الأربعاء 15 مايو 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر.. «الفيشاوي» أشهر مقاهي القاهرة (2-30)

مقهى الفيشاوي

ثقافة12-3-2024 | 11:46

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية هامة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

 ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك بعام 1445 هجرية أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي  مما لهم من تاريخ وأثر ونبدأ اليوم برحلة مع مقهى «الفيشاوي» .

مقهى الفيشاوي هو أشهر مقاهي القاهرة وأقدمها، حيث يرجع تاريخه إلى عام 1979م، ويقع بحي الأزهر، كما أنه ملتقى رواد الفن و الفكر والثقافة مثل محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، واكتسب المقهى الكثير من شهرته لأديب نوبل نجيب محفوظ، الذي كان مقهى الفيشاوي مكانه المفضل، حيث شهد المقهى الكثير من مسودات رواياته، وكان يلتقى هناك بمحبيه وأصدقاءه من الفنانين والمفكرين والكتاب، أمثال، إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ويوسف إدريس، ومن الفنانين كمال الشناوي وعزت العلايلي وكمال الطويل ومحمد الموجي والمطرب محمد عبد المطلب والمنشد الديني الشيخ محمد الكحلاوي، وغيرهم...

بدأ المقهى بفكرة بوفيه صغير أنشأه الحاج فهمي علي الفيشاوي، في وسط خان الخليلي، واستطاع أن يشتري المتاجر المجاورة له، ليستقطب رواده من المصريين والسياح.

ويشتهر المقهى بالشاي الذي يقدمه، حيث يقدم الشاي في إبريق معدني صغير، تفوح منه رائحة النعناع، على مائدة معدنية صغيرة، كما تقدم فيه النارجيلة (الشيشة) بنكهات مختلفة، وهو أكثر شيء يقبل عليه مرتادو «الفيشاوي» خاصة من الأجانب.

وينقسم المقهى إلى ثلاث حجرات:

أول حجرة تسمى «الباسفور» وهي مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس، ومليئة بالتحف والكنب العربي المكسو بالجلد الطوبي، وأدواتها من الفضة والكريستال والصيني، وكانت مخصصة للملك فاروق، آخر ملوك أسرة محمد علي، في رمضان، وكبار ضيوف مصر من العرب والأجانب.

وثاني حجرة أطلق عليها «التحفة» وهي اسم على مسمى، وهي مزينة بالصدف والخشب المزركش والعاج والأرابيسك والكنب المكسو بالجلد الأخضر وهي خاصة بالفنانين.

وثالث حجرة هي  أغرب الحجرات فهي حجرة «القافية»، وكانت الأحياء الشعبية في النصف الأول من القرن العشرين تتبارى كل خميس من شهر رمضان في القافية، عن طريق شخص يمثلها من سماته خفة الظل وسرعة البديهة وطلاقة اللسان والسخرية، فكان يبدأ ثم يرد عليه زعيم آخر يمثل حيا آخر، ويستمران في المنازلة الكلامية حتى يسكت أحدهما الآخر.

Dr.Radwa
Egypt Air