الخميس 2 مايو 2024

دكتور شريف مهدي: إياكم.. وأمراض الشمس!

.

16-6-2022 | 10:48

حوار : أحمد محمود

 

كل فصل من فصول السنة له مميزات وعيوب من ناحية أثر المناخ على صحة الإنسان. فالاختلافات المناخية يصاحبها اختلاف فى الأمراض التى تصيب الإنسان.

الصيف مثلا يرتبط دائما بأشعة الشمس الحارة ، التى لا يسلم منها الكثيرون إذا أهملوا طرق الوقاية، وهناك من يتعرضون لضربات شمس خطيرة قد تؤدى للوفاة، وهناك الأشعة فوق البنفسجية، وأمور أخرى إذا لم نفهم كيفية التعامل معها، قد نؤذى أنفسنا وأبداننا.

لأجل هذا كله، التقت "طبيبك الخاص" الدكتور  شريف مهدى  استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية والباحث بالمركز القومى للبحوث كى يحدثنا عن كل شيء، وخصوصا طرق الوقاية والعلاج. إلى نص الحوار.

ما أفضل وقت تكون أشعة الشمس مفيدة لصحة الإنسان؟

يعد أفضل وقت للتعرض للشمس فى الصيف،  قبل الساعة العاشرة صباحاً وتحديدا بعد شروق الشمس أو بعد الساعة الرابعة عصراً وتحديدا قبل الغروب ولمدة تتراوح ما بين 10 إلى 20 دقيقة 3 مرات أسبوعيا.

ما الأضرار التى قد تصيب الإنسان من التعرض لأشعة الشمس الشديدة؟

-هناك أمراض عدة تصيب الإنسان من جراء التعرض لأشعة الشمس منها:

-     التسفع الشمسي: هو اسمرار لون الجلد وفى الواقع هو آلية دفاع يقوم بها الجلد للحفاظ على نفسه من الإشعاع الزائد.

- حروق الشمس: التى تترك البشرة حمراء، متهيجة ومؤلمة. تنقسم حروق الشمس إلى:

- حروق بسيطة: هى تُصيب الطبقة الخارجية فقط من الجلد، وتستمر لأيام قليلة حتى أسابيع وفى نهاية المطاف تُشفى، لكن ليس قبل أن تتسبب فى تقشر الجلد.

- حروق شديدة: هى حروق تصل إلى طبقات الجلد الداخلية ، وهى مؤلمة جدًا وتستمر وقتًا أطول.

- التجاعيد: التعرض لأشعة الشمس لسنوات يضر بألياف الكولاجين والإيلاستين والتى تسبب تجعد الجلد، وترهله.

-اختلافات فى لون الجلد: التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس يمكن أن يسبب اختلافات فى لون الجلد.

كما أن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يُسبب تغيرات فى الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة تحت سطح الجلد مما يؤدى إلى أن يظهر الجلد محمرا دائمًا فى هذه الأماكن.

¥ النمش: هى البقع البنية الصغيرة التى تبدأ فى الظهور على الجلد بعد أول تعرض لأشعة الشمس. الأشخاص ذوى البشرة الفاتحة أو الشعر الأحمر هم أكثر ميلًا لتكون النمش على الجلد لديهم.

- الحساسية الضوئية : وهى عبارة عن طفح جلدى يتميز بالاحمرار والتورم والحكة الشديدة.

- سرطان الجلد: من أكثر أضرار أشعة الشمس خطورة هو الإصابة بسرطان الجلد.

وما الفوائد المختلفة لأشعة الشمس للإنسان؟

-عند تعرض الإنسان لأشعة الشمس فى الأوقات المسموح بها يُمكن تحقيق مستويات كافية من فيتامين (د) من خلال التعرض المنتظم والقصير لأشعة الشمس خارج أوقات الذروة، حيثُ تبلغ كمية فيتامين (د) التى يتم إنتاجها استجابة لتعرض الجسم بالكامل لأشعة الشمس تعادل تناول 10000-25000 وحدة دولية .

كذلك تخفيف أعراض بعض المشاكل الجلدية: وجد أنّ التعرض البسيط والمنتظم لأشعة الشمس قد يساعد على تخفيف أعراض بعض الأمراض الجلدية مثل: الصدفية.

لماذا تعتبر الأشعة فوق البنفسجية تحديداً هى الأكثر خطورة على حياة الإنسان؟

ترسل الشمس الطاقة إلى الأرض بعدة طرق مختلفة؛ وهي: الضوء المرئى الذى يمكن رؤيته، والأشعة تحت الحمراء التى يشعر بها الإنسان كالحرارة، والأشعة فوق البنفسجية التى لا يمكن رؤيتها أو الشعور بها ولكنها النوع الأكثر خطورة، إذ يمكن أن تتسبب فى الإصابة بمرض السرطان، والغلاف الجوى للأرض يحمى الكائنات الحية من معظم الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

وهل توجد أنواع لهذه الأشعة.. ومدى خطورتها؟

- تنقسم الأشعة فوق البنفسجية إلى 3 أنواع:

الأشعة فوق البنفسجية (أ): وهى الأشعة التى تصل إلى الأرض بكميات كبيرة بسبب عدم قدرة الغلاف الجوى على صنع درع واق منها، وهى تسبب: شيخوخة الجلد، والإضرار بالعيون، وتقليل مناعة الجسم تجاه الأمراض، والمساهمة فى الإصابة بسرطان الجلد.

 الأشعة فوق البنفسجية (ب): يصنع الغلاف الجوى درعًا واقيًا من معظم هذه الأشعة لكنها تسبب: سرطان الجلد بشكل كبير، وحروق الشمس، وشيخوخة الجلد، والعمى الثلجى (يعنى حروق الشمس فى القرنية التى تسبب فقدانًا مؤقتًا للرؤية).

 الأشعة فوق البنفسجية (جـ): وهى الأشعة التى لا تصل إلى الأرض مطلقًا بسبب امتصاص الغلاف الجوى لها بشكل كلي، لذا فإن أضرارها قليلة جدًا.

 وبما أن نوع الأشعة فوق البنفسجية الذى يصل إلى الأرض هو النوع (أ) والنوع (ب) بالأخص فى منتصف اليوم، وبالتحديد بين الساعة 10 صباحًا و4 عصرًا، حتى فى الأيام الغائمة ، لذا يُنصح بعدم التعرض بشكل كبير للشمس خلال تلك الفترة ، كما  أن انعكاس الأشعة على الأسطح، كالماء، والرمل يزيد من التعرض لها ومن ضررها.

وماذا عن التسمم الشمسى والأمراض الناتجة عنه؟

- التسمم الشمسى هو أحد أكثر أنواع حساسية الشمس شيوعًا.

وحساسية الشمس هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من المشكلات التى قد تصيب الجلد  كرد فعل ناتج عن التعرض لأشعة الشمس ، وتظهر على هيئة طفح جلدى أحمر اللون ومثير للحكة.

التسمم الشمسى هو ليس تسممًا فعليًّا، بل هو مجرد مصطلح شائع يستخدم أحيانًا للدلالة على الحالات الحادة من حروق الشمس والتى قد تنشأ نتيجة قيام الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس بالتأثير سلبًا على الجلد، وقد يكون التسمم الشمسى حالة خطيرة، إذ قد لا تقتصر أعراضه على الطفح الجلدي، بل قد تشمل كذلك أعراضا حادة مثل الجفاف والصدمة، لذا تعد حالات التسمم الشمسى طارئًا طبيًّا.

وهل  التسمم الشمسى له أنواع ؟

- للتسمم الشمسى نوعان وهما:

التسمم الشمسى الحاد: تكون أعراضه طفيفة ومؤقتة، وعادة ما تتلاشى تلقائيًّا دون الحاجة لتلقى أى علاج.

التسمم الشمسى المزمن: تكون أعراضه حادة وقد يكون من الصعب علاجه فى المنزل، لذا يفضل تلقى رعاية طبية خاصة لعلاجه.

ما أسباب التسمم الشمسى  ؟

أسباب التسمم الشمسي:

¥ التعرض لوقت طويل لأشعة الشمس وعدم استخدام واق للشمس، ولكن بشكل عام لوحظ أن العوامل الآتية قد ترفع من فرص حدوثه:

- استعمال أنواع معينة من الأدوية أو المكملات الصحية، مثل المضادات الحيوية.

-  امتلاك بشرة فاتحة اللون.

-  قضاء الوقت على شاطئ البحر بشكل متكرر.

هل  هناك أعراض تظهر على الإنسان تؤكد الإصابة بها ؟

نعم، هناك أعراض للتسمم الشمسى وغالبًا أعراض ردود الفعل التحسسية وتتضمن:

طفح جلدي.

بثور وحكة جلدية

آلام واحمرار شديد، وقد يكون مظهر المنطقة المصابة أشبه بالأكزيما

تصبغات جلدية فى بعض الحالات.

أعراض أخرى، مثل: الدوار.

  تورم الوجه، والحمى، والإغماء، والجفاف، فقاعات مؤلمة، واضطرابات المعدة، والصداع.

وماذا  عن تشخيص وعلاج التسمم الشمسى للحالات المصابة به؟

 بعد تشخيص الحالة، هذه بعض التوصيات والطرق العلاجية التى من الممكن اللجوء إليها ومنها:

إجراءات منزلية:

الابتعاد عن أشعة الشمس، شرب كميات كافية من الماء، ارتداء ملابس تغطى كامل الجسم عند الخروج نهارًا، تناول مسكنات الألم

الاستحمام بمياه فاترة، واستخدام مرطبات البشرة المناسبة.

إجراءات طبية:

وضع الضمادات على المنطقة المصابة، إعطاء المريض محاليل وريدية فى حالات الجفاف، استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: المضادات الحيوية الموضعية.

الشمس صيفا لتجنب أضرارها وأمراضها المختلفة؟

لكى نتجنب كل الأضرار والأمراض الناتجة عن أشعة الشمس صيفاً ضرورة مضاعفة الإجراءات الوقائية فى حالة الحمل أو العلاجات أو التغيرات الهرمونية، وكذلك استشارة طبيب الجلد مرة فى السنة لفحص بشرتك.