14-10-2023 | 10:55
ندا يونس
تمثل نسبة الإصابة بسرطان الثدي 30 % من إجمالي عدد الإصابات بأنواع السرطان المختلفة عالمياً، ويعتبر من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا حول العالم، ولرفع الوعي بما يتعلق به قررت منظمة الصحة العالمية التوعية به طوال شهر أكتوبر من كل عام، بهدف تعزيز الوعى العام للمرأة ومعرفة كل تطورات المرض والعلاجات الفعالة له، وعلى نفس النهج قررنا تسليط الضوء على هذا الموضوع والإجابة عن بعض التساؤلات التى توضح تفاصيل المرض، وتزيد من وعى السيدات بخطورته، وتبين إيجابيات الكشف المبكر والفحص الدوري. ستجيب عن جميع هذه التساؤلات الدكتورة سارة محمد زيتون استشاري جراحات أورام الثدي التجميلية. إلى نص الحوار.
- فى البداية نريد أن نوضح ماذا يعني سرطان الثدي..وما أعراضه؟
سرطان الثدي عبارة عن ورم خبيث يصيب نسيج الثدى،ويمكن أن يصيب الغدد أو القنوات اللبنية أيضا، ويؤدي إلى فقدان الخلايا لوظيفتها ولخصائصها الطبيعية ثم تتحول إلى خلايا خبيثة ثم تنتشر.
أول العلامات التى تدل على المرض وأهمها هو الشعور بوجود كتلة صلبة فى الثدى لاتتحرك ولا تؤلم أو نزول دم من حلمة الثدى بدون الضغط عليها، وهناك أعراض أخرى ومنها وجود كتلة أسفل الإبط، تغيرفى شكل الجلد ويمكن تشبيهه بالقشرة الخارجية للبرتقال، وجود قرحة فى الجلد لا تؤلم ولا تشفى، وجود نغزة فى الجلد أو وجود نتوء خارجي على الجلد، وهناك أعراض فى الحلمة مثل إعوجاجها،أوانغراسها للداخل أو وجود قرحة بها ونزول دم بدون وجع.
- ما أسباب الإصابة؟
النوع الوحيد الذي يعرف سببه القطعى هو النوع الجينى،بمعنى السرطان الوراثى حيث وجود الجين، وغير معلوم وقت الإصابة بالسرطان،وهذا يعرف من خلال تحليل الجينات لمعرفة إذا كان الشخص حاملا للجين أم لا، مثل ما حدث مع انجيلينا جولى عندما أصيبت والدتها وخالتها وأجريت انجيلينا هذا التحليل واكتشفت أنها تحمل الجين فقامت باستئصال الثدى والمبيض والرحم لتقى نفسها من الإصابة به مستقبلا.
غير ذلك السبب هناك عوامل خطورة وليست أسباب، بمعنى كلما زادت عوامل الخطورة لدى نفس الشخص أصبح أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدى أكثر من غيره، ومن يظهر لديه عوامل الخطورة ينصح دائما بالاهتمام بنفسه والمتابعة الدورية والفحص الذاتى، ومن عوامل الخطورة:
- السن: فوق سن الأربعين نسبة الإصابة تكون أكبر من سن تحت الأربعين،وهذا لايعنى أن من تحت سن الأربعين لا يصاب به ولكن نسبة الإصابة تكون 1:2000،بينما نسبة الإصابة فوق سن الأربعين تكون 1:200.
- العوامل الهرمونية، فكلما كانت السيدة تتعرض لهرمونات أنوثة على مدار حياتها تكون أكثر عرضة للإصابة، مثل موانع أو منشطات الحمل وهذا لا يعنى أن هذه الأدوية تسبب السرطان ولكنها تجعل السيد ة أكثر عرضة للإصابة، فمثلا لا يمكن لسيدة فوق سن الأربعين أن تتعرض أو تأخذ أى هرمونات ، ولا يمكن أيضا أن نعطى لسيدة لديها العامل الجينى أو أصيب أحد أفراد العائلة بالفعل بالسرطان أى نوع من الهرمونات حتى لا يزيد لديها عامل الخطورة.
كذلك السيدات اللاتي بدأت لديهن الدورة الشهرية مبكر أو انتهت في سن متأخرة فهذا يعني تعرضها لهرمونات بشكل أكبر وتكون أكثر عرضة للإصابة.
- وهناك اعتقاد مغلوط بأن الحمل والرضاعة وقاية من سرطان الثدى أو من المستحيل إصابة السيدة التى حملت وأرضعت بسرطان الثدى وهذا خطأ تماما، وهذا يؤخرنا جدا فى التشخيص نتيجة للجهل بفكرة أن الأورام السرطانية يمكن أن تأتى فى فترة الحمل والرضاعة، والتصحيح هو أن الحمل والرضاعة يقللون من فرص الإصابة لكن وارد الإصابة أثناء الحمل والرضاعة.
وللأسف يكون هذا النوع أعنف قليلا عن غيره لأن هرمونات الجسم فى ذلك الوقت تجعل الورم يتكاثر أسرع من عدم وجود الحمل والرضاعة، ولذلك ننصح أي سيدة في حالة ظهور أي ورم أثناء الحمل أو الرضاعة عدم الاستهانة أو الذهاب إلى طبيب غير مختص يضللها، وضرورة الذهاب لطبيب جراحة الثدى.
- كذلك السيدة المصابة بورم في ناحية تكون أكثر عرضة للإصابة في الأخرى، ولابد من المتابعة الدورية بعد الشفاء.
- والرجال أيضا يصابون بسرطان الثدي ولكن بنسبة 1 % لنسبة99 % للسيدات، وللأسف إصابة الرجل به تكون عنيفة جدا لصغر حجم الثدى وتقدم الورم ووصوله لمراحل متأخرة فى أسرع وقت وذلك للجهل بفكرة أنه يمكن أن يصيب الرجال.
- ينتشر بين الفتيات أن استخدام مزيلات العرق وإزالة الشعر بالليزر له علاقة بالإصابة بسرطان الثدي هل هذا صحيح؟
لا يوجد أي إثبات علمى بأن لهم سبب في الإصابة بسرطان الثدي، وتستطيع كل سيدة استخدامهم، وهناك اعتقاد خاطئ أيضا بأن ارتداء حمالة الصدر سبب للإصابة وهذا خاطئ جدا،لأن ارتداء حمالة الصدر ورفعها يقلل كثيرا من الأوجاع فى حالة وجودها.
- ما مضاعفاته؟
كلما تقدمت مراحل الإصابة زادت المضاعفات، فكلما كبر حجم الورم زادت المضاعفات فى الثدى وخارج الثدى، فى الثدى قد يسبب تقرحات ونزيف فتصاب المريضة بالأنيميا، أما المضاعفات الجسمانية منها انتشار الورم نتيجة لكبر حجمه ويصل للغدد الليمفاوية ثم يصيب باقي أعضاء الجسم مثل العظام والكبد والرئة والمخ ثم تظهر أعراض جانبية لكل عضو يصاب به، فمثلا عندما يصيب الكبد تظهر الصفراء ويفشل الكبد، والرئة تتجمع بها الماء ويصاب المريض بضيق التنفس مع تطور الأعراض لمضاعفات أكثر،وفى العظام تحدث كسور به من أبسط الصدمات مع الآلام المبرحة،أما المخ فيصاب بأعراض أورام المخ مثل: القيء المستمر، صعوبة فى الرؤية والإصابة بالتشنجات والصرع.
- كيف يتم التشخيص..وهل هناك فحوص معينة يتم إجراؤها؟
يتم من خلال التشخيص الثلاثى ويبدأ بالفحص الاكلينكي عند الإحساس بالأعراض، ثم تأتى خطوة الأشعة وتبدأ بالسونار والماموجرام على الثديين وليس الثدى المصاب فقط، وفى حالة ظهور اشتباه يتم أخذ عينة بإبرة قاطعة من الورم وتحليلها لمعرفة درجة الورم ونوعه الهرمونى وتحديد الخطة العلاجية.
وهناك فكر شائع أن أخذ العينة بالإبرة ينشر الورم ولكنها فكرة خاطئة تماما، وكذلك أيضا التسرع فى استئصال الكتلة دون أخذ عينة منها ومعرفة نوعها خاطئ جدا لأن هناك أنواعا يمكن أن تبدأ بالعلاج أولا ثم الجراحة.
وفى بعض الحالات المتقدمة يمكن أن نطلب فحوص لبقية الجسم لمعرفة ما إذا كان الورم منتشرا أم لا مثل الأشعة المقطعية أو المسح الذري.
- هل هناك أنواع لسرطان الثدي؟
نعم، فبعد إجراء كل الفحوص اللازمة يتم تحديد مرحلة الورم، وأورام الثدى 5 مراحل، تبدأ بالمرحلة صفر: وهى مرحلة ماقبل التحول وتعتبر أفضل مرحلة وتصل نسبة الشفاء فيها من 98 إلى100 % لأن اكتشاف الورم كان مبكرا وتم اللحاق به قبل تحوله لمرض خبيث، وعلاج هذه المرحلة يكون جراحيا فقط دون أخذ أى علاج كيماوى.
المرحلة الأولى: وهنا تم اكتشاف الورم بالصدفة من خلال الأشعة دون وجود أى أعراض ويكون حجمه صغيرا جدا أقل من 2سم ونسبة شفائه عالية تتراوح مابين95 إلى 98 %.
المرحلة الثانية: يكون حجم الورم أكبر من 2سم ومحسوسا، وهذا النوع يصاحبه وجود غدة ليمفاوية أسفل الإبط.
المرحلة الثالثة: حجم الورم يكون أكبر من 5سم مع تضخم الغدد الليمفاوية أسفل الإبط، وهذه المرحلة تكون متقدمة وتحتاج لعمل أشعة مقطعية ومسح ذري على الجسم للتأكد من انتشاره أو لا، ونسبة الشفاء تتراوح بين 80:70 %.
المرحلة الرابعة: وهنا يكون الورم انتشر خارج الثدي والغدد الليمفاوية أسفل الإبط وأصاب أعضاء أخرى وللأسف نسبة الشفاء تكون قليلة نتيجة لانتشاره وصعوبة السيطرة عليه.
- كيف يكون العلاج؟
طرق العلاج خمسة: الجراحة ثم العلاج الكيماوي ثم العلاج الهرمونى والعلاج الإشعاعى والعلاج الموجه، والعلاج على حسب الحالة وطرق العلاج مكملة لبعضها البعض، فيمكن لحالة تستفيد من كل طرق العلاج، ويمكن لحالة أخرى أن تنفع لها طريقة أو اثنان أو ثلاث فكل حالة مستقلة بذاتها، كذلك علاج كل الحالات ليس بنفس ترتيب طرق العلاج، وذلك يحدده الطبيب بعد التشخيص الكامل للحالة.
- هل هناك طرق للوقاية؟
الكشف المبكر يعتبر هو الوقاية من سرطان الثدى،لأننا لانستطيع أن نمنع حدوث الإصابة به ولكن نستطيع اكتشافه فى المرحلة صفر والمرحلة الأولى وتكون نسبة الشفاء عالية جدا.
والكشف المبكر يكون من خلال إجراء ماموجرام سنويا لكل سيدة فوق سن الأربعين، وكذلك من تحت سن الأربعين ولديها تاريخ وراثى يجب إجراء سونار كل سنة حتى تصل لسن الأربعين وتقوم بعمل الماموجرام.
- هل الفحص الذاتى يغنى عن الكشف المبكر؟
لا يغنى ولكنه مكمل للكشف المبكر،فأنا أنصح كل سيدة لديها تاريخ وراثى أن تقوم بعد فترة الحيض شهريا من بعد سن الثلاثين بعمل الفحص الذاتى لنفسها، وطرق شرح الفحص ستجدها بكل سهولة وبالتالى فى حالة الشك أو وجود شئ مختلف عن الطبيعى تتوجه فورا للطبيب.
- مادور جراحات الثدي في العلاج؟
جراحات الثدى تعتبر جزءا مهما جدا من العلاج، والبعض يحدث لديه تردد فى قرار الجراحة من حيث استئصال الثدى بالكامل حتى لا يعود الورم للثدى مرة أخرى أو إجراء الجراحة التحفظية مع الخوف من زيادة نسبة الإصابة والارتجاع، ولكن إذا كان التشخيص والقرار التحفظي صحيحين سنجد أن فرص الارتجاع مثلها مثل الاستئصال الكلى تماما، وإذا كان هناك حالة تقرر لها الاستئصال الكلي ليست هذه نهاية المطاف، فالعلم توصل حاليا مع الجراحين المتخصصين لعمليات إعادة بناء للثدى المستئصل سواء فى نفس العملية أو بعد الانتهاء تماما من العلاج وتماثل للشفاء أو بعدها بسنوات وتسمى إعادة البناء المتأخر من خلال عمل ثدى باستخدام السيلكون أو العضلة أو بالجهاز الممدد للجلد وعمل حلمة واسترجاع شكله ليتماثل مع الثدى الآخر حتى تتعايش المريضة خاصة مرضى السن الصغيرة لأننا حاليا نجد مصابات بسرطان الثدي في العشرينات والثلاثينات، فنجد لهم حلولا ولا نتوقف عند الاستئصال.