السبت 8 يونيو 2024

سياسيون: مساعدة مصر لقبرص في أزمة الحرائق تبرز العلاقات التاريخية والقوية المشتركة

الرئيس السيسي ونظيره القبرصي

تحقيقات6-7-2021 | 09:04

حازم رفعت

تجمع مصر وقبرص علاقات تاريخية قائمة على روابط ممتدة من الصداقة بين قيادات وشعبي البلدين على مدى التاريخ،  حيث تم مؤخرا بحث تطورات العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وقبرص، وسبل تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين.

 وفي هذا الصدد أقيم منتدى رجال الأعمال المصري القبرصي للمرة الأولى، لتعزيز الحوار وتفعيل قنوات الاتصال بين المستثمرين من الجانبين، وحين لجأت قبرص عقب أزمة حريق الجانب الجنوبى لغابات ترودوس القبرصية التى تتعرض لها، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي أوامرها بتجهيز طائرتين هليكوبتر مدعمة بكافة المعدات والوسائل المتطورة لمشاركة الجانب القبرصي في إخماد الحرائق.

 فتحت "دار الهلال" ملف عن توطيد العلاقات المصرية القبرصية ومدى العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين.

يقول الدكتور أيمن سمير المتخصص في العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال": إن دعم مصر لقبرص في قضية إطفاء الحرائق، يأتي في إطار العلاقات الطيبة والأخوية والقوية والتاريخية والممتدة ما بين مصر وقبرص، لافتًا إلى أن الشعب القبرصي من أقرب الشعوب البحر المتوسط للشعب المصري.

وأضاف أن إبان تأميم قناة السويس في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انسحب آنذاك جميع المرشدين البحريين من قناة السويس وتبقى فقط من بينهم مرشدي اليونان وذلك لدعم أشقائهم المصريين في القناة حتى بدأت تعمل قناة السويس بشكل جيد وطبيعي.

وتابع أن علاقة تاريخية تربط ما بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والأنبا مكاريوس زعيم قبرص آنذاك والذي استقلت قبرص على يديه، وأن مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة القبرصية.

وأكد أنه عقب ثورة 30 يونيو المجيدة كانت قبرص من الدول الداعمة  لقادة الشعب المصري في هذه الثورة، حيث كان الوزير القبرصي يؤنن كاثوليكس هو أول وزير من الاتحاد الأوربي تطأ قدماه أرض مصر عقب بيان 3/7 بأيام قليلة .

وأشار المتخصص في العلاقات الدولية، إلى أن العلاقات بين الشعبين المصري القبرص أصبحت الأن قوية جدًا، وذلك في إطار الآلية الثلاثية التي استحدثها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ نوفمبر 2014 والتي أدت إلى عقد القمم الثلاثية بشكل دوري ما بين القاهرة ونيقوسيا وأثينا وهذا الأمر ساهم في تقوية العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية ما بين الدول الثلاثة بما فيها العلاقة المصرية القبرصية في المقدمة.

وأكد أن مصر دولة إيجابية تمد يدها بالمساعدة والعون للدول الأخرى، لافتًا إلى أن مصر تنطلق في علاقاتها أولًا من بُعد أخلاقي عندما تكون هناك دولة في أزمة تستطيع الدولة المصرية أن تساعدها، مؤكدًا أن هذا يرسم صورة إيجابية عن الدولة المصرية في الخارج كما أنه يخلق صورة ذهنية ونمطية عن الشعب المصري بأنه شعب مُحب للسلام وهذا مهم جدًا في مجال العلاقات الدولية، الدولة المحبوبة والمقبولة عكس من الدولة المنبوذة أو المكروهة وبالتالي أنا دائمًا أقول إن هناك مقبولية مصرية ليس فقط في المنطقة العربية وفي أفريقيا لكن في كل دوائر السياسة الخارجية المصرية بما فيها منطقة الشرق المتوسط التي تضم قبرص.

ولفت إلى أن العلاقة مع قبرص هي علاقة ممتدة وقديمة وبالتالي إن المكاسب الاقتصادية مازالت موجودة، مشيرًا إلى أن هناك ربط لخط كهربائي ما بين مصر وأوروبا يمر عبر قبرص، حيث تم توقيع اتفاقية بين وزارتي الكهرباء بين مصر وقبرص لمد الكهرباء بحيث أن تبيع مصر ما يفيض عنها من الطاقة الكهربائية إلى الجانب الأوروبي.

وأضاف أن هناك أيضًا تعاون مصري قبرصي في تصدير الغاز الطبيعي، مؤكدًا أن قبرص من أول الدول التي دعمت مصر فكرة أن تتحول الدولة المصرية إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة بشكل عام، كما أن هناك وجود تبادل خبرات في مجال الطاقة المتجددة.

وقالت جورجيت شرقاوي، الباحثة في الشأن السياسي، إن إرسال طائرات مساعدة لقبرص لإطفاء الحرائق الضخمة يوتد العلاقات السياسية بين مصر، بعد إمداد القوات المسلحة بكافة المعدات، عقب طلب رئيس القبرصي المعونة من الاتحاد الأوربي.

ولفتت إلى أن مصر بادرت في تقديم المساعدة كأكبر بلد عربي وأفريقي في منطقة  الشرق المتوسط، وليس فقط من أجل الاتفاقيات المشتركة والتحالف السياسي الاستراتيجي وتفعيل آلية التعاون الثنائي مع قبرص والثلاثي مع اليوناني، بل بالإضافة إلى التنسيق المستمر بين البلدين على المستوى السياسي في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأخيرًا في إطار مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط.

وأكدت أن مصر تكسب قبرص كحليف استراتيجي قوي ليس فقط من أجل انضمامها في حل مشكلة سد النهضة وإظهار حقيقة الأوضاع في مصر في إطار الاتحاد الأوروبي، بل في مجال المياه والطاقة، ولكن عدد من القضايا الإقليمية في إطار المصالح المشتركة واتساق مواقف البلدين، كما تدعم مصر القضايا القبرصية، وخاصةً دعم حقوقها في الغاز الطبيعي مما لدينا من بنية تحتية، وبذلك تستمر مصر في لعب الدور المتفرد المنشود منها مع دول العالم .

 وأضافت أن مصر تبذل الجهود الكافية في الملفين الليبي والفلسطيني التي استطاعت في وقت قصير أن تصبح مؤثرة بشكل ملحوظ في القرار الدولي التي على أساسه يترتب عليه مصالح المنطقة، وهو دور إقليمي تأمن مقدرات الأمن القومي لتصبح نقطه تمركز لدى الدول الكبرى ومركز إقليمي للطاقة في المنطقة لقيادة الإقليم .

ويضيف سيد الأسيوطي، منسق ائتلاف "احنا شعب مصر لدعم الدولة"، أن العلاقات الدولية المصرية عظيمة في ظل القيادة السياسية الوطنية الحكيمة، مؤكداً أن الدور المهم التي تقوم به الدولة المصرية علي كافة المستويات والدور البارز للدبلوماسية والتحركات العظيمة لوزير الخارجية والمخابرات العامة وخاصة العلاقات مع قبرص واليونان كشركاء مهمين، والدور المهم في الشركات الاقتصادية وخاصة غاز المتوسط وغيره من الشركات.

 وأضاف «الأسيوطي» أن دعم مصر لدول الجوار هو نهج الدولة المصرية على طول تاريخيها، وإن كان هذا الدور أصبح بارزا جدا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعاد لمصر هيبتها ومكانتها الإقليمية والأفريقية والدولية بكل جدارة، ولكن مصر دائما دولة تحمل قضايا الأمة على عاتقها دون منازع.