22-6-2024 | 16:23
أحمد فاخر
بما أن الجو غير مستقر في تلك الأيام تكثر الإصابة ببعض الأمراض مثل: أمراض المناعة والحساسية التي قد تصيب الأطفال بشكل أكبر من البالغين، ومن ضمن تلك الأمراض هي حمى القش.
يقول الدكتور سعد الحلفاوي أخصائي الأنف والأذن والحنجرة إن حساسية الأنف أطلق عليها حمى القش أو حمى الطلع بسبب ارتباط الإصابة بها بموسم الحصاد عند الفلاحين، والحساسية بشكل عام أياً كان نوعها هي عبارة عن مبالغة في رد فعل الجسم تجاه بعض المحسسات العادية الموجودة كجزء من البيئة المحيطة والتي لا تؤثر أو تؤذي الإنسان الطبيعي، وهي تعتبر حساسية سريعة حيث تظهر أعراضها خلال 30 دقيقة فقط من أحد المحسسات، وتلك المحسسات التي نستنشقها تندرج في أربعة أنواع وهي:
• الغبار المنزلي
• حبوب اللقاح
• الفطريات المختلفة
• وبر الحيوانات
وحساسية الأنف عبارة عن الإصابة بالتهاب بالأغشية المخاطية المبطنة للأنف من الداخل حيث إن دور الأنف لا يقتصر على عملية الشم أو التنفس فقط بل يعمل على هيئة فلتر، حيث يقوم بتصفية الهواء قبل الوصول للرئتين مع إضافة الرطوبة المناسبة عن طريق المخاط ثم تدفئته عن طريق الأوعية الدموية داخل الأنف مما يعرضها لتعلق بعض الشوائب الموجودة بالهواء بالأغشية المبطنة داخل الأنف، وهنا تبدأ أعراض الحساسية التي تسبب التهاباً مزمناً بالأغشية المخاطية للأنف، وبالتالي تظهر الأعراض المختلفة للحساسية الأنفية وأشهر أعراضها العطس المستمر مع الشعور بحكة في الأنف والوجه بشكل عام مع احتقان وانسداد بالأنف ورشح مستمر أحياناً يكون لخارج الأنف وأحياناً أخرى يكون للداخل ويعود المخاط للفم والبلعوم، ومن أشهر سلوكيات المصاب بحساسية الأنف هي حك الأنف بشكل تصاعدي من الأسفل إلى الأعلى كمحاولة منه لتقليل الشعور بالحكة الداخلية بالأنف نتيجة الالتهاب الداخلي، كما أن الأعراض أحياناً تمتد إلى العين لتصاب بالإحمرار في بياض العين مع الشكوى من الدموع المستمرة ليصل أحياناً لانتفاخ الجفون، وفي حالة زيادة قسوة المرض يصاب المريض بصداع مزمن نتيجة التهاب الجيوب الأنفية وامتلائها بالمخاط.
ويوضح الدكتور يوسف سعد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن حمى القش هي ما تسمى بحساسية الأنف وهي تعتبر حساسية أنفية تصيب الأطفال بشكل أكبر في هذا الوقت من العام أو خلال فصل الخريف، وهذا بسبب ظهور رياح الخماسين المحملة بالكثير من الرمال والأتربة هذا مع التباين في درجات حرارة الجو من يوم لآخر بل من النهار لليل، وهذا يؤثر على الأطفال لارتباطهم بامتحانات نهاية العام، وأيضاً خلال فصل الخريف لأنه يعتبر نهاية فصل الصيف مما يؤدي إلى تقلبات جوية تصاحب بداية السنة الدراسية، وبالتالي تعرض الأطفال لتلك التقلبات بشكل مباشر، وبالتالي يصاب الأطفال الذين لديهم استعداد للإصابة بما يلقب بحمى القش.
وتتشابه أعراض حمى القش مع أعراض الإنفلونزا العادية مثل: العطس والسعال ولكن تزيد من خلال الشعور بحكة الأنف أو حكة بالعين ونادراً ما ترتفع درجة حرارة الطفل مع استمرار الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل حيث تقل الأعراض وتزيد خلال تلك الفترة، ويمكن التفرقة بينها وبين أدوار الإنفلونزا بأن حساسية الأنف أكثر تأثراً بالمثيرات المحيطة مثل: الرمال والأتربة ودخان السجائر والروائح النفاذة والتغير في درجات حرارة الجو، ويمكن أن تعود الأعراض مرة أخرى بعد الشفاء في حالة عدم الانتظام على العلاج المناسب أو التعرض لتلوث إذا كانت البيئة المحيطة غير صحية.
وحمى القش أو حساسية الأنف تصيب كلاً من الأطفال والكبار ولكنها تكون أكثر وضوحاً في ظهورها عند الأطفال بسبب ضعف مناعتهم عن البالغين، ونلفت النظر إلى أنه نادراً أن تتأثر أنواع الحساسية المختلفة سواء الصدرية أو الجلدية أو الأنفية بنوع الأكل وبالتالي منع الطفل المصاب بحمى القش من تناول البيض ومنتجات الألبان لا يفيد في العلاج كما يعتقد البعض إلا في حالة واحدة وهي إصابة الطفل بحساسية اتجاه أكلة أو فاكهة معينة يجب منعها عنه، لأنها تزيد فرصة الإصابة بحساسية الصدر أو الجلد أو الأنف.
ومن ضمن أسباب الإصابة بحساسية الأنف كالتالي:
• وجود عامل وراثي من الأب أو الأم أو أحد من أقارب الدرجة الأولى.
• بيئة غير صحية مثل: الدخان أو الأتربة أو بعض الحيوانات التي لها فرو كثيف.
• إستخدام المنظفات ذات الروائح النفاذة .
وفي النهاية ينصح الدكتور محمد أنور أخصائي الأنف والأذن والحنجرة الأم المصاب طفلها أو أصيب في الماضي بحمى القش أن تهتم بنظافة المنزل والملابس وأغطية الأسرة، وتتجنب أيضاً دخول الهواء الملوث أو المحمل بالأتربة، ومنع التدخين داخل المنزل بشكل نهائي سواء من الأب أو الغرباء لوقاية الطفل، هذا مع الاهتمام بالتغذية الصحية المتجانسة حيث يجب أن تحتوي وجبة الطفل الرئيسية على كل من النشويات مثل: الخبز أو الأرز بالإضافة للخضراوات المختلفة الغنية بالألياف الطبيعية والفيتامينات والمعادن والبروتينات مثل: اللحوم والأسماك مع القليل من الدهون، هذا مع الاهتمام بممارسة الطفل لأي نوع من أنواع الرياضة على الأقل ساعة يومياً للحفاظ على نشاطه الجسماني والذهني وتقوية المناعة بقدر الإمكان، كما يجب أن ينام الطفل بشكل صحي ما لا يقل عن 8 ساعات يومياً على أن يكون النوم مبكراً وليس متأخراً بعد منتصف الليل، كما يفعل أغلب الأطفال في تلك الأيام، لأن النوم مبكراً لساعات كافية يساعده على النوم العميق الذي يؤدي إلى النمو السليم.