16-9-2023 | 09:58
نهي عاطف
الشعور بالتعاسة والحزن من الانفعالات المنتشرة بين الأشخاص، خصوصا فى استجابة كل منهم للمواقف المزعجة، وبالنسبة إلى الأطفال والمراهقين فإن الأمر يكون أخطر، حيث تنطوى هذه المواقف على آثار نفسية وبدنية حادة بسبب وفاة أحد الوالدين مثلا أو الطلاق ورحيل صديق عزيز أو صعوبة فى التأقلم في المدرسة، وصعوبة اكتساب أصدقاء بسبب إصابتهم بما يسمى باكتئاب المراهقين، فكيف نجنب أبنائنا الوقوع فريسة لهذا المرض؟
يتحدث فى هذا الحوار الدكتور إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة والطب السلوكى ورئيس قسم الدراسات الطبية بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ويقول: إنه يجب أن نعلم بأن البيئة التى يعيش بها الطفل هى العنصر الأساسى فمثلا إذا كانت أسرة بها العديد من المشاكل بين الأبوين لأى سبب ما فهذا يعود على طفلهما فيقلل من مناعته النفسية عكس الأسرة السوية الصالحة تكون مناعة طفلهم النفسية جيدة. فهذا أشهر سبب فى حدوث اكتئاب للطفل المراهق، فيجب أن يعيش الطفل فى منزل سوى حتى إذا اضطر الأبوين إلى التمثيل أمام أطفالهما أو لبس أقنعة السعادة أمامهم “فالحب عقد بالقلب و إقرار باللسان وعمل بالأركان” .
وهل ضرب الطفل فى فترة المراهقة صحيح أم خطأ، وهل هناك حدود للعقاب؟
المدرسة الإنجليزية المتحفظة أتاحت أسلوب الضرب، لكن أنا لست من المتبعين لهذا الأسلوب ولا أفضله ، فقد توصل العلماء عن طريق الأبحاث إلي أن المخ يتأثر بالعقاب البدنى، وتحدث له تغيرات أثناء تكوين جسم الطفل فى فترة حياته، ويسمى ذلك بالنحت الفيزيائى، والذى يحدث بسبب تطور عمر الإنسان البنائى.
فأي عقاب بدنى يؤدى إلى تشوهات بالمخ ، والأبحاث أثبتت أن هناك مكونا فى المخ يسمى فرس البحر ولوزة المخ يتأثر ويصغر فى الحجم فى نصفه الأيمن نتيجة ضرب الطفل ، وهذا الجزء هو المسئول عن الذاكرة، لذلك نجد أن هؤلاء الأطفال تكون ذاكرتهم أضعف، ويكون هناك خلل فى شخصيتهم ، أى أن التأثير ليس نفسيا فقط بل عضويا نتيجة لتشوه المخ ، بالإضافة إلى خلق طفل ومراهق جبان مضطرب مهان ، فلا يجوز ضرب الطفل على وجهه أو رأسه من الخلف أو هزه بطريقة عنيفة فقد يؤدى ذلك أيضا إلي نزيف داخلى.
كما يضيف د. إيهاب عيد أن هناك أسبابا أخرى قد تصيب المراهق بالاكتئاب ومنها:
- التعرض إلى التنمر: من أسباب الاكتئاب، حيث إن تطور طبيعة وشخصية المراهق تتأثر بأقرانه وعلاقاته بمن حوله، ولكن يمكن أن يكون التعرض للتنمرجزءا من حياة المراهق اليومية وهو ما قد يؤدى لإصابته بالاكتئاب.
- عدم الثقة بالنفس
فمنها عدم تقبل شكل الجسم إذا كان يعانى من السمنة أو النحافة الزائدة أو التأخر الدراسى أو إذا كان يعانى من اضطرابات فى شخصيته بسبب تنمر زملائه فى المدرسة أو الإيذاء النفسى وعدم الثقة بالنفس.
- التعرض لصدمة نفسية
مثل الاعتداء الجسدى أو الجنسى أو التعرض للإهمال والعنف أو الإساءة النفسية واللفظية أو الأحداث العاطفية الحزينة مثل وفاة أحد الوالدين.
- اضطرابات الطعام أو اضطرابات القلق أو اضطرابات نقص الانتباه مع فرط الحركة والنشاط أو اضطرابات التعليم.
ومن أهم أسباب تعرض المراهقين للاكتئاب تعاطى المخدرات والكحوليات، حيث يؤثر ذلك على الحالة المزاجية، مما يتسبب في حدوث اكتئاب.
و يضيف : من أهم أعراض وجود اكتئاب عند المراهق:
أولا: الحزن وكثرة البكاء.
ثانيا: الشعور بالضيق والكآبة.
ثالثا: انعدام وفقد الثقة بالنفس.
رابعا: الشعور باليأس .
خامسا: العصبية والغضب.
سادسا: الميل للعزلة والوحدة والابتعاد.
سابعا: صعوبة فى التركيز والتذكر.
ثامنا: التحدث عن الموت والميل للانتحار.
وكيف يمكن التعامل مع الطفل المراهق بما يحميه من التعرض لهذا؟
أولا : يجب على الأبوين سؤال طفلهما باستمرار عن حالته إذا لاحظا أنه يفضل العزلة ، أو إذا كان يمر بأزمة نفسية أو مشكلة دراسية أو تنمر من أصدقائه أو غير ذلك.
ثانيا: تشجيع الطفل باستمرار على ممارسة الأنشطة والخروج من المنزل ومحاولة منع عزلته واتجاهه نحو الاكتئاب.
ثالثا:على الأبوين الإنصات والاستماع إلى طفلهما فى جميع ما يقوله وبدون إصدار أحكام.
رابعا: تشجيعه على الحفاظ على أصدقائه وعائلته.
خامسا: تشجيعه على القيام بالرياضة والتنزه مع عائلته والقيام بالأنشطة الجماعية .
سادسا: كما يجب عدم السخرية من الطفل المراهق، وعدم السخرية من مشاعره أو تطبيق عقاب شديد أثناء تعرضه لتلك الأزمة النفسية.
سابعا: القيام بمساعدته إذا احتاج إلى ذلك وإذا كان الأمر أكبر من قدراته .