21-1-2023 | 10:16
كتبت : غادة عاشور
اختلف الأطباء فيما بينهم حول ما إذا كان الإدمان مرضا أم لا، فمنهم من يرى أنه مرض يصيب الدماغ لأنه بالفعل يؤدي إلى خلل في بعض دوائر المخ الأساسية ومنهم من فسر الإدمان بأنه ليس مرض وإنما هو اضطرابات عصبية يصاحبها تصرفات سلوكية غير سوية، إلا أن التفسير العلمي الأكثر شيوعاً للإدمان هو حالة من الاضطراب تصيب المريض سواء كان سلوكياً أو نفسياً أو عقلياً
ونؤيد الجمعية الأمريكية لطب الإدمان والتي تضم أكبر مجموعة مهنية من الأطباء المتخصصين في علاج إدمان المخدرات، والرأي القائل بأن الإدمان مرض عضوي مزمن يؤثر على دوائر ومسارات المخ العصبية المسئولة عن مشاعر التحفيز والهدوء، وقد يتعاطى الأفراد المخدرات لأسباب عديدة، فهناك عوامل نفسية تحفز الشخص على الإدمان مثل بعض الضغوط التي يتعرض لها والظروف الاجتماعية والانفعالية، وله العديد من الآثار النفسية التي تهدد الصحة العامة النفسية للمريض، ويعرف الإدمان في علم النفس بأنه أحد الأمراض المزمنة الناتجة عن عوامل نفسية وبيولوجية واجتماعية وهناك علاقة وثيقة بين الإدمان والصحة النفسية، حيث نجد أن العلاقة التي تربط الصحة النفسية بتعاطي المخدرات علاقة عكسية، بمعني أنه كلما ارتفع مستوى الشخص في الصحة النفسية قلت فرص تعرضه للإدمان وهذا ما كشفت عنه الكثير من الدراسات التي أوضحت أن الاضطراب النفسي هو الذي يقود الشخص للإدمان والذي أصبح وباء هذا العصر.
ولا يقتصر الإدمان كما يعتقد على المواد المخدرة من الأقراص أو البودرة أو الحقن فحسب بل يعتبر تناول المواد الكحولية بصفة مستمرة أيضاً إدمان، ويترتب عليها إصابة الشخص المدمن بالكثير من المشكلات النفسية والجسدية، ومن أشهر أنواع المواد المخدرة المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وكذلك المهدئات والممنوعات التي تستخدم في بعض الأغراض الصحية بشرط تناولها تحت الإشراف الطبي وإلا تحولت مع الاستمرار في تعاطيها والاعتياد عليها إلى إدمان مثلها في ذلك مثل المنشطات التي تساعد على زيادة النشاط والتركيز والقدرة على السهر أما التبغ أو النيكوتين فهو المادة التي تتكون منها السجائر أشهر أنواع الإدمان وأكثرها تناولاً، ومن أهم وأكثر الأضرار الصحية التي يسببها الإدمان والتي تضر بالفرد والمجتمع سوء الحالة الصحية وتدهورها للمدمن مما يجعله فريسة للكثير من الأمراض الخطيرة مثل: تلف الجهاز العصبي ومشاكل بالجهاز التنفسي وخاصة منطقة الرئتين والشعب الهوائية.
هذا بالإضافة إلى الإصابة أحياناً بالعجز الجنسي الكلي لدى الرجال بصفة عامة، بشرط رغبة المريض المدمن في الشفاء والتعافي من الإدمان حيث يخضع المدمن في هذه الحالة إلى جلسات علاجية طويلة المدى تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين بأحد المراكز الطبية المتخصصة لعلاج مرضى الإدمان، حيث تقدم مثل هذه المراكز برامج علاجية شاملة من إدمان المخدرات والكحوليات هذا بالإضافة إلى علاج المشاكل النفسية الأخرى والمتكررة كالقلق والاكتئاب والصدمات النفسية.