الخميس 23 مايو 2024

هل يسمع المتوفى أحاديث الأحياء؟.. تعرف على أراء العلماء

هل يسمع المتوفي أحاديث الأحياء

دين ودنيا13-9-2021 | 23:14

زينب محمد

لا مفر من الموت، فالموت أمر حق على كافة عباد الله جميعاً ليس منه مفرر ولا مهرب، وإن تعددت أسباب الوفاة وتنوعت، في النهاية الموت واحد؛ وهو توقف عمليات الجسم الحيوية والعصبية عن أداء وظائفها.

وبعد الوفاة يتم غسل الميت ثم دفنه في قبره، ولكن ترك الله- تعالى- مرحلة دخول القبر غامضة غير معلومة الأحوال؛ لأنها من الغيبات التي لا يعلمها إلا الله ورسوله، ولكن لقد أعلمنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-  بعض الأمور عن حياة القبر التي من الممكن أن تكشف جزءاً من حياة الناس بعد الموت ودخول القبر.

ما يسمعه المتوفي في قبره

لقد اختلف العلماء حول سماع المتوفي للأحياء وحديثهم، فمن من أكد أن المتوفي في قبره يسمع حديث الأحياء ومنهم من نفى.

بالنسبة للفقهاء الذين أجمعوا على أن الميت يسمع حديث الأحياء في قبره، وقد استدلوا على هذة الأدلة الآتية:

ما ورد في ّالصحيحين: أن النبي -ّصلى الله عليه وسلم- قال عن الميت إذا تركه أهله بعدما دفنوه: «إنَّ الميتَ إذا وُضِعَ في قبرِهِ، إنّهُ ليسمَعُ خَفقَ نِعالِهمْ إذا انصَرفوا، وفي روايةٍ: إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبرِهِ، وتَولّى عنهُ أصحابُهُ».ويدل هذا الحديث على حقيقة وهي ّأن الميِت بعد أن َيوضع في قبره ويردم التّراب عليه، ثّم يغادر أهله وأحبابه قبره، فإنه يسمع صوت أحذيتهم وهم يغادرون القبر.

- ما ورد في حديث خِطاب ّر سول الله -صلى الله عليه وسلم- لِقتلى بدر من المشركين؛ فقد ورد في الصّحيح:« أنَّ رسول  اللهِ صلى الله عليه وسلم- ترك قتلى بدرٍ ثلاثًا، ثّم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: يا أبا جهلِ بنَ هشامٍ! يا أميّةَ بنَ خلفٍ! يا عتبةَ بنَ ربيعةَ! يا شيبةَ بنَ ربيعةَ! أليس قد وجدتم ما وعد ربُّكم حقًّا؟ فإنّي قد وجدتُ ما وعدني ربي حقّاً، فسَمِع عُمَرُ قول النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ: كيف يسمعوا وأنّى يُجيبوا وقد جِيفوا؟ قال: والذي نفسي بيدِه ما أنتم بأسمعَ لِما أقول منهم، ولكنّهم لا يقدرون أن يُجيبوا، ثمّ أمر بهم فسُحِبوا، فأُلقوا في قليبِ بدرٍ». وقد وضح لنا رسول الله أن الميت لديه القدره على سماع الأحياء ونفى عن قدرة الميت على الرد.

-كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلّى الله عليه وسلّم-  يأمر الصحابه بالسلام على أهل القبور، وهذا يدل على أن الموتى تسمع اصوات الأحياء.

  أما السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- مسألة سماع الموتى لكلام الأحياء، وقد اتفق معها جماعة الحنيفة وبعض العلماء، مثل: ابن باز، وابن عثيمين، وغيرهما، وقد استدلت السيدة عائشة على  ذلك بقوله الله- تعالى-«إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ»،  وبقوله الله- تعالى-: «وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ».

وبالنسبة لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-«يسمع خَفق نِعالهم حين يولّون عنه»، قال بعض العلماء بأن هذا الأمر خاص  بالميت عندما يوضع في القبر مباشرةً، فإنّ الروح تعود إليه؛ لكي يحاسبه الملكان.