11-7-2022 | 23:13
كتبت: هند عطا
الكوليسترول مكون مهم في جدار الخلايا، ويتحرك داخل جسم الإنسان محمولا على بروتينات في الدم، ويحتاج الدم إلى الكوليسترول لبناء الخلايا السليمة، لكن إذا ارتفع معدله في الدم فهذا يعني أن هناك ترسبات دهنية تتكون داخل جدران الأوعية الدموية، وتعيق هذه الترسبات في النهاية تدفق الدم في الشرايين مما له مضاعفات خطيرة على الجسم والقلب.
يوضح لنا د. رفعت عبدالله شرف استشاري أمراض الباطنة وزميل الكلية الملكية بلندن، أن هناك أنواعا كثيرة من الكوليسترول أهمها :
الكوليسترول قليل الكثافة: وهذا هو النوع الضار عندما يرتفع لأنه يحمل الكوليسترول من الكبد إلى أعضاء الجسم، ولأن حجمه صغير فهو يترسب في جدار الأوعية ويؤدي إلى قصور في شرايين المخ والساقين والشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب، وهناك الكوليسترول عالي الكثافة: وهو المفيد لأنه يحمل الكوليسترول إلى الكبد لإعادة الاستفادة منه، أما الدهون الثلاثية فليس لارتفاعها ارتباط بأمراض قصور الشرايين، ولكن عندما تزيد على ٥٠٠ يصبح المريض معرضا لحدوث التهاب في البنكرياس.
ويضيف أن هناك عدة عوامل تؤدي لارتفاع الكوليسترول في الدم أهمها:
الوراثة: توجد أنواع كثيرة من ارتفاع الكوليسترول الوراثي .
الطعام: عامل ضار أحيانا، من خلال الإكثار من الدهون المهدرجة والسكريات والكحوليات، وتوجد الدهون المشبعة في قطع اللحوم الدهنية ومنتجات الألبان كاملة الدسم، وغالبًا ما توجد الدهون المتحولة في الوجبات الخفيفة أو الحلويات المعبأة.
بعض الأمراض مثل السكري.
السمنة المفرطة: لأن الدهون في منطقة البطن تفرز موادا تؤدي إلى متلازمة السمنة، وهي تشمل ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين الذي يؤدي إلى مرض السكر البولي، وأيضا ارتفاع الكوليسترول الضار. التدخين: تدخين السجائر قد يخفض مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة الكوليسترول"الجيد".
الكحول: إن شرب الكثير من المشروبات الكحولية يؤدي إلى زيادة مستوى الكوليسترول الكلي.
ويكشف د. مينا سامي استشاري ومدرس القلب والأوعية الدموية أن ارتفاع الكوليسترول ليس له أعراض، ولكن للأسف يؤدي لمضاعفات مثل: ارتفاع الدهون الثلاثية أكثر من ٥٠٠ والذي يؤدي إلى التهاب في البنكرياس، ألم شديد في البطن، ارتفاع الكوليسترول الضار لسنين طويلة قد يؤدي إلى قصور في شرايين القلب مما يؤدي إلى ذبحات صدرية وضعف عضلة القلب، إذا الأعراض ليست بسبب الارتفاع، ولكن بسبب المضاعفات الناتجة عن ارتفاع مستوى الكوليسترول.
ويوصي كل الناس بعمل تحليل فحص الكوليسترول بعد سن الأربعين بصورة عامة، وبصورة خاصة يجب عمل هذا التحليل في سن مبكرة لمن لديهم تاريخ عائلي لارتفاع الكوليسترول ومرضى السكر والقصور الكلوي والسمنة المفرطة.
فهو يحذر من تأثير ارتفاع الكوليسترول الضار وتراكمه مع الرواسب الأخرى على جدران الشرايين فيحدث ما يعرف ب(تصلب الشرايين).
كما أن هذه الترسبات تقلل من تدفق الدم عبر الشرايين مما قد يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة أخرى مثل:
الذبحة الصدرية: إذا تأثرت الشرايين التي تمد القلب بالدم (الشرايين التاجية)، فقد تعاني من ألم في الصدر وأعراض أخرى لمرض الشريان التاجي.
السكتة الدماغية: على غرار النوبة القلبية ، تحدث السكتة الدماغية عندما تمنع الجلطة الدموية تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، كما يؤثر على شرايين الساقين.
أما بالنسبة للعلاج فيشيد د. مينا بالتطور الهائل في علاج الكوليسترول, فهناك عقارات تعمل على خفض الكوليسترول بصورة شديدة، كما ظهرت مؤخرا حقن تؤخذ مرة واحدة شهريا تحت الجلد تخفض من الكوليسترول.
ويوضح أنه سوف يطرح عقار متقدم جدا قريبا، ولكنه باهظ الثمن لحداثته، وتكون جرعته عبارة عن مرة واحدة كل ٦ شهور بدلا من العقارات التي تؤخذ بشكل يومي.
ويؤكد الطبيبان على أهمية الوقاية كجزء مهم من العلاج ومن أهم النصائح: الاهتمام بالأكل الصحي والابتعاد عن الدهون المهدرجة مع الإكثار من الفواكه والخضراوات وممارسة الرياضة ومعالجة السمنة المفرطة وعدم الإكثار من السكريات والمشروبات الكحولية والإقلاع عن التدخين. وأخيرا ضرورة عمل فحص الكوليسترول في الدم بشكل دوري للمرضي المذكورين سابقا.