17-8-2024 | 11:17
أمانى عزت
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن خطر مقاومة المضادات الحيوية لم يعد من التنبؤات ، بل إنه واقع بالفعل ؛ فمقاومة المضادات الحيوية التي تحدث عندما تطرأ تغيرات على الجراثيم فتفقد المضاد الحيوي مفعوله الذي أعطي من أجله، يعني أن هناك مقاومة للمضادات الحيوية من قبل سبع جراثيم مختلفة تسبب أمراضاً خطيرة وشائعة مثل: الإسهال والالتهاب الرئوي وكذلك عدوى المجاري البولية، فكيف يمكن تناول المضادات الحيوية بطريقة آمنة ؟
يوضح الدكتور محمد خطاب أستاذ أمراض الباطنة أن استخدام المضادات الحيوية سلاح ذو حدين، وخاصة الاستخدام الخاطئ لها الذي يفقدها دورها الأساسي في القضاء على البكتيريا، بل الأخطر من ذلك أن الاستخدام الخاطئ والمفرط ساعد على ظهور أنواع من البكتيريا لا تستجيب للعقاقير التي توصف لقتلها.
وأكد أن هناك بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة ضد مضاد حيوي معين لكثرة استعماله، ولذلك ينصح بإجراء فحص المناعة ومدى فعالية المضاد الحيوي ضد هذه البكتيريا عن طريق زرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها.
مضيفاً أن معظم الأدوية تتسبب في آثار جانبية غير مرغوبة وبعضها تكون أعراضا خفيفة لا تشكل خطر على المريض وبعضها قد يهدد حياته، ومن الآثار الجانبية للمضادات الحيوية ظهور حساسية لبعض المرضى عند تناول نوعية من المضادات، والتي تختلف درجة الخطورة من شخص إلى آخر فمنها ما هو قليل الخطورة مثل: الإسهال الخفيف، القيء، الحرقان الخفيف في المعدة ،طفح جلدي وهرش، ومنها ما هو أخطر من ذلك مثل: الإسهال الشديد أو صعوبة التنفس وفي هذه الحالة يجب على المريض التوقف فورا عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيب المعالج.
بالإضافة إلى قتل البكتيريا النافعة، فقد تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية خصوصاً واسعة المدى في قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء بسبب استخدام الدواء لفترة طويلة مما يسهل إصابة الأمعاء بهجمات بكتيرية ضارة تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب علاجها كما أن لها تأثيرات على المناعة؛ قد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما تعطي بجرعات غير مناسبة أو فترات غير منتظمة بين الجرعات أو تعطى لمدة قصيرة غير كافية للعلاج.
ويتابع خطاب أن الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لا تحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيا له آثار جانبية، حيث إن مناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية، فالبكتيريا تخلق ولديها القدرة على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها، وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة بالإضافة إلى المخاطر على الجنين خلال الحمل فتستطيع بعض المضادات الحيوية عبور الحاجز المشيمي وتصل إلى الجنين محدثة آثارا جانبية بالغة على الجنين، وخصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وكذلك بعض المضادات قد تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.
وعلى الجانب الآخر يقول الدكتور علي عبدالله دكتور صيدلى إن المضادات الحيوية تستخدم في علاج الأمراض المعدية والتي تنتقل من شخص إلى آخر، وقد تعطى للوقاية منها عن طريق القضاء على الميكروب المسبب لها.
موضحاً أن هناك أنواعاً صيدلية متعددة من المضادات الحيوية تتمثل في: الشراب ، الحقن ، الكبسولات والأقراص، القطرات والمراهم ،مضيفاً أن المضادات الحيوية قد تنقذ الحياة ولكن الاستعمال السيئ وعدم اتباع التعليمات قد يقلل نسب الشفاء ويزيد معدل اللجوء إلى المستشفيات، وأيضاً يؤدي إلى ما يعرف بسلالات جديدة مقاومة لهذه المضادات الحيوية والتي ستجعلها غير فعالة.
مشيراً إلى أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يزيد من فرص ظهور آثارها الجانبية على الجسم، والتي تختلف من نوع إلى آخر تتمثل في: الإسهال، التلبك المعوي، خلل في وظائف الكبد والكلى، تشوه الأجنة خاصة في الشهور الأولى من الحمل وتلون أسنان الأطفال إذا استخدم في فترة الحمل.
وهناك تداخلات وتفاعلات دوائية قد تؤثر على فاعلية الدواء مثل استخدام المضادات الحيوية مع حبوب منع الحمل؛ فقد يحدث حمل غير متوقع؛ لأن المضاد الحيوي يضعف من تأثيرها.
ناصحاً الأمهات باتباع الآتي: يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول الدواء، الحرص على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، استشارة الصيدلي حول صحة الجرعة ومدة المضاد الحيوي بموجب تشخيص الطبيب وعمل مزرعة للميكروبات لتحديد المضاد الحيوي المناسب بالإضافة إلى أخذ التطعيمات اللازمة التي توفر استخدام المضادات الحيوية، ولا يجب إيقاف الجرعة المحددة من العلاج بمجرد الشعور بتحسن، كما يجب الاهتمام بالنظافة العامة وغسل الأيدي مشدداً على الأم أن تعرف أن المضادات الحيوية لا تفيد في علاج الأمراض الفيروسية مثل: البرد والإنفلونزا والتهاب الحلق الفيروسي، فبعض المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف حقن مضاد حيوي للبرد للكبار أو الأطفال ومن ثم يستجيب الطبيب لهم بدلا من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن أخذ حقنة مضاد حيوى للبرد أو حتى المضادات الحيوية الفموية، ولكن في الحقيقة أخذ مضاد حيوي للبرد والتهاب الحلق حقن أو أقراص أو حتى شراب لن يكون مجديا في حالة كانت الإصابة ناتجة عن التهاب فيروسي وليس بكتيري لأنه من الممكن أن يأخذ أحد الأشخاص مضادا حيويا للبرد واحتقان الزور ولا يساعد في علاجه ويحتاج لأخذ علاجات أخرى بعد ذلك.