2-9-2023 | 12:39
أحمد عبد العزيز
ما هي قصة “التان”؟. “التان” هو عبارة عن صبغ الجلد عن طريق الاستلقاء في الشمس لتحويله من اللون الأبيض إلى البرونزي أو البني المسمر سواء باستخدام الكريمات، أو عبر أجهزة على شكل أسرة في صالونات التجميل.
ويكون التسمير نتيجة رد فعل للجلد يقوم فيها بالدفاع عن نفسه بإنتاج صبغة الميلانين التي تعطي اللون البني للجلد ليحمي نفسه من ضرر الأشعة فوق البنفسجية. يقوم الناس بعملية التسمير فقط لغاية جمالية يرونها في اللون البني.
هنا يجب أن ننتبه للمخاطر. ففي كل مرة يتم فيها تسمير الجلد يتراكم الضرر، حيث لا تكمن خطورة تسمير البشرة فقط في حروق الجلد، بل باختراق الأشعة فوق البنفسجية للجلد أحياناً. وتكمن خطورة الأشعة فوق البنفسجية في عبثها بالحمض النووي، ممّا يؤدّي لحدوث سرطان الجلد أحياناً. وتكمن خطورة الأشعة فوق البنفسجية أيضاً في تكسر الكولاجين الطبيعي في الجلد، والذي يمكن أن يؤدي للشيخوخة المبكرة.
يقول الدكتور هانى خليل استشارى الأمراض الجلدية: إنه هناك عدّة مخاطر للتسمير، منها
حروق الشمس: ومن علامات حروق الشمس: الإحمرار والتقشير مع صداع أو حمّى. تحدث حروق الشمس نتيجة لزيادة تدفق الدم إلى المناطق المصابة ودور خلايا الدم البيضاء لمهاجمة الخلايا التالفة، ويكون ذلك عن طريق جهاز المناعة، مما يظهر على شكل إحمرار وتقشير. تعتبر حروق الشمس واحدة من أكثر العلامات الواضحة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية وتلف الجلد قصير المدى.
سرطان الجلد: تسبب الأشعة فوق البنفسجية إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد، مما يسبب نمو الجلد بشكل غير طبيعي وتطور أورام حميدة أو خبيثة. يزيد التسمير من احتمالية خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة قد تصل إلى 75 % وتزداد هذه النسبة كلما كان العمر أصغر سناً.
الشيخوخة المبكرة للجلد: التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة يؤدي إلى تكسر ألياف الكولاجين والإيلاستين في البشرة، ويسبب التجاعيد.
تلف العين: يعتبر بمثابة حروق الشمس في القرنية، وقد يتسبب في إصابة العين بالمياه البيضاء. وقد يصل الأمر لحدوث سرطان في الأوعية الدموية للعين، ووفقاً لمجلة ال “ديلي ميل” هذا ما حدث مع عارضة أزياء اعتادت على تسمير جلدها على مدار عشرين عاماً دون ارتداء النظارات الواقية، وذلك لعدم رغبتها بوجود أية بقعة بيضاء أثناء التسمير، وقررت نشر قصتها وحذرت من ذلك، إذ أكد لها الأطباء أن هذا مرض نادر ويحدث في البلدان المشمسة.
تثبيط جهاز المناعة: وفقاً لمنظمة الصحة العالمية قد يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية إلى تثبيط مناعة الجسم والدفاعات الطبيعية للبشرة، مما يزيد من الحساسية لأشعة الشمس.
الإدمان على تسمير البشرة: أوضحت الدراسات أن الشخص الذي يكثر من التسمير يؤدي إلى إدمانه على التعرض للتسمير ويصاب بالاكتئاب إذا ابتعد عن ذلك
كما أن هناك الكثير من الخرافات حول التسمير منها أن التسمير ضروري للحصول على فيتامين دال. وهذه خرافة فلا داعي لأن يعرض الإنسان نفسه للخطر من أجل الحصول على فيتامين دال فقط ، فبالإمكان الحصول عليه دون حدوث التسمير.
معظم سرطانات الجلد ليست مشكلة كبيرة: هذه خرافة لأن سرطان الجلد خطير ومميت، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يتم تشخيص أكثر من مليون حالة جديدة كل عام بسرطان الجلد. يمكن أن ينتقل سرطان الجلد من الجلد إلى أعضاء الجسم الداخلية.
طالما أنك لا تحترق فالسمرة آمنة: هذه خرافة. فالسمرة غير آمنة حتّى لو لم تشعر لحظتها بألم الحروق. فضرر التسمير شيء متراكم.
ويوضح الدكتور هاني خليل إن هناك الكثير لتقوم به لحماية بشرتك والمحافظة عليها، مثل:
- استخدام واقي الشمس: توصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بتطبيق عامل حماية من أشعة الشمس ثلاثين مرة كل يوم كحد أدنى
- البحث عن الظل بين الساعة 10 صباحاً و 2 ظهراً ففي هذا الوقت تكون الأشعة فوق البنفسجية قوية.
- ارتداء نظارة شمسية عريضة الحواف وارتداء قبعة.
و يقول الدكتور أسامة سرور استشارى الأمراض الجلدية: إن التسمير هو طريقة دفاع يقوم بها الجلد لحماية نفسه من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، إذ عند التعرض للإشعاع الزائد يقوم الجلد بإنتاج مادة الميلانين التي تعطي اللون البني للجلد، والتي تحمي من تلف خلاياه.
و من المعروف أن أغلب الأشخاص يحلمون بالحصول على اللون البني الذهبي للجلد لأغراض جمالية لا أكثر، لكن قد لا يكون هذا الغرض الوحيد من وراء عملية التسمير أو التان، حيث يجب ألا ننسى مدى أهمية التعرض لأشعة الشمس بشكل سليم ودورها في الحصول على فيتامين د و هو مهم فى دعم مناعة الجسم، وتقوية صحة العظام، وحمايتها من الهشاشة، و الحفاظ على توازن المعادن في الجسم ، والمساهمة في تقليل احتمالية نمو الخلايا السرطانية.
وللوقاية من أضرار التان قدر الإمكان فإنه ينصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل زائد لعمل التان في أوقات الظهيرة، وفي حال التعرض لها فإنه عادةً ما ينصح باستخدام واقي شمس مناسب بعامل حماية لا يقل عن 15 %، وتطبيقه بشكل صحيح على كامل الوجه والكفين والأماكن المكشوفة للشمس، كما يجب تجديده كل ساعتين وبعد السباحة.
هذه النصائح قد تؤخر الحصول على التسمير في وقت قياسي، لكنها هامة جدا لصحة الجسم، كاشفًا أنه بحسب منظمة الغذاء والدواء فإن استخدام منتجات التسمير كالكريمات والبخاخ والحبوب قد يكون لها مخاطر إضافية أحياناً.
ويوضح أنه توجد العديد من المنتجات التي تباع في الأسواق علي أنها مواد تساعد على التان الصناعي، ومن أمثلتها الكريمات والبخاخ، معظم هذه المنتجات تحتوي على مضافات صابغة كيميائية والتي تجعل الجلد يبدو غامقًا.