الأربعاء 5 يونيو 2024

سياسيون: زيارة الرئيس السيسي تحمل رسائل الدعم والتضامن مع الإمارات

الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي

تحقيقات26-1-2022 | 15:21

أماني محمد

تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإمارات اليوم ومباحثاته مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، لتعكس قوة العلاقات ورسائل الدعم والتضامن المصري مع الإمارات لمواجهة أية تحديات تواجه أمنها، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الراسخ من دعم أمن دولة الإمارات واستقرارها وكذلك تضامن مصر حكومة وشعبا مع دولة الإمارات الشقيقة جراء الحادث الإرهابي الأخير الذي أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المدنيين.

وأكد سياسيون أن هذه الزيارة تعكس وتؤكد التشاور والتنسيق المستمر مع الإمارات لمواجهة أية تهديدات لأمنها أو للأمن القومي العربي، والذي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، موضحين أن مصر لديها دور تاريخي ومسئولية تجاه العالم العربي وتهتم بالقضايا العربي، وأن القاهرة وأبو ظبي يمكنهما أن يعيدا الاستقرار والأمن للمنطقة.

وجدد الرئيس السيسي، اليوم خلال لقائه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي، الإعراب عن تضامن مصر حكومة وشعبا مع دولة الإمارات الشقيقة جراء الحادث الإرهابي الأخير الذي أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المدنيين، ومؤكدا إدانة مصر لأي عمل إرهابي تقترفه ميليشيا الحوثي لاستهداف أمن واستقرار وسلامة دولة الإمارات الشقيقة ومواطنيها، ودعم مصر لكل ما تتخذه الإمارات من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها، مؤكدا دعم مصر للإمارات يأتي في إطار موقف مصر الراسخ من دعم أمن دولة الإمارات العربية المتحدة واستقرارها، والارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري وأمن الإمارات الشقيقة.

أهمية زيارة الرئيس السيسي للإمارات

وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بورسعيد وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم للإمارات تأتي في أعقاء مباحثاته أمس مع نظيره الجزائري في القاهرة للترتيب لعقد القمة العربية المقبلة، والتي تأتي في أعقاب التصعيد الأخير لجماعة الحوثي وتهديدها للإمارات وللأمن القومي العربي.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه التهديدات والتجاوزات تقلق مصر فالحوثيين ووجودهم بالقرب من باب المندب والبحر الأحمر تهدد مصر ومصالحها الاقتصادية، مؤكدا أن الإمارات في الوقت الحالي تحتاج للمساندة والدعم لأنها محاطة بالتحديات والتهديدات.

وأكد سنجر أن الأمن الإقليمي في الخليج العربي وشمال الأفريقي يرتبط بالقاهرة التي أصبحت قوة مركزية في الجانبين العربي والأفريقي، مضيفا أن مصر والجزائر والسعودية والإمارات هم 4 دول مهمة لتحقيق الاستقرار العربي، في المقابل هناك الأوضاع في اليمن وكذلك لبنان مضطربة وتتطلب العمل الجماعي العربي.

وأضاف أن مصر لديها دور تاريخي ومسئولية تجاه العالم العربي وتهتم بالقضايا العربي، فكل هذه القضايا يمكن أن تؤدي لتداعيات سلبية، مشددا على أن الرئيس السيسي تنبه إلى كل هذه الأمور والتهديدات وبنى جيشا قويا ومركزيا لتحقيق الاستقرار في مصر وكل الدول العربية، وخاصة أن مصر تتمتع بالاستقرار ومركزية القوة وعلاقاتها المتميزة في الإقليم.

وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي لأبوظبي مهمة في إطار التحرك العربي الجماعي بدءا من مصر والإمارات والجزائر والسعودية بهدف تحقيق الاستقرار العربي، مضيفا أن هندسة السياسة الخارجية العربية أيضا تستهدف حل قضية المياه والاتفاق على رأي واحد بين القوى العربية الإقليمية الكبرى في التعامل مع أزمة سد النهضة.

وشدد على أن أهم ما يميز زيارة الرئيس السيسي للإمارات هي تأكيد الدعم والمساندة المصرية للإمارات.

التشاور المستمر

ومن جانبه، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإمارات اليوم تعكس مدى الصلات والروابط بين القاهرة وأبو ظبي، وأن الإمارات ومصر جسد واحد في دولتين أو بقعتين جغرافيتين، فهما دولتان تجمعهما الروابط التاريخية والعلاقات الاستراتيجية الوثيقة والاقتصادية والثقافية والأخوية.

وأوضح البرديسي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الروابط تستدعي أنه في حالة تعرض أي طرف لمشاكل أو تهديدات يتداعى الآخر للدفاع وللدعم، مضيفا أن هذا يأتي في أعقاب الهجمات الحوثية الأخيرة على أبو ظبي، بالصواريخ الباليستية، فالحوثي هو الذيل الإرهابي للأفعى الإيرانية، لبحث كيفية التصدي لهذه الهجمات.

وأكد أن الإمارات ومصر قادرتان على إعادة وضبط الاستقرار مرة أخرى لهذه المنطقة سياسيا واقتصاديا لأن استقرار الإمارات اقتصاديا وأمنيا ينعكس إيجابيا على الوضع العربي لأنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، مشددا على أن الزيارة تعكس وتؤكد عمق التشاور المستمر والعلاقات الاستراتيجية شديدة القوة بين مصر والإمارات.

وشدد على أنه لا بد من ذلك التواجد والتنسيق المستمر بين قادة القاهرة وأبو ظبي، ويؤكد للجميع أن الرئيس السيسي كان صادقا بتأكيده على تعبير "مسافة السكة"، فمصر تلبي على الفور احتياجات الوطن العربي ومنه أبو ظبي والرياض والمنامة، لأن هذا الرباعي هو النواة الصلبة للاتحاد العربي وللأمة وللمنطقة.

وأضاف أن المحيط العربي يشهد أمواجا عاتية واضطرابات، لذلك فالرباعي العربي القاهرة وأبو ظبي والرياض والمنامة اتحاد من المهم والضروري أن يظل محافظا على قوته.