منذ مايقرب من ثلاث سنوات تعيش شعوب العالم في حالة صحية ونفسية لم يعتادوا عليها بسبب انتشار الفيروسات والأمراض الوبائية (كورونا ومتحورتها وجدرى القردة، وغير ذلك) لذلك توجه موقع "طبيبك الخاص" للعالم الدكتور يحيي الرخاوى الأديب والمفكر ورائد الطب النفسى في مصر والعالم ليحدثنا بتركيز شديد عن تأثير الجائحة وتفرعاتها على الحالة النفسية للبشر ودور القدوة في مجابهة تلك المحنة التي لاتزال مستمرة حتى الآن .
ثقافة مواجهة الجائحة واستمراريتها أثر على منحنى التفاؤل عند الشعوب؟ خاصاً والعالم المعاصر الآن يعيش حالة مضطربة بين الأمل والتفاؤل تارة وبين اليأس والإحباط تارة أخرى؟
- عالمية المحنة أثرت على نفسية معظم الناس فى العالم .. فكانت فرصة لإعادة النظر في قيمة الحياة للكثير الذين كتب لهم الشفاء بعد الإصابة أو لم يتعرضوا للإصابة أساساً ، وإحساس البعض بحتمية الموت نظرا لحالات الوفاة المحيطة ، وكذلك الثمن الباهظ للتقارب خوفا من العدوى والمرض، كما فرضت على الجميع نوعا من المساواة في الضرر والمنفعة .
الجميع تعرضوا لاختبار مواجهة حمل أمانة الحياة، فالمحنة لم تستثن أحدا سواء كان شخص فقير أو غنى، أو ذي سلطة، أو نفوذ.
هل هناك مسئولية على الحكومات والجهات المعنية المختلفة لعلاج هذه الآثار الناجمة من هذا الوضع الاستثنائى ؟
- لا أظن أن الحكومات والجهات المعنية قد قصَّرت فى واجبها بصفة عامة، سواء كان ذلك على مستوى محاولة الترشيد والوقاية أو المبادرة برصد الحالات، أم الإسراع بالعلاج وتهيئة الضرورات اللازمة بأكبر قدر مستطاع.
على أن المحنة قد تجاوزت دور الحكومات وعمت كل إنسان ، حتى أننى أشعر الآن أن كل الناس مسئولة عن كل الناس بلا استثناء، وهذا ليس مجرد رأى لى، بل لعلها إفاقة آن أوانها.
كيف توفر مصادر الأمل والاستقرار للأسرة والمجتمع خصوصا وان هذا الوضع غير الطبيعى لم تعيشه أجيالنا بهذا الشكل من قبل؟
- أظن أن ذلك يمكن أن يتم عن طريق النصائح الكلامية، وأعتقد أنها فرصة للجميع لإعادة النظر في معان جوهرية كدنا ننساها بسبب التنافس والاغتراب، أظن أن الجميع قد اضطروا للنظر في معنى الحياة، ومعنى الوقت (الزمن) ومعنى العلاقات الإنسانية، بل والأهم من كل هذا هو الأمل أن تكون هذه الفرصة للتصالح مع معان أكبر بعمقها الحقيقى، وأعنى علاقتنا بالله سبحانه وتعالى، وأملنا فيه وهو أمل لامحدود، خصوصا والمفروض اننا دوما نستعد للقائه عاجلا أم آجلا .