يعرف التهاب القصبات الهوائية بأنه التهاب تهيجي يصيب الأغشية المخاطية المبطنة لشعبتي القصبة الهوائية، ويفضي هذا التهيج إلى انتفاخ الأغشية المخاطية وزيادة سماكتها، ما يؤدي إلى الإصابة بالسعال وإنتاج البلغم، فضلاً عن ضيق التنفس. تقول الدكتورة أماني أبو زيد استشاري أمراض الصدرية القصر العيني إنّ التهاب القصبات الهوائية ينقسم إلى التهاب قصبات حاد والتهاب قصبات مزمن. التهاب القصبات الحاد : يتسم التهاب القصبات الحاد، والذي غالباً ما ينجم عن الإصابة بالزكام أو بالتهاب آخر في الجهاز التنفسي، بأنه قد يستمر من أسبوع واحد إلى ثلاثة أسابيع فقط. هذا النوع لا يترك أثراً طويل الأمد، إلا أن السعال الناجم عنه قد يستمر لعدة أسابيع بعد زوال الالتهاب. التهاب القصبات المزمن: يعد أكثر خطورة، فيعرف بأنه تهيج متواصل في بطانة شعبتي القصبة الهوائية، وغالباً ما يكون ذلك نتيجة للتدخين. ويذكر أن مصابي هذا النوع قد تمر عليهم فترات يزيد خلالها ما لديهم من أعراض وعلامات سوءاً. وفي تلك الفترات، قد يصبح الشخص مصاباً بالنوع المزمن والحاد معاً. أما في حالة تكرار التهاب القصبات الهوائية الحاد، فعندها قد يكون الشخص مصابا بالنوع المزمن منه، والذي يعد ضمن حالات الانسداد الرئوي المزمن، وسواء كان التهاب القصبات الهوائية حاداً أو مزمناً، فإن الأعراض والعلامات الناتجة عنه غالباً ما تتضمن ما يلي: - السعال - احتقان في الصدر. - صداع. - إنتاج البلغم، والذي قد يكون صافياً، أو أبيض، أو أخضر، أو أصفر مائلاً للون الرمادي. - الشعور بالإرهاق وآلام في الجسد. - سيلان الأنف. - احتقان الجيوب الأنفية. - القشعريرة مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة. - الشعور بعدم الراحة في الصدر. وتجدر الإشارة إلى أن التهاب القصبات الهوائية يحتاج إلى زيارة الطبيب، إلا أن هناك أعراض متعلقة بالسعال تستوجب اللجوء الفوري للطبيب، منها ما يلي: - استمرار السعال لمدة تزيد على ثلاثة أسابيع. - صعوبة النوم أو الإيقاظ ليلاً. - الأزيز التنفسي أو ضيق الأنفاس. - خروج بلغم تزداد سماكته أو يصبح لونه أغمق مع السعال. - خروج الدم مع السعال وألم في الصدر. - يصاحبه ارتفاع في درجات الحرارة ل 38 درجة مئوية أو أكثر. وتتعدد أسباب التهاب القصبات وقد تختلف بين النوع الحاد والمزمن، وأهمها: - العدوى الفيروسية، وعادةً ما تكون تلك الفيروسات هي نفس الفيروسات المسببة للإنفلونزا والزكام. - السبب اﻷكثر شيوعا للنوع المزمن، فهو التدخين. فضلاً عن ذلك، فإن تلوث الهواء، ووجود الغبار والغازات السامة في البيئة وأماكن العمل قد تلعب جميعها دوراً في ذلك. وهناك بعض العوامل التي قد تزيد فرصة الإصابة بالتهاب القصبات الهوائية، ومنها: - ضعف جهاز المناعة، كما هو الحال عند الأطفال، وكبار السن، ومرضى بعض الأمراض كالسرطان. - التدخين، أو التدخين السلبي المستمر. - العمل أو العيش ضمن بيئة ملوثة. مضاعفات التهاب القصبات الهوائية: ورغم أن الإصابة بالنوع الحاد من التهاب القصبات لمرة واحدة فقط لا تعد أمراً مقلقاً لدى العديد، إلا أنها قد تؤدي إلى إصابة آخرين بالتهاب رئوي، خصوصاً لدى الأشخاص ضعيفي المناعة. وتجدر الإشارة إلى أن مضاعفات هذا الالتهاب في حالة كثرة تكراره تتضمن ما يلي: - التهاب القصبات الهوائية المزمن. - الربو. - التليف الكيسي. - السل. - التهاب الجيوب الأنفية.