كلنا سمع عن دوالي الساقين ودوالي الخصيتين لكن لم يتردد علي مسامع الكثيرين منّا مصطلح "دوالي الرحم" أو"احتقان الحوض" أو" تضخم الشريان الرحمي"، فالدوالي عامة هي توسع واحتقان في الأوعية الدموية مما يتسبب في فشل الأوردة في أداء وظيفتها في إرجاع الدم للقلب فيتجمع الدم في الأوردة ويسبب دوالي الرحم.
والشريان الرحمي هو عبارة عن وعاء دموي يوجد في منتصف الرحم وله تفرعات على الجانبين ليغذي الرحم والمبيضين،وانتفاخ هذا الشريان وتفرعاته هو التعبير والمصطلح العلمي الشائع والمعروف بدوالي الرحم.
فما هي دوالي الرحم.. وماأسبابها وعلاجها.. وطرق الوقاية من الإصابة بها؟.
تعريف دوالي الرحم وأسبابها:
تقول الدكتورة دعاء الديب استشاري أمراض النساء والتوليد وعضو الزمالة المصرية لأمراض النساء والصحة الإنجابية: إن الدوالي هى انتفاخ بالأوعية الدموية للجسم عموما،ودوالي الرحم بشكل خاص هى انتفاخ واتساع بالأوعية الدموية المغذية للرحم.
وترجع الإصابة بدوالي الرحم إلي عدة أسباب وهي:
- تحدث للنساء بعد الحمل والولادة نتيجة لزيادة حجم الجنين،كما أن الحمل يسبب تغيرات بالحوض وبالتالي بالأوعية الدموية به مما يؤدي إلي اتساعها.
- زيادة نسبة هرمون الإستروجين أثناء الحمل والذي بدوره يسبب ضعفاً بالأوعية الدموية بالحوض مما يؤدي لحدوث دوالي الرحم.
- زيادة الوزن أيضا من العوامل التي تسبب دوالي الحوض.
- وجود خلفية وراثية ملحوظة في كثير من النساء اللاتي تعانين من الدوالي.
- وأيضا هناك عوامل تتسبب في زيادة دوالي الرحم مثل الوقوف لفترات طويلة،واستخدام الأدوية التي تحتوى علي هرمون الإستروجين لفترات طويلة.
- واستخدام موانع الحمل غير الهرمونية مثل استخدام اللولب النحاسي ليس له أي علاقة بحدوث دوالي الرحم،ولكن نلاحظ أن استخدام اللولب في حالات دوالي الرحم من المحتمل أن يسبب بعض الآثار الجانبية مثل النزيف لوجود احتقان بالحوض في النساء اللاتي يعانين من دوالي الرحم.
* الأعراض:
- وتضيف: تظهر أعراض دوالي الرحم في صورة ألم في منطقة الحوض خاصة بعد الوقوف لفترة، آلام شديدة أثناء فترة الطمث وبعدها،نزيف أثناء الدورة الشهرية،زيادة إفرازات الرحم بسبب احتقان الحوض،تورم في منطقة المهبل والفرج، آلام بالظهر وزيادة التبول، ودوالي الرحم لا تصيب فئة عمرية معينة، ولكنها مرتبطة بصفة أساسية بكثرة الحمل والولادة.
وأحيانا قد يكون من الصعب على الطبيب التوجه مباشرة لفحص احتمال الإصابة بدوالي الرحم أواحتقان الحوض،حيث إن الأعراض تبدو شبيهة جدا للعديد من الأمراض التي تصيب الرحم مثل متلازمة ماقبل الدورة الشهرية، مرض احتقان الحوض وبطانة الرحم المهاجرة.
*العلاج وطرق الوقاية:
- وتشير إلي أنه لا يوجد علاج دقيق معروف لدوالي الرحم،والعلاج يقتصرعلى المسكنات لتخفيف آلام الحوض، ومضادات الالتهابات،وأحيانا عمليات مثل حقن الوريد الرحمي بالمواد تقلل من انتفاخه.
والنسبة لطرق الوقاية فتكون كالآتي:
- الحد من الإنجاب، ويكفي طفلان ليس أكثر للحفاظ على صحة الأم بصفة عامة والرحم بصفة خاصة.
- التقليل من استخدام الأدوية الهرمونية التي تحتوي على نسب عالية من الإستروجين،والمتابعة الجيدة طوال فترة استخدامها، وتعتبر أقراص منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين من الفئة الثانية الأقل خطرا مع الدوالي على حسب ما أصدرته منظمة الصحة العالمية.
- عدم الوقوف لفترات طويلة.
أما بالنسبة للحفاظ علي صحة الرحم فهناك بعض الإجراءات اللازمة والتي يجب اتباعها مثل:
- استخدام الواقي الذكري لمنع انتقال الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- الابتعاد عن التدخين.
- تنظيم الأسرة والحد من كثرة الإنجاب.
- تناول الأغذية التي تفيد الرحم مثل الأغذية الغنية بحمض الفوليك مثل البروكلي، والأغذية التي تحتوي على بيتا كاروتين مثل الجزر، والأغذية الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال وغيرها.
- ممارسة الرياضة.
- إجراء مسحة عنق الرحم والتي من المفضل أن تتم في السيدات فوق ٢٨ سنة،والتي من خلالها نستطيع التعرف على أمراض عنق الرحم والكشف المبكر عن سرطانات عنق الرحم وغيرها.
-ويقول دكتور أشرف يوسف حجازي إستشاري النساء والتوليد أن دوالي الرحم عبارة عن تمدد في الأوردة الموجودة داخل الرحم،تحدث بسبب الحمل،وجود تاريخ عائلي وليس وراثياً،وغالبا تكون دوالي ساقين وتمتد للرحم،وأعراضها تكون عبارة عن ألم وثقل في المنطقة السفلية من البطن وألم في الظهر، وخصوصا عند الوقوف أو الجلوس أو المشي لفترات طويلة.
تصيب دوالي الرحم السيدات من عمر الثلاثين إلي الأربعين أي في الفترة التي يحدث فيها الحمل،وهناك سيدات أكثر تعرضاً للإصابة بدوالي الرحم وهن السيدات اللاتي تعانين من السمنة المفرطة،أو اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بها وأيضا اللاتي يحملن كثيرا.
ومن مضاعفات دوالي الرحم نزول الدورة الشهرية بغزارة،حدوث نزيف أثناء الولادة سواء ولادة قيصرية أوطبيعية،وأيضا الإصابة بالجلطات.
- والعلاج يكون عن طريق تجنب المسببات، بحيث تكون هناك فترة مابين الحمل والآخر ويفضل أن تكون سنتين علي الأقل،عدم الإفراط في تناول الأطعمة التي تسبب زيادة الوزن لتجنب الإصابة بالسمنة،تجنب الإصابة بمرض السكر الذي يؤثر علي الأوعية الدموية بصورة كبيرة،عدم حمل أشياء ثقيلة لعدم الضغط علي الجزء السفلي من البطن.
وهناك بعض الآراء في أن استخدام أقراص منع الحمل لفترة طويلة بدون انقطاع تمنع نزول الدورة الشهرية فيحدث ضمور للدوالي، ولكن هذا قد يفشل أو ينجح،ولكن العلاج الناجح هو إدخال أنبوب من الشريان الفخذي حتي يصل للدوالي الرحمية ويتم وضع دعمات مثل دعمات القلب وتحقن بمادة تقوم بتجفيف الجدار، ولكن هذه التقنية ليست موجودة في مصر.