بالرغم من أن الحمل والولادة تجربة مبهجة بكل تفاصيلها وفيها تتحمل المرأة وتعاني من تغييرات هرمونية وجسدية ونفسية أثناء الحمل، حيث صرح الدكتور عمرو حسن أستاذ النساء والتوليد بأن المرأة الحامل بطبيعتها تمتلك قدرة ربانية علي هذه التغييرات من أجل ولادة طفلها، ورغم هذا نجد أن ما يحدث بعد الولادة من تغير مزاجي حاد لبعض النساء قد يصل للإكتئاب مما يسبب الضرر للأم نفسها أو للطفل المولود. وهناك عدة إشارات تظهر بعد الولادة بأيام قليلة حيث تبدأ المرأة بالشعور بالتوتر والقلق وعدم القدرة علي النوم وفقدان الشهية وتأنيب الضمير خوفاً من تقصيرها في إرضاع طفلها بشكل جيد وأيضاً بسبب كثرة بكاء الطفل في الأيام والأسابيع الأولي مما تزيد من هذا التوتر، وقد نجد تردي الحالة المزاجية وتقلبها بين الشعور بالخمول والعصبية الشديدة أو اللامبالاة بالطفل واحتياجاته. وبالرغم من أن هذه الأعراض تختلف من سيدة لأخري ومعظمها حالات تزول بعد عدة أسابيع، إلا أن هناك حالات قد يصل الإكتئاب فيها لمراحل متقدمة، حيث قد تقوم الأم بإيذاء نفسها وطفلها خاصة لو كانت قد تعرضت للإكتئاب من قبل فقد يتواصل معها لما بعد الولادة. وإذا كان هناك تاريخ عائلي مع الاكتئاب أو تعرضت أثناء الولادة لحدث سييء مثل ولادة طفل لديه تشوه أو مشكلة صحية تحتاج تدخلاً جراحياً، فهذه من عوامل زيادة أعراض الوحدة والإكتئاب نتيجة الشعور الدائم بالقلق والخوف من المستقبل، لذلك نرجو من الزوج تقديم العون والدعم الدائم لها بمحاولة تحقيق رغباتها وأن يشعرها بوجوده بجانبها واهتمامه بطفلهما الجديد.