الخميس 23 مايو 2024

أين نزل القرآن الكريم؟

القرآن الكريم

دين ودنيا10-10-2021 | 10:41

سالي طه

تلاوة القرآن الكريم والمداومة على حفظه وقراءته من أحب الأعمال إلي الله والرسول - صلى الله عليه وسلم - ، كما أن للقرآن الكريم فضلا وثوابا عظيما، وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، أين نزل القرآن الكريم والحكمة من نزوله جملة إلي السماء الدنيا ومفرقا على النبي كالآتي:

كان نزول القرآن الكريم على مرحلتين:

ـ المرحلة الأولى: نزوله من اللّوح المحفوظ إلى بيتِ العزّة في السماء الدنيا.

 ـ المرحلة الثانية: نزوله من السماء الدنيا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأمّا النزول الأول فقد نزل دفعةً واحدة، وكان وقت نزوله بعد بعثة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على المشهور من الأقوال، في ليلة القدر من شهر رمضان، بدليل قوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).

ـ الحكمة من نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا

ـ شاءت حكمة الله -تعالى- أن ينزل القرآن جملةً واحدة إلى بيت العزّة، للدلالة على عَظمته ومكانته، ومكانة من سينزل عليه، وهو سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، فإنّ الله قد أخبر بذلك أهل السماوات من الملائكة بنزول آخر كتاب سماويّ على أشرف الخلق لأعظم أُمّة، ثم إن نزوله في بيت العزّة يدل على إعزازه وتكريمه، شأنه في ذلك شأن المكان الذي وُضع فيه.

ـ شارك القرآن الكريم جميع الكتب السماوية بكونه نزل مرّةً واحدةً، ثم انفرد عنهم بالنزول الثاني؛ حيث نزل منجّماً، فدلّ على تفضيل سيّدنا محمد على غيره من الأنبياء، ولولا أنّ إرادة الله اقتضت نزوله إلى الأرض مفرّقاً بحسب الوقائع والأحداث، لنزل جملةً واحدة كغيره من الكتب السماوية، وقد قال السخاوي في كتابه جمال القرّاء: "نزوله إلى السماء الدنيا جملة تكريم لبني آدم وتعظيم لشأنهم عند الملائكة، وتعرفهم عناية الله بهم ورحمته لهم".

ـ الحكمة من نزول القرآن مفرقا على النبي

 أنزل الله القرآن الكريم على سيّدنا محمد مفرّقاً لتثبيت قلبه، وليتمكّن ويقوى على مواجهة كل من قابل دعوته بالعناد والجفاء، ففي كل مرةٍ تنزل بها الآيات على رسول الله يتجدّد العهد، ويدخل السرور على قلبه، وفيه من التحدّي للمشركين وإظهاراً لإعجاز القرآن الكريم، فقد كان هؤلاء المشركين يأتون إلى رسول الله بالأسئلة التعجيزية، فتُجيبهم الآيات، وفي ذلك النزول تسهيلاً لحفظه وفهمه، فإن الله قد أنزله على أُمّةٍ أُميّة، فكان الاعتماد على الذاكرة في حفظ القرآن، وبالتالي فإن نزوله على دفعاتٍ يسهّل حفظه وفهمه والعمل به، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).

اقرأ أيضا:

كيف يطهر القلب من الذنوب؟

ما هو علاج الرياء؟