الجمعة 22 نوفمبر 2024

الدكتورة هالة نجيب حسني: أتمنى تطعيم إجبارى لسرطان عنق الرحم

الدكتورة هالة نجيب حسني: أتمنى تطعيم إجبارى لسرطان عنق الرحم

16-8-2022 | 20:08

حوار: نهى عاطف
لا غنى عن صحة المرأة من أجل مجتمع متطور ومتوازن، فالمرأة نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله لأنها هي من تربى النصف الآخر وتخرج الأجيال على أساس القيم والمبادئ والمثل، لذا لا بد أن تكون جاهزة لهذه المهمة بصحة جيدة كي تواصل تقديم العطاء الأسرى والمجتمعي. والصحة تعني استكمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية لذا يجب الاهتمام بجميع مراحل المرأة العمرية لأن كل مرحلة لها متطلباتها واحتياجاتها، فى هذا الحوار مع الدكتورة هالة نجيب حسني أستاذ الباثولوجي وتحاليل الأنسجة والأورام بطب قصر العيني، ورئيس قسم الباثولوجي بكلية طب القوات المسلحة، نتطرق إلى أبرز ما يهدد صحة المرأة من أمراض وأورام، ونقدم نصائح للوقاية، ونشرح طرق العلاج. فى البداية تقول الدكتورة هالة حسني إن المرأة حتىّ فى سن العطاء “القدرة على الإنجاب” وما بين أول دورة شهرية تأتى لها فى سن المراهقة وآخر دورة شهرية “انقطاع الطمث” تعاني من العديد من المشاكل سواء فى البيت أو العمل التي تؤثر على صحتها النفسية والبدنية ما يعرضها لاحقا للأمراض وربما مشاكل السرطانات. وتوضح أن الدولة بدأت تقوم بجهد كبير فى هذا الإطار من خلال العديد من المبادرات التى تعنى بصحة المرأة. وتكشف د. هالة أنه فى الماضي كانت نسب الإصابة بسرطان الثدي تبدأ بعد عمر الــ 45 عاما ولكن فى الآونة الأخيرة بدأ السرطان يظهر فى مرحلة العشرينات فهو الآن يصيب السيدة فى أي عمر ، ولكنه مرتبط إلى حد ما بالهرمونات والجانب الوراثي فلا يوجد سبب محدد للإصابة بالسرطانات، ولكن هناك عوامل خطر من الممكن أن تساعد على حدوث السرطان، أولها: العامل الوراثي والجيني “التاريخ المرضى فى العائلة” وهذا يظهر ويلاحظ فى الفتيات الصغيرة فلذلك نحن عندما نقوم بعمل برنامج متقدم من الأشعة للكشف المبكر عن سرطان الثدي يطبق على السيدات ما بين 40 و45 عاما إلا إذا كان هناك تاريخ عائلي ومرضى للأم أو الجدة أو العمة أو الخالة أو الأخت، ففي هذه الحالة يجب أن يتم الكشف المبكر بالماموجرام فى سن مبكرة أو من سن 25 عاما . وتقل نسبة الإصابة بالسرطانات لدى المرأة مع كثرة مرات الإنجاب فالمتزوجة تقل نسبة احتمالية إصابتها بسرطان الثدي عن غير المتزوجة ، والتي أنجبت مرة واحدة نسبة إصابتها أكثر من التي أنجبت أكثر من مرة، فهي أيضا مرتبطة بالرضاعة الطبيعية لأن الرضاعة تحمى الثدي من حدوث السرطان . وتتمنى الدكتورة هالة نجيب حسني الإهتمام بشكل أكبر بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم موضحة أن نسب الإصابة بسرطان عنق الرحم منذ 15 عاما كانت قليلة لأن هذا السرطان إلى حد ما كان مرتبطا بالعلاقات الجنسية غير المشروعة ولكن الآن أصبح هذا السرطان منتشرا، وحوالى 79% من أسباب الإصابة سببها فيروس “الفيروس الحليمى” وهذا الفيروس يظهر عندما يكون الزوج صاحب تاريخ سابق فى علاقات جنسية غير مشروعة مع سيدات مصابات بالفيروس قبل الزواج ، لذا فبعد الزواج يقوم بنقله إلى زوجته، كما يظهر هذا السرطان مع تعدد الزيجات وزيادة نسبة الطلاق والزواج أو زواج السيدة أكثر من مرة وزواج الرجل بأكثر من سيدة، لذا يجب أن يكون هناك وعى وتوعية من وسائل الأعلام حول هذا النوع من السرطانات داعية مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتبني هذه التوعية. وتوضح أنه فى نطاق التوعية بسرطان الثدي كان يتم الأمر عن طريق الفحص الذاتي كل شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية لكى تستطيع المرأة أن تكتشف المرض فى مراحله المبكرة فإذا لاحظت وجود ورم أو ما شابه تحت الإبط تتوجه فورا على المراكز المتخصصة لعمل الأشعة والفحوص اللازمة، ففي المرحلة الأولى بعد اكتشاف السرطان تكون نسبة الشفاء 92% أما فى المرحلة الرابعة فتكون نسبة الشفاء 20% فقط، لذا يجب أن تقوم السيدة كل شهر بعمل الفحص الذاتي وكل سنة يجب عليها أن تقوم بعمل الماموجرام و إذا كان لديها عامل وراثي تقوم بعمل الفحص مبكرا. وفيما يخص سرطان عنق الرحم تنوه الدكتورة هالة حسني إلى أن المرحلة الأولى من التوعية يجب أن تتضمن الإشارة إلى أن هذا السرطان فى مصر ليس له علاقة بالعلاقات الجنسية غير المشروعة كما هو الحال فى الغرب، فمجتمعاتنا الشرقية محافظة ومنضبطة على المستوى الاجتماعي، لكن نوضح أن هذا السرطان قد يكون بسبب ارتفاع نسبة الطلاق لذا يجب أن تقوم المرأة بعمل مسحة كل عامين أو ثلاثة أعوام عقب زواجها. وتكشف أن هناك تطعيما خاصا بالوقاية من سرطان عنق الرحم وهو منتشر الآن فى أوروبا ويوجد فى مصر، وتتمنى بأن يكون هذا التطعيم إجباريا وأن يكون سعره معقولا لأن سعره الحالي مرتفع داعية لأن يكون متوفرا لمن هم فى سن 14 إلى 16 عاما وبعد ذلك نُعطي جرعة منشطة بعد الزواج . وحول مجموعات “الفضفضة” عقب الإصابة بالسرطان، تقول إن “السيدة فى العموم مشاعرها مختلفة عن مشاعر الرجل فهي حساسة وتتأثر بأي شيء فعندما تصاب بسرطان الثدي أو غيره تقلق جدا وتخاف على حياتها وحياة أبنائها من بعدها. ويزداد القلق عندما نضطر إلى إزالة الثدي فهذا يؤدي إلى مشاكل نفسية للسيدة لدرجة أن جراحي التجميل تبنوا إعادة ترميم الثدي مرة أخرى للتخفيف من مشاعر المصابة بالسرطان ، فهذا التجميل يحسن من صحة المرأة النفسية”. وفيما يخص العلاج التلطيفي، توضح د. هالة نجيب حسني أنه حال وصول السرطان إلى المرحلة الرابعة نلجأ كأطباء إلى العلاج التلطيفي، موضحة أنه فى جميع مراحل السرطان تعاني المرأة نفسيا بدءًا من فكرة تخلى الزوج عن زوجته فى بعض الأحيان، بالإضافة إلى وقوع شعرها ورموشها وحواجبها بعد جلسات الإشعاع الكيميائي ، موضحة أن الكثير من الرجال يكونون عونا لزوجاتهم وهذا هو المطلوب لزيادة نسبة الشفاء. فالعلاج النفسي جزء مهم جدا من العلاج الدوائي لمريضة السرطان وله تأثير كبير جدا فى التحسن ، فالجانب النفسي يشمل الأسرة والعائلة والمحيطين بها بالإضافة إلى جلسات الفضفضة الموجودة داخل المراكز التي يتوافر بها أطباء نفسيون، لأن ذلك مهم فى حالتها كي لا تصاب بالاكتئاب والحزن والتوتر وجميعهم يؤدي إلى تقليل المناعة الخاصة بالجسم. د. هالة حسني تكشف أن نسبة الإصابة فى سرطان الثدي فى السيدات أكثر من الرجال حيث إنه من بين كل 1000 سيدة يصاب رجل واحد ، وهناك عوامل مشتركة بين السيدات والرجال تؤدى إلى حدوث السرطان مثل: التدخين أو التلوث البيئي أو التوتر أو التعرض لفيروس معين مثل “سرطان عنق الرحم” أو “فيروس الكبدي الوبائي” بالنسبة لسرطان الكبد كما أن الذين يعملون فى المصانع الخاصة بالكيماويات والبناء فهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة . ومن عوامل الخطر بالنسبة لسرطان الثدي هو زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة المنتظمة يوميا، فممارسة الرياضة المستمرة تعمل على تقليل نسبة الدهون وإذابتها وزيادة المناعة وتقليل التوتر وتحسين المناعة مؤكدة أن الطعام غير المغسول جيدا خصوصا المرشوش بمبيدات وكذلك الأطعمة السريعة وخاصة المقليات جميعها عوامل تساعد على زيادة نسبة الإصابة بالسرطان . وتنوه د. هالة إلى أن التغذية المثالية تقى من جميع الأمراض حيث يجب أن يحتوي الطعام على مدار اليوم على المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم بصورة متوازنة ومعتدلة ومتنوعة من نشويات وبروتينات ودهون صحية وماء وأملاح وفيتامينات ، بالإضافة إلى طبق السلاطة متعدد الألوان فإذا انتظم الفرد على هذا الغذاء فى ظل المحافظة على الوزن المثالي والطول وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين وشرب الماء بصورة معينة تصل إلى 6 لترات فى الصيف و 4 لترات فى الشتاء يكون بصحة جيدة مع النوم الكافى والأكل على فترات أو ثلاث وجبات رئيسية بالإضافة إلى وجبتين بينهما وجبة بسيطة مع الحفاظ على أن يكون العشاء خفيفا وألا يكون بعد الساعة الثامنة ليلا . وتركز د. هالة على أن مرضى الأمراض المزمنة مثل: الضغط والسكر والقلب والكلى والكبد لديهم مناعة ضعيفة وهم أكثر عرضة للإصابة بالأورام السرطانية عن الأشخاص الأصحاء .