11-7-2022 | 22:53
كتب: احمد فاخر
يجلس الكثيرون منّا يومياً أمام شاشة الكمبيوتر والتليفون المحمول لأداء بعض المهام أحياناً؛ ولقضاء وقت الفراغ أحياناً أخرى، ولكن هذا يعرضهم لأمراض يجهلونها مثل: الأرق الدائم ومشاكل ضعف النظر وأمراض العمود الفقري والظهر والكتفين وغيرها، فكيف يمكن لنا تجنب الإصابة بتلك الأمراض..؟!!
بدأ الحديث الدكتور أحمد غنيم أستاذ طب وجراحة العيون بأنه كلما صغر حجم الشاشة كان ذلك أكثر إرهاقا للعين، وبالتالي فإن التليفزيون أفضل من الكمبيوتر الذي يعتبر أفضل من التابلت وكلهم أفضل للعين من الموبايل، ويعتبر الأطفال هم الأكثر ضرراً عند استخدام التليفون المحمول لفترات طويلة لأن ذلك يؤثر بالسلب على نظرهم، لذلك ننصح بأن نمنع أطفالنا من استخدام الموبايل طوال اليوم بل يجب ألا يستخدموه لأكثر من ساعتين أسبوعياً حفاظاً على صحة العين، حيث إن سوء استخدام الشاشات بأنواعها يسبب الإصابة بضعف النظر الذي لا يكون وراثياً، حيث إن انقباض عضلات العين لفترات طويلة نتيجة التركيز بشاشات الموبايل يجعل المستخدم أكثر عرضة لضعف النظر، خاصة عند الأطفال حتى لو كان نظرهم سليما، كما أنه يجب عند الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر أن يكون أقصى ارتفاع للشاشة أمام العين بالضبط، حيث يكون هذا هو أفضل وضع للعين، كما يجب ألا نقلل إضاءة الغرفة عند الجلوس على الكمبيوتر بل تكون الإضاءة عادية تجنباً لإرهاق العين عند التركيز في شاشة الكمبيوتر لفترة طويلة دون أن نشعر، كما يجب تعلية إضاءة الشاشة لأقصى درجة ممكنة، وعلى ذلك من أكبر الأخطاء التي يمارسها المستخدمون هي استخدام التليفون المحمول قبل النوم في غرفة مظلمة، حيث إن مشاهدة التليفون المحمول في وضع النوم يؤدي إلى زيادة إجهاد عضلات العين ثلاثة أو أربعة أضعاف الوضع العادي.
كما ننصح من تعتمد وظائفهم على استخدام الكمبيوتر والمحمول لفترات طويلة يومياً أن يقوموا كل نصف ساعة بإغلاق العين لمدة دقيقتين مع فرك الجفون قليلاً؛ للمساعدة في إفراز المادة الزيتية الموجودة في إفراز الدموع لتكون طبقة حماية للعين، كما يفضل النظر كل فترة إلى نقطة بعيدة أو مكان مفتوح به أبعاد لمسافات بعيدة لأن ذلك يساعد في انبساط عضلات العين المرهقة، وبالرغم من أن عدد غمضات العين الطبيعي من 10 لـ 12 مرة بالدقيقة، والتي تعمل على تنظيف العين بشكل مستمر إلا أنه خلال النظر لشاشات الكمبيوتر أو المحمول أو أي شاشات قريبة يقل عدد غمضات العين، لذلك هناك بعض القطرات التي تساعد في الحفاظ على ترطيب العين خلال فترة العمل أمام الكمبيوتر، كما يجب الالتزام بارتداء النظارات الطبية وعدم الاستغناء عنها بأي حال في حالة حاجة العين لها بعد استشارة طبيب العيون.
أما عن تأثير الكمبيوتر والمحمول على المخ يضيف الدكتور أحمد عبد العزيز أبو حجر أستاذ الأمراض العصبية بأن المشكلة ليست في وجود تلك الأجهزة في حياتنا بل تكمن في كثرة استخدامها لفترات طويلة من اليوم بسبب ظروف العمل أو الدراسة أو غيره، وهنا ننصح مستخدمي الكمبيوتر عند جلوسهم أمامه أن يضعوا أقدامهم على الأرض بدون أحذية حتى يتخلص الجسم من أي موجات كهرومغناطيسية ضارة تدخل إليه من خلال الجهاز أثناء فترة الجلوس عليه عن طريق الأرض، كما يجب قيام المستخدم بالبعد عن الجهاز كل ساعتين لمدة ربع ساعة، حيث يخرج من المكان الموجود به جهاز الكمبيوتر لمسافة لا تقل عن ثلاثة أمتار، والأهم من ذلك هو تجنب استخدام الكمبيوتر والمحمول في الوقت نفسه لأن كلاهما له نفس التأثير على الجسم والمخ، ولكن الموبايل هو الأصعب بسبب وجوده معنا وسهولة حمله في كل مكان عن الكمبيوتر الشخصي، ونوضح دائماً بأن الموبايل هو وسيلة اتصال وليس مخصصا للتسلية والدردشة بالمكالمات الطويلة، حيث إنه كلما اقترب الموبايل من جسم الإنسان كان ضرره أكبر، كما أن السماعات السلكية واللاسلكية التي يستخدمها بعض الناس رغم أنها تقلل الضرر إلا أنها لا تمنعه تماماً، ففي عام 2016 أجريت دراسة على مجموعة من الآباء والأمهات عن مدى استخدام أبنائهم للتليفون المحمول، اتضح أن 50% من المراهقين يدمنون التليفون المحمول كما أن 59% من الآباء يدركون أن أبناءهم مدمنون و77% من الآباء شعروا بتشتت الذهن والانتباه لدى أطفالهم، وهذا معناه أن أغلب أفراد الأسرة لا يستغنون عن التليفون المحمول طوال يومهم مما يجعل الأسرة محاطة بمجال كهرومغناطيسي يشكل سببا رئيسيا في حالات الأرق وعدم النوم بعمق، ولأننا لا نستطيع الاستغناء عن الموبايل في حياتنا نرجو من القراء الأعزاء التقليل بقدر الإمكان من استخدامه وخاصة الأطفال الصغار كما يجب تجنب استخدامه تماماً في فترة ما قبل النوم لأنها تعتبر هي الأكثر خطورة على الإطلاق.
وعن تأثير التليفون المحمول على الرقبة والظهر يؤكد الدكتور أمير عاصم ماجستير جراحة العظام والعمود الفقري، على أن الجيل الجديد من الشباب والأطفال هم الأكثر ارتباطا بالتكنولوجيا، حيث إن حياتهم كلها معتمدة على الأجهزة الإلكترونية والتكنولوجية بداية من ألعاب الكمبيوتر والبلاي ستيشن وانتهاء بالموبايل الذي أصبح في متناول يد الأطفال قبل الكبار، كما زادت خطط التعليم عن بعد في مختلف دول العالم خاصة بعد انتشار جائحة كورونا، مما أجبر الطلاب والتلاميذ إلى تلقي دروسهم والتعامل مع أساتذتهم عن طريق البرامج المرئية سواءً على الكمبيوتر أو الموبايل، لذلك فقد أصبحنا محاطين بعالم تقني لا يمكن الابتعاد أو الاستغناء عنه شئنا أم أبينا، وبالتالي دورنا كأطباء أن نعمل على تقديم النصيحة لمستخدمي الأجهزة الإلكترونية خاصة التليفون المحمول وعن كيفية التعامل معه حرصاً منا على حمايتهم من أضراره بقدر الإمكان، حيث إن الخطأ في طريقة إمساك المحمول ووضعه منخفضاً عن مستوى الرأس لفترات طويلة كما نرى أغلب الشباب، ونتيجة لذلك يمكن أن تصاب الرقبة بالالتهاب المزمن مما يسبب آلاما مزعجة وتأخذ وقتا لا بأس به في العلاج، لذلك ننصح مستخدمي الموبايل خاصة من هم يعتمدون عليه في أعمالهم اليومية أن يجعلوا أيديهم التي بها الموبايل على مستوى العين حتى لا يضطرون للانحناء إلى الأسفل بشكل لا إرادي، ومن لا يستطيع فعل ذلك يمكن أن يستعين بأنواع مختلفة من حوامل الموبايل المخصصة لذلك والمنتشرة عند أغلب تجار إكسسوارات الهواتف حيث يمكن تثبيتها على المكتب أو المنضدة لتحمل الموبايل في نفس مستوى النظر دون إرهاق لليدين؛ فهذا يقي من الآلام نتيجة الضغط المستمر على عضلات الرقبة والعمود الفقري والتي إذا استمرت لفترة طويلة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بخشونة الفقرات مما يصعب علاجها؛ ولهذا يجب الاهتمام بالجلوس بشكل صحي دون انحناء حفاظاً على صحة الجسم بشكل عام، حيث إن الوقاية دائماً خيرٌ من العلاج.