ليس ببعيد أن يكون حلم نوبل قريب المنال؛ فمسيرتها العلمية الحافلة بالنجاحات والتكريمات تدفعها إلى هذا الحلم بخطى واثقة؛ حيث حصلت على المركز الأول للإبداع والابتكار في مجال البحث العلمي على مستوي مركز سمالوط ثم محافظة المنيا ثم الجمهورية، كما حصلت على المركز الأول في الإبداع والابتكار في مجال البحث العلمي في رمضان ٢٠٢٠، وكذلك المركز الأول في مسابقة الإبداع طموح لاتحاد شباب جامعة الدول العربية، فضلا عن مشاركتها في معرض الـ isef 2021 ، وغيرها من مسابقات الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى العديد من التكريمات منها؛ الشخصية المثالية لعام ٢٠٢٠، وحصولها على درع الإبداع والتميز من منظمة حقوق الإنسان الدولية.