أعمال البرِّ كثيرة وأبواب الخير لا تنحصر في نوع واحد من العبادات، إذ أرشدنا الشرع الحنيف إلى طرق وأبواب ووصفات للوصول إلى الجنة كي لا يكون هناك حجة للعبيد وتكون لله الحجة البالغة سبحانه وتعالى، وجاءت أبرز هذه الوصفات والطرق الطيبة المباركة السهلة ما يسميه بعض الشباب «يوم في الجنة»، وهي مجموعة خصال من السنة تجمع الكثير من الخير.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أصبح منكم اليوم صائمًا»، وقال أبو بكر: أنا، قال: «فمَن تَبِعَ منكم اليوم جنازة؟»، قال أبو بكر: أنا، قال: «فمَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟»، قال أبو بكر: أنا، قال: «فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟»، قال أبو بكر: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنَّة» رواه مسلم.
هذا الحديث به الكثير من الخير والنفع والفوائد نذكر منها:
- جمَعَ الصديق أبو بكر رضي الله عنه أعمال خير كثيرة في نفس اليوم.
- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة» وعلى الأغلب المعنى المقصود هو: دون حساب ولا جزاء.
- اجتِماع هذه الأعمال في يوم واحد في شخص يدلُّ على كثرة السعادة، والخاتمة الحسنة، ووجوب الجنة لفاعلها.
- عظيم فضل الصدقة، وإطعام الطعام وخصوصا للمساكين.
- مكانة الصيام الجليلة.
- ثواب اتِّباع الجنائز وحاجة العبيد لمن يشيع جنائزهم ويدعوا لهم ويكرمهم ويقوم بحقهم.
- فضل عيادة المريض ودعمه معنويا مما يسرع في شفائه ويصبره على البلايا.
- جميع هذه الأمور ترقق قلب صاحبها وفاعلها وتثبيته على الطاعة.
- أغلب هذه الأمور جماعية تنفع المجتمع كله وتعزز التكافل والحب.
- السبق إلى الخيرات والمسارعة فيها من أهم صفات المؤمن.
- مجموعة خصال عظيمة وأعمال طيبة نتيجتها النهائية والثمرة المرجوَّة منها هي الجنَّة.
وعلينا جمعيا الإستفادة من هذا الخير الفياض من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في المواسم المباركة من شهر شوال الذي يصوم أغلب المسلمين فيه الست بعد رمضان وكذلك العشر من ذي الحجة ومن بعدهم صيام شهر الله المحرم.