11-2-2023 | 12:11
احمد عبدالعزيز
تؤكد الدارسات الحديثة وجود صلة قوية بين النفس والجسم والتأثير المتبادل بينهما وهو ما يعرف باسم النفسجسمية (السيكوسوماتيكية).
ليس هذا فحسب، بل إن هناك إحصائية تشير إلى أن 50% من المرضى الذين يترددون على العيادات المختلفة لا يعانون من أية أمراض عضوية بل نفسية فى المقام الأول.
توجهنا في هذا الحوار إلى الدكتورة لبنى الشباسى استشارى الأمراض النفسية بجامعة عين شمس . إلى نص الحوار.
متى يأتى المرض النفسى فى صورة .. وما العلاقة بين الطب النفسى و فروع الطب الأخرى ؟
العلاج النفسي ضرورى جدا فى حياتنا لأن هناك العديد من الناس لا يعلمون ماذا يريدون من حياتهم وما هى وجهاتهم المقبلة ولا يوجد تخطيط واضح لحياتهم وهذا يسبب الحواجز الشخصية التى تعطينا فكرة غير واقعية عن أنفسنا وتسبب مشاكل كثيرة لنا.
وتكون حاجزًا كبيرًا بيننا وبين أنفسنا وتجعلنا فى حالة تشتت مستمر، حيث لا نستطيع أن نصل لهدفنا أو حتى نرجع كما كنا، فيشعر هذا الشخص طوال الوقت بانه يكره عمله والأشخاص والبيئة المحيطة به، وهذه الحواجز الشخصية والطاقة السلبية تكون نتيجة التراكمات النفسية بداخلنا
أعطنا مثالا لتوضيح الأمر..
نعطى مثالًا على ذلك إذا كان لديك غرفة صغيرة فى منزلك وأصبحت تضع فيها الأشياء القديمة التى تسبب ازدحام فى المنزل ومع مرور الوقت ومع إلقاء هذه الأشياء بشكل عشوائى داخل الغرفة تصبح مليئة تماما وغير منظمة، حتى إنها غير قادرة على استيعاب شيء آخر حتى تزيل الأشياء الموجودة بها، فهذه هى النفس البشرية تماما مع كثرة التراكمات والمواقف التى تسبب انزعاج نفسى بداخلك كمشكلات العمل والمنزل التى قد تحدث بشكل يومى وتمثل عبئا كبيرا عليك، وتمحى الطاقة الإيجابية، لديك وللتغلب على هذه التراكمات البعض يقول إن ذلك يعد أمرا صعبا لكنى لا أقول يجب أن تذهب إلى طبيب نفسي بشكل يومى أو أسبوعي لأنك إذا قمت ببعض الأشياء البسيطة عند شعورك بهذا الضغط النفسى الكبير مثل: الوضوء والانتظام فى الصلاة والاستماع إلى الأغاني المفضلة لديك والتحدث مع شخص ترتاح له كثيرا كل هذه الأمور تمثل بنك الأفكار لتخطى أية مشكلة نفسية بشكل فورى وعدم الاستسلام لهذه المشاكل النفسية والسماح لها بتكوين تراكمات ستتحول مع مرور الوقت إلى أمراض عضوية مثل: ارتفاع ضغط الدم واضطراب الجهاز العصبى والقولون العصبى متلازمة مع آلام فى العظام و الإرهاق المزمن وهذه الأمراض تضع تحت بند الأمراض السيكوسوماتيكية.
هل الشخص الانطوائى أكثر عرضة من غيره للأمراض السيكوسوماتيكية ؟
نحن دائما ما نقول إن 70% من المشاكل والأمراض النفسية تتمثل فى الفراغ والشخصية السلبية والإحساس بالندم المفرط فهذا المثلث المرعب من السمات الأساسية للشخص الانطوائى فهو دائما ما يشعر بالوحدة وعدم مشاركة الأخريين، فالشخص الانطوائى لديه برمجة سلبية دائما يرى أن هناك حاجزا بينه وبين الناس فهو مثلا يخشى سخرية الآخرين منه وهذه البرمجة السلبية مسئولية الأسرة فى المقام الأول ومن ثم المدرسة، والإعلام أيضا له دور مهم فى ذلك ولمعالجة هذا الأمر يجب تغيير الأفكار والقيم الراسخة لدى هذا الشخص الانطوائى، بما يجعل من نفسه شخصية مرنة ويعتمد على ذاته ويؤمن بنفسه فى مواجهة مشاكله دون انتظار دعم من أحد، مثال بسيط على ذلك: إذا كان شخص لديه مشكلة فى التحدث فيجب عليه الذهاب لتعلم مهارات التواصل وغيرها من المشاكل فالمرونة والمشاركة فى الأنشطة الجماعية والعمل كل هذا ينقص من وقت فراغه ويدفعه إلى عدم التفكير فى مشاكله النفسية وبالتالى عدم التعرض للأمراض السيكوسوماتيكية أكثر من غيره.
هل هناك علاقة بين الغذاء والحالة النفسية للإنسان ؟
أنا دائما ما أطالب بألا تدع حالتك النفسية تؤثر على معدلات أكلك الطبيعية سواء الغذاء المفرط عند الحزن مما يسبب السمنة والغذاء القليل أقل من المطلوب الذى يسبب مضاعفات خطيرة، وأنا أنصح الأشخاص التى تسبب المشاكل والضغوط النفسية لهم اضطرابات فى الغذاء سواء فى الإفراط أو التقليل منه إن الله سبحانه وتعالى وضع لنا فى بعض المأكولات مسببات للسعادة مثل: الشوكولاتة والفاصوليا والبنجر الأحمر والكريز وبعض المشروبات المهدئة مثل: تناول الينسون قبل النوم بساعة وأيضا الروز مارى وغيرهم من المأكولات والمشروبات التى تعمل بدورها على مساعدة المخ فى إفراز هرمونات ومواد تحسن الحالة المزاجية والنفسية للشخص وتخلصه من التوتر والاكتئاب .
وأخيرا أود أن أنوه إلى أن برمجة العقل الباطن أهم خطوة نحو النجاح والاعتماد على نفسك دون الآخرين فى علاج ذاتك .