الخميس 2 مايو 2024

د‭. ‬إيهاب‭ ‬عيد‭:‬ لا‭ ‬تتركوا‭ ‬أبناءكم‭ ‬المراهقين فريسة‭ ‬للاكتئاب

د . إيهاب عيد : لا تتركوا أبناءكم المراهقين فريسة للاكتئاب

16-9-2023 | 09:58

نهي عاطف
الشعور‭ ‬بالتعاسة‭ ‬والحزن‭ ‬من‭ ‬الانفعالات‭ ‬المنتشرة‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص،‭ ‬خصوصا‭ ‬فى‭ ‬استجابة‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬للمواقف‭ ‬المزعجة،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬يكون‭ ‬أخطر،‭ ‬حيث‭ ‬تنطوى‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬نفسية‭ ‬وبدنية‭ ‬حادة‭ ‬بسبب‭ ‬وفاة‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬الطلاق‭ ‬ورحيل‭ ‬صديق‭ ‬عزيز‭ ‬أو‭ ‬صعوبة‭ ‬فى‭ ‬التأقلم‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬وصعوبة‭ ‬اكتساب‭ ‬أصدقاء‭ ‬بسبب‭ ‬إصابتهم‭ ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬باكتئاب‭ ‬المراهقين،‭ ‬فكيف‭ ‬نجنب‭ ‬أبنائنا‭ ‬الوقوع‭ ‬فريسة‭ ‬لهذا‭ ‬المرض؟ يتحدث‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الدكتور‭ ‬إيهاب‭ ‬عيد‭ ‬أستاذ‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬والطب‭ ‬السلوكى‭ ‬ورئيس‭ ‬قسم‭ ‬الدراسات‭ ‬الطبية‭ ‬بكلية‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬للطفولة‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬ويقول‭: ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬بأن‭ ‬البيئة‭ ‬التى‭ ‬يعيش‭ ‬بها‭ ‬الطفل‭ ‬هى‭ ‬العنصر‭ ‬الأساسى‭ ‬فمثلا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬أسرة‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬بين‭ ‬الأبوين‭ ‬لأى‭ ‬سبب‭ ‬ما‭ ‬فهذا‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬طفلهما‭ ‬فيقلل‭ ‬من‭ ‬مناعته‭ ‬النفسية‭ ‬عكس‭ ‬الأسرة‭ ‬السوية‭ ‬الصالحة‭ ‬تكون‭ ‬مناعة‭ ‬طفلهم‭ ‬النفسية‭ ‬جيدة‭. ‬فهذا‭ ‬أشهر‭ ‬سبب‭ ‬فى‭ ‬حدوث‭ ‬اكتئاب‭ ‬للطفل‭ ‬المراهق،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬منزل‭ ‬سوى‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬اضطر‭ ‬الأبوين‭ ‬إلى‭ ‬التمثيل‭ ‬أمام‭ ‬أطفالهما‭ ‬أو‭ ‬لبس‭ ‬أقنعة‭ ‬السعادة‭ ‬أمامهم‭ ‬“فالحب‭ ‬عقد‭ ‬بالقلب‭ ‬و‭ ‬إقرار‭ ‬باللسان‭ ‬وعمل‭ ‬بالأركان”‭ .‬ وهل‭ ‬ضرب‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬المراهقة‭ ‬صحيح‭ ‬أم‭ ‬خطأ،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬حدود‭ ‬للعقاب؟‭ ‬ المدرسة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬المتحفظة‭ ‬أتاحت‭ ‬أسلوب‭ ‬الضرب،‭ ‬لكن‭ ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬من‭ ‬المتبعين‭ ‬لهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬ولا‭ ‬أفضله‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬توصل‭ ‬العلماء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الأبحاث‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬المخ‭ ‬يتأثر‭ ‬بالعقاب‭ ‬البدنى،‭ ‬وتحدث‭ ‬له‭ ‬تغيرات‭ ‬أثناء‭ ‬تكوين‭ ‬جسم‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬حياته،‭ ‬ويسمى‭ ‬ذلك‭ ‬بالنحت‭ ‬الفيزيائى،‭ ‬والذى‭ ‬يحدث‭ ‬بسبب‭ ‬تطور‭ ‬عمر‭ ‬الإنسان‭ ‬البنائى‭.‬ فأي‭ ‬عقاب‭ ‬بدنى‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تشوهات‭ ‬بالمخ‭ ‬،‭ ‬والأبحاث‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مكونا‭ ‬فى‭ ‬المخ‭ ‬يسمى‭ ‬فرس‭ ‬البحر‭ ‬ولوزة‭ ‬المخ‭ ‬يتأثر‭ ‬ويصغر‭ ‬فى‭ ‬الحجم‭ ‬فى‭ ‬نصفه‭ ‬الأيمن‭ ‬نتيجة‭ ‬ضرب‭ ‬الطفل‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الجزء‭ ‬هو‭ ‬المسئول‭ ‬عن‭ ‬الذاكرة،‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬تكون‭ ‬ذاكرتهم‭ ‬أضعف،‭ ‬ويكون‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬فى‭ ‬شخصيتهم‭ ‬،‭ ‬أى‭ ‬أن‭ ‬التأثير‭ ‬ليس‭ ‬نفسيا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬عضويا‭ ‬نتيجة‭ ‬لتشوه‭ ‬المخ‭ ‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬طفل‭ ‬ومراهق‭ ‬جبان‭ ‬مضطرب‭ ‬مهان‭ ‬،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬ضرب‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬أو‭ ‬رأسه‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬أو‭ ‬هزه‭ ‬بطريقة‭ ‬عنيفة‭ ‬فقد‭ ‬يؤدى‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬إلي‭ ‬نزيف‭ ‬داخلى‭.‬ كما‭ ‬يضيف‭ ‬د‭. ‬إيهاب‭ ‬عيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسبابا‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تصيب‭ ‬المراهق‭ ‬بالاكتئاب‭ ‬ومنها‭:‬ ‭- ‬التعرض‭ ‬إلى‭ ‬التنمر‭:‬‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تطور‭ ‬طبيعة‭ ‬وشخصية‭ ‬المراهق‭ ‬تتأثر‭ ‬بأقرانه‭ ‬وعلاقاته‭ ‬بمن‭ ‬حوله،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعرض‭ ‬للتنمرجزءا‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬المراهق‭ ‬اليومية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬لإصابته‭ ‬بالاكتئاب‭.‬ ‭- ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬ فمنها‭ ‬عدم‭ ‬تقبل‭ ‬شكل‭ ‬الجسم‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬السمنة‭ ‬أو‭ ‬النحافة‭ ‬الزائدة‭ ‬أو‭ ‬التأخر‭ ‬الدراسى‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬فى‭ ‬شخصيته‭ ‬بسبب‭ ‬تنمر‭ ‬زملائه‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬الإيذاء‭ ‬النفسى‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭.‬ ‭- ‬التعرض‭ ‬لصدمة‭ ‬نفسية مثل‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجسدى‭ ‬أو‭ ‬الجنسى‭ ‬أو‭ ‬التعرض‭ ‬للإهمال‭ ‬والعنف‭ ‬أو‭ ‬الإساءة‭ ‬النفسية‭ ‬واللفظية‭ ‬أو‭ ‬الأحداث‭ ‬العاطفية‭ ‬الحزينة‭ ‬مثل‭ ‬وفاة‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭.‬ ‭- ‬اضطرابات‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات‭ ‬القلق‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات‭ ‬نقص‭ ‬الانتباه‭ ‬مع‭ ‬فرط‭ ‬الحركة‭ ‬والنشاط‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات‭ ‬التعليم‭.‬ ومن‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬تعرض‭ ‬المراهقين‭ ‬للاكتئاب‭ ‬تعاطى‭ ‬المخدرات‭ ‬والكحوليات،‭ ‬حيث‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬المزاجية،‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬اكتئاب‭.‬ و‭ ‬يضيف‭ : ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أعراض‭ ‬وجود‭ ‬اكتئاب‭ ‬عند‭ ‬المراهق‭: ‬ أولا‭: ‬الحزن‭ ‬وكثرة‭ ‬البكاء‭.‬ ثانيا‭: ‬الشعور‭ ‬بالضيق‭ ‬والكآبة‭.‬ ثالثا‭: ‬انعدام‭ ‬وفقد‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭.‬ رابعا‭: ‬الشعور‭ ‬باليأس‭ .‬ خامسا‭: ‬العصبية‭ ‬والغضب‭.‬ سادسا‭: ‬الميل‭ ‬للعزلة‭ ‬والوحدة‭ ‬والابتعاد‭.‬ سابعا‭: ‬صعوبة‭ ‬فى‭ ‬التركيز‭ ‬والتذكر‭.‬ ثامنا‭: ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬الموت‭ ‬والميل‭ ‬للانتحار‭.‬ وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬المراهق‭ ‬بما‭ ‬يحميه‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬لهذا؟‭ ‬ أولا‭ : ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الأبوين‭ ‬سؤال‭ ‬طفلهما‭ ‬باستمرار‭ ‬عن‭ ‬حالته‭ ‬إذا‭ ‬لاحظا‭ ‬أنه‭ ‬يفضل‭ ‬العزلة‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمر‭ ‬بأزمة‭ ‬نفسية‭ ‬أو‭ ‬مشكلة‭ ‬دراسية‭ ‬أو‭ ‬تنمر‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭.‬ ثانيا‭: ‬تشجيع‭ ‬الطفل‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬ومحاولة‭ ‬منع‭ ‬عزلته‭ ‬واتجاهه‭ ‬نحو‭ ‬الاكتئاب‭.‬ ثالثا‭:‬على‭ ‬الأبوين‭ ‬الإنصات‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬طفلهما‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬وبدون‭ ‬إصدار‭ ‬أحكام‭.‬ رابعا‭: ‬تشجيعه‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أصدقائه‭ ‬وعائلته‭.‬ خامسا‭: ‬تشجيعه‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بالرياضة‭ ‬والتنزه‭ ‬مع‭ ‬عائلته‭ ‬والقيام‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الجماعية‭ .‬ سادسا‭: ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬السخرية‭ ‬من‭ ‬الطفل‭ ‬المراهق،‭ ‬وعدم‭ ‬السخرية‭ ‬من‭ ‬مشاعره‭ ‬أو‭ ‬تطبيق‭ ‬عقاب‭ ‬شديد‭ ‬أثناء‭ ‬تعرضه‭ ‬لتلك‭ ‬الأزمة‭ ‬النفسية‭.‬ سابعا‭: ‬القيام‭ ‬بمساعدته‭ ‬إذا‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬قدراته‭ .‬