لا تُعد عملية حقن البوتوكس واحدة من أشهر العمليات التجميلية فقط، بل تُستخدم كذلك فى بعض الإجراءات العلاجية، كما تترتب عليها مجموعة من المخاطر التى سنتعرف عليها من خلال هذا المقال فالبوتوكس أو ما يُعرف علميًا بالسم الوَشِيقِى "Botulinum toxin"مادة سُمية تُستخلَص من البكتيريا المِطَـثِّـيَّـة الوَشِيقِيّة "Clostridium botulinum" وتعمل هذه المادة على حجب الناقل العصبى "أسيتايل كولين" - وهي مادة كيميائية تنتجها الأعصاب - عن قبض العضلات، فتُرخَى العضلات مؤقتًا، وتنبسط التجاعيد نتيجة انبساط العضلات.

ولهذه المادة مخاطر كثيرة وإن كان هناك بعض الدواعى لاستخدام البوتوكس وهى دواعى علاجية كثيرة يمكن معها استخدام السم الوشيقى فى نطاق الرأس والرقبة؛ منها: فرط اللعاب، الصداع النصفى، تضخم العضلة الماضغة، التشنجات العضلية فى جزء من الوجه، كما يُستخدم فى علاج تجاعيد الوجه، وعلى الرغم من القبول الواسع والاطمئنان لسلامة استخدام السم الوشيقي، إلا أن المخاطر والأعراض الجانبية لا زالت تَحُفه من جهات عديدة نستعرض منها مايلى: أولا يُمنع مُطلقًا استخدام البوتوكس "السم الوشيقى" إذا وُجدت سوابق لحساسية تجاه مكوناته، كذلك يُمنع حقنه فى حالات العدوى الجلدية، وبعض الأمراض الجلدية مثل: الصدفية والإكزيمة، وهناك بعض الموانع نسبية لاستخدامه منها: حالات الإرضاع والحمل وتعاطى موانع الحمل، إلا إذا دعت الضرورة إلى استخدامه، وتشير بعض الأبحاث إلى  أن البوتوكس "السم الوشيقى" لا يَعبر المشيمة ولا يتجاوز المستويات النظامية لها إذا تم حقنه بكميات صغيرة جدا، ومن ضمن المخاطر أيضا أن حقن السم الوشيقى فى المرضى المصابين باعتلالات عصبية أو عضلية (مثل: الوهن العضلى الوبيل (myasthenia gravis) يؤدى إلى إضعاف كبير جدا للعضلات، أما بالنسبة لتأثير استخدامه مع الأدوية فإن المضادات الحيوية التى تعمل على حجب القنطرة العصبية – العضلية قد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة مع السم الوشيقي، وتُعتبر مثبطات "الأسيتيل كولينستريز" – الموصوفة لمرضى الوهن العضلى "الوبيل" – من مناهِضات السم الوشيقي، وبالتالى تعمل على إضعاف تأثيره، أما "الأمينوكويلون" أو مضادات المالاريا، فإن لها تأثيرا سلبيا على الناقل العصبى "أسيتايل كولين"، وبالتالى فهى توهن الاستثارة العصبية، مما يجعلها – فى النهاية – تُعضّد تأثير السم الوشيقى وتزيده.

الأعراض الجانبية لحقن البوتوكس :

قد تحدث ندبة جُدَرَاوِية keloid scar فى موضع الحقن، كذلك ممكن أن يحدث تدلّى للجفون (إذا كان الحقن قريبا من حاجب العين، فقد ينتشر السم إلى العضلات الرافعة للجفون العلوية للعين، مُتسببًا فى إضعافها، وأيضا الإصابة بعُسر فى البلع (إذا حُقنت غدة لعابية كُبرى، أو حُقنت العضلة القَـتَـرَائِـيّـة "sternocleidomastoid"، وانتشر السم إلى العضلات المحيطة، فإنه يؤدى إلى حدوث عسر فى البلع، وفي بعض الحالات يحدث إرباك تنفسى (نتيجة لحقن كلتا الغدتين التحت فكية، فيَفرُط إفرازهما اللعاب المحتوى على السم، وينتشر السم المنبعث من محفظة الغدة إلى العضلات المحيطة المسئولة عن التنفس، كذلك أيضا يحدث وهَن فى الوجه (نتيجة انتشار السم إلى فروع العصب الوجهى إذا ما حُقن فى العضلة الماضغة،  الشعور بألم فى موضع الحقن، أو تورّم، وتحدث كدما، والشعور بصداع مزمن، ويمكن أيضا أن يتم إحباط العملية التجميلية بالكامل.

أخيرا هناك من يرى أن الغالبية العظمى من حقنات البوتوكس "السم الوشيقى" فى هذا النطاق (نطاق الرأس والرقبة) آمنة، ولكن لا يُستغنى أبدا عن التقييم الشامل لحالة المريض عبر استقصاء تاريخه الطبى، ويجب أن تُشرح له المخاطر بوضوح وتُدوّن فى السجلات الطبية.