لماذا هناك تخوف دائماً من الشتاء؟ ربما لأن الشتاء يقترن عند غالبية الناس بالأمراض التى تتنوع مابين نزلات البرد والأنفلونزا والتهابات الحلق واللوزتين والجيوب الأنفية، وأزمات الربوالشعبى فى عز الليالى الباردة، بل الأزمات القلبية أيضاً. كما أن أمراض الجهاز التنفسي هى السبب الأكثر شيوعاً لوفيات الأطفال فى العالم الثالث، فالتهابات الجهاز التنفسى مسئولة عن ثلث وفيات الأطفال فى العالم الثالث سنوياً، والسبب الأكثر شيوعاً لأمراض الأطفال فى الدول المتقدمة، وهل هناك علاقة بين أمراض القلب والشتاء ؟ لا شك أن الأزمات القلبية هى الأكثر شيوعًا فى فصل الشتاء، قد يكون السبب فى ذلك أن الطقس البارد يزيد ضغط الدم، ويزيد من الضغط على القلب، كما يجب أن يعمل قلبك بجهد أكبر للحفاظ على حرارة الجسم عندما يكون الجوباردًا. ومع انخفاض درجات الحرارة، تتقلص الأوعية الدموية، ويزداد تدفق الدم لمساعدتك على البقاء دافئًا. هذا هوالسبب فى أن ضغط الدم يكون غالبًا أعلى فى المواسم الباردة. ولكن هل هناك علاقة بين الأنفلونزا والقلب والدورة الدموية؟ هنا نشير إلى أن فرصة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية تزداد فى أشهر الشتاء، ويمكن أن تكون الأنفلونزا أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب. كما أن الأنفلونزا تضر مرضى القلب والدورة الدموية، وعليهم معرفة طرق الوقاية ومزايا غسل الأيدى وتطعيم الفئات التالية سنويا ضد الأنفلونزا، مرضى القلب، مرضى ارتفاع ضغط الدم، مرضى اضطرابات صمام القلب، مرضى عدم انتظام ضربات القلب بما فى ذلك الرجفان الأذيني، مرضى عيوب القلب الخلقية. نزلات البرد نزلات البرد زائر ثقيل، يحط رحاله على البشر، وهى أكثر الأمراض شيوعاً، وتصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى بفيروس من فيروسات البرد التى يصل تعدادها إلى حوالى المائتين، ربما تحدث العدوى بنزلات البرد بدون أعراض فى حوالى 20% من الحالات، وهؤلاء ينقلون العدوى للآخرين بسهولة، حيث يستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالى 24-48 ساعة، وتستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث أوالرابع بعد ظهور الأعراض. أما معدلات نزلات البرد فهى تكون أعلى فى الأطفال، وربما تتكرر لديهم عدة مرات خاصة أطفال مدارس رياض الأطفال ومراكز الرعاية النهارية لأطفال الأمهات العاملات، وتعد النساء أكثر تأثرا بالبرد من الذكور، وتزداد التهابات الأنف والحلق أيضا فى أمهات الأطفال لبقائهن فترات أطول مع الأطفال، كما أن نزلات البرد ليس لها تطعيم، وتتواجد طوال العام، ولكنها تزداد فى فصل الخريف وفصل الشتاء وحتى شهر أبريل، وهى أكثر الأمراض شيوعًا، وتصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى بفيروس من فيروسات البرد التى يصل تعدادها إلى حوالى المائتين، وانخفاض درجة حرارة الغشاء المخاطى للأنف كفيل بعرقلة عمل الخلايا المناعية، ويسمح لفيروسات البرد بالتكاثر وبمعدلات أفضل، حيث تعد درجة 33 درجة مئوية الدرجة المثلى لتكاثر فيروسات الأنف. الربو ونزلات البرد وهناك حساسية الصدر التى تصيب أكثر من 10% من الأطفال، و20% من البالغين، كما يزيد الربو الشعبى من فرص العدوى بالفيروسات الأنفية عشر مرات، حيث قد تتفاعل الشعب الهوائية بصورة حساسة مع فيروسات البرد فتضيق الشعب الهوائية فيصاب المريض بالنهجان والكحة وتزييق الصدر، وفى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالربو، تختلف الاستجابة المناعية لفيروسات نزلات البرد، مما يجعل نزلات البرد أكثر شدة، وتمتد للجزء السفلى من الجهاز التنفسي، وتطول وتستغرق فترات زمنية أطول، وبمرور الوقت،وبتكرار العدوى الفيروسية الشديدة تحدث التهابات مزمنة تعيد تشكيل المجارى الهوائية. أما لماذا تزداد الأزمات التنفسية ليلاً؟ فذلك لوجود بروتينات حيوانات أليفة كالقطط أوالكلاب فى الفراش نتيجة لعبها فى الفراش نهاراً، وزيادة تجمع الإفرازات فى مجارى الهواء بسبب عدم إخراجها أثناء النوم، ونشاط بعض المسببات مثل عتة الغبار المنزلية (حشرة الفراش ) التى تنشط مع الظلام، كما أن بعض الأطفال المصابين بمرض ارتجاع حمض المعدة إلى المرئ ومنه إلى الجهاز التنفسى خاصة مع النوم، أما المرضى المصابون بتوقف التنفس أثناء النوم فهذا بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي، فحين أن المصابين بحساسية الأنف تزداد لديهم الأعراض ليلاً بسبب تجمع إفرازات الجيوب الأنفية فى مجرى الهواء العلوي، كما أن تغير كيمياء الدم ليلاً بعد نشاط وتعب النهار، مما ينتج عنه نقص بعض الهرمونات التي تساعد على توسيع الشعب الهوائية ضيق الشعب الهوائية خطر ضيق الشعب الهوائية يحدث نتيجة انقباض العضلات الملساء المحيطة بالشعب الهوائية، مما يؤدى إلى انكماشها وقصرها وضيق الشعب الهوائية، الذى يزداد مع تراكم الإفرازات والبلغم داخلها، مع التهاب وتحسس وانتفاخ الخلايا المبطنة للشعب الهوائية. أعراض حساسية الصدر تختلف أعراض حساسية الصدر من شخص لآخر وتشمل : صفير بالصدر ينتج من احتكاك الهواء بجدران الشعب الضيقة يزداد مع الزفير، السعال كمحاولة للتخلص من المواد التى تسد الشعب، زيادة إفراز المخاط، صعوبة التنفس، سرعة التنفس، صعوبة التكلم أعراض الأنفلونزا سخون، سعال، احتقان فى الحلق، ألم بالجسم، صداع، رعشة، إرهاق، إسهال، الخطورة تبدأ بتدهور الحالة وتفاقم الأعراض وظهور مضاعفات، كالالتهاب الشعبي، الالتهاب الرئوى، مشاكل قلبية. ويعد مرضى حساسية الصدر أكثر تعرضا لمضاعفات الأنفلونزا، مثل الالتهاب الرئوي. نصائح للوقاية من أمراض الشتاء تطعيم الأنفلونزا من الأهمية الاستفادة منه لتقليل المخاطر حال حدوث موجة ثانية للكورونا، تطعيم المستهدفين بالأنفلونزا يقطع الطريق أمام تقدم الكورونا وانتشارها فى المجتمعات، غسل اليدين جيدا بالماء الدافئ والصابون، تجفيف اليدين بعد غسلهما لأن الأيدى المبللة تنقل الميكروبات بشكل كبير بعكس الأيدى الجافة، عدم تناول مضادات حيوية بدون استشارة طبيب، لأنها تضعف المناعة وتعمل على زيادة مدة المرض عند الإصابة بنزلات والأنفلونزا، كما أنها مخصصة للقضاء على البكتيريا، أما نزلات البرد فتكون فيروسية، عدم اللعب باليدين فى الأنف والعين والفم لأن فيروسات الشتاء تدخل الجسم من خلالهم، وعادة الأيدى تكون ملوثة، وبالتالى عند لمس الفم والأنف والعين تزداد فرص الإصابة بأمراض الشتاء، التدفئة الجيدة من خلال ارتداء ملابس شتوية ثقيلة والاهتمام بارتداء الجوارب، وعلى أفراد الأسرة التأكد من تدفئة الأطفال والمسنين خلال النوم، فيما يتعلق بإصابة الأطفال بنزلات البرد، فإن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن ابتعاد الأم عن رضيعها يخفض درجة حرارة أنفه نصف درجة، مما يزيد من احتمالات إصابته بالبرد، وأن حضنها الدافئ له يرفع مناعته، وعلينا جميعا البعد عن التدخين بكافة صوره. كما يفضل تجنب مادة الكافيين الموجودة فى المنبهات، والتي يمكنها أن تسبب زيادة سرعة ضربات القلب، وهذا يسرع تأثير البرد على الجسم، مع تناول المزيد من الفواكه والخضراوات الطازجة: تمد الجسم بمضادات الأكسدة التى تحمى من التلوث والشوارد الحرة، والألياف التى ترفع المناعة وتقلل من الحساسية، والفيتامينات التى ترفع المناعة مثل فيتامين أ وفيتامين د، وشرب السوائل خاصة الدافئة تساعد على احتفاظ الأغشية المخاطية بحيويتها، وتمنع جفاف الأنف، وتسهل خروج الإفرازات التنفسية، وهناك بعض المشروبات التى تلعب هذا الدور ومنها ورق الجوافة والعرقسوس والشمر والبردقوش والمريمية والميلسا واللبان الدكر والزعتر والينسون والتيليو مع عسل النحل، حيث تعد أدوية طبيعية ترفع المناعة وتفيد فى طرد البلغم فى حالات السعال المصحوب بالبلغم، وكذلك فى إخراج المخاط من الجهاز التنفسى، مما يفيد فى علاج السعال والوقاية من نزلات البرد، كما نؤكد على أهمية ممارسة الرياضة بانتظام يوميا، وغسل الأيدى بالماء والصابون عدة مرات يوميا خاصة قبل لمس منافذ دخول فيروسات البرد وهى الأنف والفم والعين، والبعد عمن ينتابه العطس أوالسعال، مع الراحة فى الفراش وقت المرض، وشرب الماء والسوائل بوفرة ضرورى لخفض درجة الحرارة المرتفعة.