التدخين انتحار بطيء.. هو كذلك بالفعل وأكثر، إنه واحد من أكثر الظواهر السلبية المنتشرة فى مجتمعنا وبخاصة فى سهرات الصيف، فالبعض يدخن السجائر والبعض الآخر يدخن الشيشة التي تنتشر كالنار فى الهشيم.

الدكتور فخر الدين سالم استشاري الأمراض الصدرية يقول إن التدخين لم يكن معروفا فى العالم القديم، حيث كان السكان الأصليين للأمريكتين هم أول من اخترعوه، ثم انتقلت العادة السيئة إلى أوروبا ومنها إلى باقي القارات، وكانت فى البداية عبارة عن حرق لأوراق التبغ ثم يقوم المدخن بسحب الدخان الناتج من عملية الاحتراق إلى رئتيه، ثم تطورت إلى وضع التبغ فى أنبوبة أثناء حرقه، ثم تطورت حتى وصلت للشكل الحالى..

ويعدد استشاري الأمراض النفسية مخاطر التدخين خصوصا تدخين الشيشة، فيقول: لدينا الآن تبغ يحرق مع الفحم المشتعل ويمر الناتج بماء ويستنشق المدخن هذا المخلوط إلى رئتيه على أنغام هذه - القرقرة – التي يعتبرها البعض جزءا من الحالة المزاجية المصاحبة للــ ( تشييش) كما يسمونه موضحا أن النيكوتين مادة مسببة للإدمان عند بعض مستخدميها– تماما كالكوكايين والهيروين– وفى كل الحالات يحدث الإدمان عند توافر العناصر النفسية والجينية الأخرى لدى المدخن، ولقد شاهدت بنفسي من يدخنون الشيشة بعد خروجهم من غرفة الرعاية المركزة مباشرة بسبب الإدمان.

ويؤكد أن نواتج احتراق الفحم هي خليط من الغازات المسرطنة مع مادة القطران، وإذا علمنا أن أخشاب الأشجار التي تستخدم فى صناعة الفحم قد تحتوى على ما يعرف بالعناصر الثقيلة إذا كان قد تم ريها بمياه الصرف أثناء نموها مما يمثل خطرا أكبر على أنسجة الرئتين، مضيفا أن مياه الشيشة  بعد مرور ثاني أكسيد الكربون فى الماء تُنتج حمض الكاربونيك، وعندما يقوم المدخن بسحب بخار ورذاذ هذا الحمض إلى رئتيه تقوم المادة الحمضية بإتلاف أنسجة الرئتين وقد تتسبب فى تليف الرئة.

ويدعو فخر الدين سالم إلى المزيد من الأبحاث الطبية على مدخني الشيشة، بل وعلى رئتي المدخنين بعد الوفاة إذا استدعى الأمر لإثبات الضرر البالغ الذى تسببه هذه العادة السيئة، علاوة على إجراء حملات توعية بين الشباب فى كافة وسائل الأعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للتعريف بالأضرار التي تثبت بعد إجراء هذه الأبحاث، وفرض ضرائب باهظة على أماكن تصنيع وتقديم هذه الأداة وتحويل عائد هذه الضرائب إلى مستشفيات الصدر.