الجمعة 22 نوفمبر 2024

السمنة الزائدة وسوء التغذية وراء تأخر حدوث الحمل!

السمنة الزائدة وسوء التغذية وراء تأخر حدوث الحمل

9-8-2022 | 13:19

كتب: أحمد محمود
“لماذا يتأخر الحمل؟”. سؤال يقلق بال الزوج والزوجة، وباقي أفراد الأسرة على المتزوجين الجدد خصوصا إذا كانت العلاقة الحميمة طبيعية ومستمرة لمدة عام على الأقل دون انقطاع. ولأن التأويلات والتفسيرات بين أفراد الأسرة تسبب الكثير من المشاكل النفسية، فمن الضروري دائمًا أن نلجأ إلى أهل الطب والعلم الذين يعرفون وحدهم الأسباب الحقيقية وراء تأخر حدوث الحمل وأهم الأسباب وطرق العلاج، ويقدمون لنا النصائح الكاملة والإجابات الوافية عن كل سؤال يشغل البال.! أسباب تأخر الحمل الدكتور عبدالمجيد رمزي أستاذ أمراض النساء والتوليد، ورئيس ومؤسس مشارك فى وحدة الإخصاب المساعد والحقن المجهري بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة يرى بأن المقصود بتأخر الحمل هو عدم حدوث حمل، مع السعي له، مع استمرار الزواج لمدة ٦ أشهر متواصلة وانتظام العلاقة الزوجية مرتين أسبوعيا على الأقل. أما عن الأمراض التي تؤخر حدوث الحمل فيقول إنه يجب أن نبدأ بتحليل السائل المنوي للزوج لتشخيص ضعف وندرة الحيوانات المنوية، وعلاجها فى الحالات البسيطة يكون طبيا فى أغلب الحالات، أما فى الحالات الشديدة عادة ما نلجأ للحقن المجهري. أما عند المرأة هناك أسباب متعددة منها: ما هو فى الرحم أو قناتي فالوب والمبيضين أو اضطراب الهرمونات بالجسم أو التصاقات بالحوض، وأهم عرض هو مؤشر عدم انتظام الدورة مما يدل على ضعف التبويض وعدم انتظامه، وقد ينتج ذلك نتيجة عدة أسباب منها: السمنة الزائدة وما ينتج عنها من اضطراب الهرمونات، وتكيس المبيضين، وخصوصا فى الحالات المصاحبة لداء السكر وبالأخص فى حالة وجود تاريخ طبي للسكر فى العائلة. وأضاف الدكتور عبد المجيد رمزي بأن علاج مثل هذه الحالات يكون بفقد الوزن الزائد أولا ثم علاج طبي غير جراحي بالأقراص والحقن بالإضافة لتنشيط التبويض. وبالنسبة لأنسجة منطقة الحوض هناك أسباب تؤدي إلى التصاقات حول الأنابيب كالتهابات بكتيرية بتجويف الحوض أو البطانة المهاجرة وما يعرف بـ.endometriosis أو إذا تعرضت الزوجة إلى جراحات بالبطن والحوض وتشخيصها يكون بأشعة الصبغة على القنوات والحوض أو المنظار التشخيصي وعلاجها يكون بإزالة الالتصاقات جراحيا عن طريق المنظار الجراحي. وكذلك هناك أسباب داخل الرحم مثل: العيوب الخلقية بالرحم أو حاجز الرحم وأخرى كالتصاقات تجويف الرحم والأورام الليفية، وخصوصا إذا تواجدت داخل تجويف الرحم وعلاجها يكون فى أغلب الأحوال جراحيا عن طريق منظار الرحم الجراحي . أما عن وجود التهابات معينة تعاني منها المرأة تكون سببا فى تأخر حدوث الحمل أكد أن أكثر الالتهابات تكون مهبلية، وهذه لا تؤخر الحمل. ولكن هناك أنواعا أخرى من الالتهابات كما أسلفنا الالتهابات البكتيرية بتجويف الحوض وما يعرف ب Pelvic inflammatory diseaseوهذه تحتاج لعلاج بالمضادات الحيوية وفى الحالات الشديدة يكون العلاج جراحيا لإزالة آثار تلك الالتهابات. تعديل نظام الغذاء وأضاف الدكتور عبدالمجيد رمزي أستاذ أمراض النساء والتوليد بأن العادات الخاطئة فى الطعام قد تؤدي إلى السمنة المفرطة، وفى بعض الحالات تؤدي إلى اضطراب الهرمونات وتكيس المبيضين وبالتالي تأخر الحمل، كما أن الإفراط فى السكريات عموما والمشروبات الغازية الغنية بالسكريات مضر للجسم بصفة عامة، سواء للرجال أو السيدات. وتؤدي للسمنة المفرطة فتكون سببا فى اضطراب الهرمونات وبالتالي تأخر الحمل، كذلك الضعف العام وسوء التغذية يؤديان إلى الأنيميا وهي من أسباب تأخر الحمل والإجهاض المتكرر والولادة المبكرة. ويرى أن تأخر سن الزواج من أسباب تأخر الحمل عموما، لأن خصوبة المرأة تقل تدريجيا مع السن ،خصوصا بعد 35 عاما. حيث يضعف التبويض وبالتالي تقل نسبة الخصوبة. وبعد سن 40 تكون فرص حدوث الحمل صعبة موضحا أن لدينا وسائل تخصصية لدراسة مخزون البويضات القابلة للإخصاب عن طريق الموجات فوق الصوتية وتحليل الدم فى أية سن حتى تطمئن الزوجة على فرصتها فى الحمل سواء التلقائي أو عن طريق الحقن المجهري. حالات صعبة وأشار الدكتور عبدالمجيد رمزي إلى أن الأطباء يواجهون بعض الحالات التي يصعب فيها حدوث علاقة زوجية ولها أسبابها عند الزوجة أو الزوج. والصعوبة هنا تكون ناتجة عن فشل العلاقة تماما بسبب الألم الشديد الذي تشعر به الزوجة وقت الايلاج وبالتالي تدفع الزوج بعيدا عنها. وهذا الألم سببه أن الزوجة تعاني من التشنج المهبلي مما يصعب معه حدوث العلاقة الزوجية الكاملة، وبالتالي لا يحدث الحمل، ويجب على الطبيب أن ينتبه لمثل هذه الحالات. ولدينا حديثا وسائل علاجيةمتخصصة لمثل هذه الحالات دون جراحة وتشمل علاج طبيعي وتأهيل نفسي للزوجة لتقبل العلاقة الزوجية، وحقن مادة باسطة لعضلات العجان لتسهيل العلاج. أما عند الرجل يكون السبب هو ضعف الانتصاب وهناك كذلك علاج لمثل هذه الحالات عن طريق الأقراص. الفحوص المطلوبة الدكتور عبدالمجيد رمزي ينصح بعمل فحوص طبية لعلاج تأخر حدوث الحمل، وذلك عن طريق عدة طرق منها الوسائل التشخيصية عموما والتي نلجأ إليها بتحليل السائل المنوي للزوج أولا، ثم فحص الزوجة بالعيادة وإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية المهبلية لفحص دقيق للرحم من حيث التكوين وفحص عضلة الرحم لتوضح وجود أورام ليفية من عدمه، وتجويف الرحم لفحص بطانة الرحم وسلامتها واستجابتها لهرمونات الخصوبة المفرزة من المبيض حسب أيام الدورة. وفحص المبيضين لوجود مخزون بويضات كاف لحدوث الحمل، وتطور تكوين البويضات شهريا واستبعاد وجود تكيس المبايض أو وجود أكياس على المبيض سواء مائية أو دموية مما يعيق الحمل. وأضاف أن هناك حالات تعاني من سن اليأس المبكر، وعادة فى مثل هذه الحالات تفاجئ السيدة بانقطاع الطمث فى سن الثلاثين عاما، وبالطبع تفقد القدرة على الحمل بالتبعية، وكثيرا من هذه الحالات تكون وراثية والحالات الأخرى تكون بسبب خلل مناعي فى الجسم، موضحا أن علاج هذه الحالات يكون مثلها مثل حالات انقطاع الطمث لبلوغ السيدة سن اليأس وهي عبارة عن هرمونات تعويضية. ومن الأسباب ذات العيوب الخلقية مثل: الرحم الطفيلي أو تولد الفتاة بدون رحم. أو بمبيض ضامر، وهذه الحالات تعاني من عدم حدوث الطمث عند سن البلوغ وبالتالي تنعدم فيها القدرة على الحمل. تأخر الحمل الدكتور عمرو عباسي استشاري أمراض النساء والتوليد يقول إن تأخر حدوث الحمل عند المرأة معناه عدم حدوث حمل للزوجة بعد سنة من الزواج بالنسبة للزوجين وبينهما علاقه زوجية طبيعية موضحا أن نسبة تأخر الحمل عند المرأة واحد من كل عشر زوجات. أما عن أسباب تأخر حدوث الحمل فيرى أنها تكون من الزوج أو الزوجة فيقول إنه عند الزوج تنتج بسبب وجود مشكلات فى عدد الحيوانات المنوية، وكذلك حركتها ونسبة التشوهات أو لزوجة فى السائل المنوي، أما بالنسبة لأسباب تتعلق بالزوجة منها ضعف فى الإباضة أو انسداد فى قناتي فالوب أو عندها مشكلات فى تجويف الرحم مثل: الأورام الليفية أو لحميات أو التصاقات فى بطانة الرحم، وهناك 10 % من الأسباب المتعلقة بالزوجة غير معلومة للأطباء. أما بالنسبة للأسباب التي تتعلق بالرجال فتوجد أمراض تسبب تأخر الحمل عند المرأة منها ثبوت وجود فيروسات مثل فيروس (المامص) ، وبعض المشكلات مثل: الدوالي على الخصية أو مشاكل وراثية عند الزوج ممكن تحدث تأثير على الحيوان المنوي وبالتالي تؤثر على حمل زوجته .. وبالنسبة للمرأة فإن أشهر الأمراض التي يمكن أن تسبب تأخر حدوث الحمل فتكون بسبب وجود مشاكل وراثية أو تكيس متلازمة المبايض أو السل أو مرض ال تي .بي ويسبب لها انسدادا فى قناتي فالوب أو أجرت جراحات قبل ذلك وتسببت فى التصاقات فى قناتي فالوب أو انسداد لها أو أجرت عمليات الكحت فى بطانة الرحم أدت إلى التصاقات فى بطانة الرحم.. الغذاء ونمط الحياة ويؤكد الدكتور عمرو عباسي أن من أسباب تأخر حدوث الحمل أيضا عدم المحافظة على وزن الجسم ما يؤدي إلى السمنة الناتجة على نمط الحياة ونظام الغذاء غير السليم لذلك يجب المحافظة على وزن الجسم ، فهناك ارتباط بين تأخر الإنجاب والوزن الزائد ، لأن السيدات اللاتي يعانين من الوزن الزائد يكون لديهم الهرمون الأنثوي عاليا لأن الدهون تنتج هرمونات تؤثر على بطانة الرحم وتؤثر على الإباضة وتحدث التهاب مزمن فى الجسم فيؤثر على قدرة المرأة على حدوث الحمل .. لذلك كل الآكلات السريعة والوجبات الغنية بالدهون المشبعة والسكريات الزائدة كلها تؤثر على الإباضة ، وبالتالي فإن السيدات اللائي يعانين من السمنة والوزن الزائد لو نقص وزنهن بنسبة 7% يؤدي هذا إلى تحسن الإباضة لديهم بشكل كبير جدا. الدكتور عمرو عباسي استشاري أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري بالمركز القومي للبحوث يرى أن الغذاء مهم جدا لتحسين فرص حدوث الحمل، مثل الغذاء الغني بالبروتينات والذي يحتوي على دهون صحية مثل زيت الزيتون والأفوكاتو والمكسرات والأكلات الغنية بأوميجا 3 مثل الأسماك وتناول الخضراوات مثل الجزر والبروكلي والسبانخ واختيار نوعية الأطعمة الغنية بفيتامين Cمثل البرتقال والفلفل الألوان، كل هذه الأطعمة تزيد من نسبة الخصوبة عند الرجال والسيدات معا.. النظافة الشخصية أما عن أهمية النظافة الشخصية ودورها فى عدم تأخر حدوث الحمل يؤكد الدكتور عمرو عباسي بأنها مهمة جدا للرجل والمرأة، فعند الرجل إذا لم تتوفر النظافة الشخصية الجيدة للجهاز التناسلي له ممكن أن يحدث التهاب مزمن فى البروستاتا وهذا يؤدي إلى وجود صديد فى السائل المنوي فيؤثر على جودته. وفى نفس الوقت عند السيدات لابد من المحافظة على النظافة الشخصية وخاصة نظافة منطقة المهبل حتى لا تتراكم أنواع معينة من البكتيريا تتسبب فى وجود حالات نادرة من الالتهابات فى منطقة المهبل ، وتساعد فى حدوث هذه الالتهابات فى حالات قليلة، تصل إلى قناتي فالوب وتسبب التهابات بها مما تؤدي إلى انسداد بهذه القنوات علي المدى الطويل، لذلك فإن النظافة الشخصية مهمة جدا ومطلوبة عند السيدات والرجال على حد سواء. الفحوصات ضرورية أما عن الإجراءات المطلوبة من فحوص طبية وغيرها عند تأخر حدوث الحمل فيرى الدكتور عمرو عباسي بأنه لابد من عمل فحوص معينة لمعرفة الأسباب منها إجراء تحليل السائل المنوي للزوج لمعرفة العدد والحركة ونسبة التشوهات فى الحيوانات المنوية. - أما بالنسبة للزوجة نقوم بعمل تحاليل هرمونات لمعرفة هل يوجد خلل هرموني يؤثر عليها. - عمل أشعة بالصبغة للتأكد من عدم انسداد فى قناتي فالوب. - أما إذا أجرينا كل التحاليل والفحوص المطلوبة وثبت عدم وجود أي من الأسباب السابقة لتأخر الحمل نلجأ إلى وسائل الإخصاب المساعد. الحمل بالإخصاب المساعد وعن كيفية حدوث الإخصاب المساعد والشروط المطلوبة لحدوثه وأنواعه وأوقات اللجوء إليه.. أوضح الدكتور عمرو عباسي بأن الإخصاب المساعد هو التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري. موضحا أن التلقيح الصناعي هو تقنية أسهل وأرخص، ولكن نسبة الحمل فيه أقل، وهو عبارة عن أخذ السائل المنوي ووضعه فى قسطرة معينة ويتم حقنه فى الزوجة فى وقت الإباضة لها بعد أخذها بعض المنشطات .وهذه الطريقة نسبة الحمل فيها بين (10-15%).. ونلجأ لهذه الطريقة فى بعض الحالات التي توجد لديها مشاكل بسيطة فى السائل المنوي للزوج . أما الوسيلة الأكثر تطورا فهي الحقن المجهري وهي إحدى طرق الإخصاب المساعد الذي يتم فيه تنشيط البويضة عن طريق حقن تنشيطية لتحفيز أكبر عدد من البويضات حوالي من (1-15)بويضة. وبعد ذلك يتم اللجوء إلى مركز الحقن المجهري ، حيث تخضع السيدة لجرعة بنج كلي ونقوم بإدخال سونار مهبلي مثبت عليه إبرة رفيعة جدا حيث نقوم بسحب بويضات هذه السيدة ونقوم بتلقيحها بالسائل المنوي للزوج ليتم تلقيح البويضات، وتوضع هذه البويضات الملقحة فى حضانة تحت ظروف معينة تساعد الأجنة على الانقسام الجيد ، وبعد ذلك من (3-5) أيام نقوم بنقل الأجنة إلى بطانة الرحم فى السيدة، ونسب الحمل بهذه الطريقة تتفاوت على حسب سن المرأة وحالة السائل المنوي، وكذلك على حسب ظروف أخرى، ونسبة الحمل هنا تتراوح بين ( 30-50%).