كلمة متلازمة ADHD تعني فرط الحركة وتشتت الانتباه، فهي تتسم بظهور مؤشرات لدى الطفل مثل: زيادة النشاط وفقدان التركيز، وهذا يصيب العديد من الأطفال فى  بداية المراحل العمرية مرورا بمرحلة المدرسة وقد تستمر حتى الشباب.
 وفى الحقيقة لم يعرف حتى الآن سبب لمثل هذا المرض، ولكن مع التقدم العلمي والطبي نأخذ بالأسباب الطبية، ولذا يمكن للطفل أن يعاني من قلة التركيز، أو فرط الحركة، أو الاثنين معا، ففي الماضي كنا نتعامل مع هذه الحالات على أنها مرض نفسي، ولكنها فى الواقع مرض نفسي وعضوي،  ولذا يحضر لدينا طفل يعاني من متلازمة ADHD  وتشكو الأم من كثرة مشاكله فى المدرسة ومع الأسرة بسبب الحركة الزائدة وعدم الانتباه لما يتلقاه من أوامر.
 وفى الفترة من اكتشاف المرض حتى العرض على الطبيب يكون الطفل قد أصيب بحالات من الاكتئاب والتوتر بسبب ما يتعرض له من قسوة فى المعاملة سواء على مستوى المدرسة أو الأسرة لأنهم غير مستوعبين ما يعاني منه، ومن هنا يبدأ فى تغيير سلوكه للأسوأ لأن الأم أحيانا تتعامل بقسوة عما يصدر منه، أو تعامله بدلع، لكي تتخلص مما يحدث منه،  والأمران يساعدان الطفل على سوء السلوك، ولكن  نحن كأطباء فى هذه الحالة نحتوى الطفل بكل هذه المشاكل، ونبدأ بالكشف عليه بعد سؤال الأم عن الأعراض التي لاحظتها عليه، وعلى التاريخ المرضى للعائلة حتى نضع أيدينا على المشكلة، بعدها نبدأ عمل الفحوص اللازمة مثل بعض التحاليل، فقد يكون الطفل يعاني من نقص بعض الفيتامينات فى الجسم، أو لديه مشكلة فى هرمونات الغدة الدرقية، وإن لم يكن هذا موجودا نقوم  بعمل رسم مخ، فهناك بعض الأطفال لديهم كهرباء زائدة وعند معالجتها تتحسن الحالة، والشيء بالشيء يذكر أن بعض أطباء المخ والأعصاب بسؤال الأم هل الطفل يعانى من تشنجات أو إغماء، وإن لم يكن ذلك ضمن الأعراض لا يلتفت لكهرباء المخ وعلاجه وهذا من الأخطاء لدى بعض الأطباء، ولكن أستطيع القول إننا كأطباء كلا منا له مدرسته فى طرق العلاج. 
ولكننا نقوم بعمل التحاليل اللازمة وبعدها نقرر العلاج بالطب النفسي والمخ والأعصاب وطب التخاطب، كل هؤلاء يجب التعاون بينهم لشفاء الطفل، ونبدأ فى جلسات تعديل السلوك وتعديل المهارات ولو احتاجت الحالة لعلاج كهرباء يتم علاجها، أيضا علاج نقص الفيتامينات مثل: أوميجا 3 أو الزنك أو الجينك أي الفيتامينات التي تساعد على التركيز، وهذه الفيتامينات يمكن لأى طفل تناولها حتى لو لم يكن لديه مشكلات، وبذلك نحدد خطة العلاج والمتابعة.. وما أستطيع توضيحه أنه لا يولد طفل بسلوك سيئ، ولكن كل هذا من الجسم أو المخ أو مكتسبات من البيئة المحيطة أعنى أن المخ أحيانا لم يكن  لديه القدرة على التركيز، وفرط الحركة يكون ناتجا عن عدم النوم أو قلته لذلك تحدث حركات غير إرادية لكي يستيقظ المخ...
ما أستطيع توضيحه أيضا هو أننا فى كل مراحل العلاج لا نقضي على متلازمة ADHD ولكن على الأقل نصل لمستوى معتدل من العلاج لنجعل الطفل يدخل فى مرحله التعليم الأساسي بدون مشاكل .
أيضا ما أستطيع قوله إن أطفالنا أمانة فى أيدينا سواء على مستوى الأسرة أو المدرسة أو المجتمع وعلينا اكتشاف ما يعانون منه مبكرا حتى يتم التدخل الطبي لكي تكون النتائج العلاجية مبهرة، كما أوجه رسالة للمدرسين والمدرسة أتمنى عدم عقاب الطفل بقسوة دون أن نعلم ما يعانى منه، أيضا على المدرسة توعية الأسرة باستراتيجيات تربية الأطفال، ويجب التركيز مع الطفل والاهتمام به وعدم القسوة فى التعامل، وعلى الصعيد الآخر ليس الدلع حلا، وخير الأمور الوسط حتى لا يدخل الطفل فى حالة نفسية متأخرة تأخذ من عمره الكثير حتى يشفى وحتى لا يكون وصمة بين ذويه ..
فى الحقيقة أحيانا تسأل الأم هل ابني يبقى فى هذه الحالة أو يستمر العلاج مدى الحياة ؟ هنا  نقول لها أكيد لا،  ولكن كلما اكتشفنا الحالة مبكرا  وتم العلاج مبكرا كان أفضل،  كما أن فرط الحركة يقل مع تطور المراحل العمرية للطفل وخلال هذه المراحل يبدأ الطفل فى اكتساب مهارات جديدة بسبب فرط الحركة لدرجة انه يقوم بأكثر من عمل فى وقت واحد، أهم شيء فى العلاج تحسن الحالة حتى يصبح شابا لديه تركيزا عاليا ومهارات، حتى لو كان هناك فرط حركة لأنه مع الحياة العملية تتغير الأمور ويصبح إنسانا نافعا لنفسه وللمجتمع .