14-9-2024 | 12:58
أمانى عزت
يعد السرطان أحد أكثر الأمراض المخيفة التي تخشاها كل أسرة، لأنه من أصعب الأمراض التي يمكن التعايش معها، ويمثل سرطان الدم ثلث حالات إصابة الأطفال بالسرطان فهو يصيب خلايا الدم البيضاء ويدمر جهاز المناعة.
البداية تأتى من دراسة أمريكية أجريت مؤخراً وأشارت إلى أن هناك علاجا جينيا تمت تجربته على مصابين بسرطان الدم الليمفاوي وبسرطان الغدد الليمفاوية، وقد أظهر فعالية لدى هؤلاء المرضى وبخاصة من الأطفال، ويعد هذا العلاج الجيني من أكثر العلاجات المناعية تطورا، ويقوم على تحفيز جهاز المناعة كي يتمكن من كشف الخلايا السرطانية وتدميرها.
وتقوم هذه التقنية الجينية على سحب «خلايا ليمفاوي تي» من جهاز المناعة لدى الشخص المريض بهدف إعادة برمجتها في المختبر كي تتمكن من التكاثر بعد إعادة ضخها في الجسم لملاحقة الخلايا السرطانية وتدميرها داخل الجسم.
وفي هذا الإطار تشير الدكتورة ميرفت مطر أستاذ أمراض الدم في القصر العيني، إلى إن سرطان الدم الليمفاوي يشكل 80 % من حالات الإصابه وتؤدي الإصابة به إلى انخفاض نسبة الهيموجلوبين في الدم, وانخفاض نسبة الصفائح الدموية, وارتفاع عدد خلايا كريات الدم البيضاء.
وتوضح أن السبب الحقيقي وراء الإصابة بالسرطان غير معروفة ولكن هناك عوامل تساعد على ظهوره منها: العامل الوراثي والاضطرابات الجينية، فالأطفال المصابون بمرض متلازمة داون أحياناً يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، وكذلك التعرض للمواد الكيميائية والتعرض للإشعاع بشكل مستمر .
أما الأعراض فهيا تتمثل في: شحوب في الوجه نتيجة انخفاض في نسبة الهيموجلوبين مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم والشعور بالإرهاق والتعب الشديد والنزيف المستمر وخاصة من اللثة نتيجة انخفاض الصفائح الدموية والتي تعمل على تجلط الدم وتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة وفقدان الشهية وزيادة حدوث الالتهابات المناعية نتيجة إصابة السرطان لكريات الدم البيضاء.
لافتة إلى أن التشخيص يكون عن طريق الآتي: فحص الدم، وللتأكد من التشخيص تؤخذ عينة من نخاع العظام.
وعن طريقة العلاج تقول «مطر » : إن علاج سرطان الدم الليمفاوي يكون بالعلاج الكيماوي، والهدف منه القضاء على الخلايا السرطانية؛ لكي يستطيع نخاع العظام أن يعمل بشكل طبيعي وعادة يكون برنامج العلاج كالتالي: علاج مكثف يستمر من 4 - 6 أسابيع وبعده يتم اختبار العظم للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية فيه ومرحلة النقاهة، والهدف منها الحفاظ على عدم وجود خلايا سرطانية، والوقاية من انتشار الخلايا السرطانية في الدماغ والنخاع الشوكي.
وتستمر هذه المرحلة من 2-3 سنوات، ويكون العلاج الكيماوي بأقراص يومية وحقن شهرية.
وتقدم مطر بعض النصائح للأسرة التي بها طفل مصاب وتتمثل في: أن الأسرة يجب أن تعرف أن العامل النفسي والاجتماعي للطفل جزء لا يتجزأ من العلاج ، ومحاولة معرفة أكبر كم من المعلومات عن المرض، وكذلك التحدث مع الطفل عن طبيعة مرضه وعن مراحله ويكون ذلك بعد استشارة المختصين بالإضافة إلى تجنب الخوف الزائد والمقيد لحركة الطفل، وتشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة بعد استشارة الطبيب عن الأنشطة التي يمكن أن يمارسها، والمحافظة علي نظام أكل صحي للطفل، والحرص على النظافة الشخصية للطفل، ويجب أن نعرف أن العلاج الكيماوي له آثار جانبية منها تساقط الشعر؛ فعلى الأسرة أن تدعم طفلها وتعرفه أنها مرحلة علاجية وبعدها سينمو شعره مرة أخرى.