4-1-2025 | 11:35
إيهاب سلامة
وسط صخب الحياة اليومية وانشغالنا بالتحديات الروتينية، تختبئ معارك صامتة تدور في أعماق أجسادنا، معارك لا نراها لكنها تُغير حياة الكثيرين، من بين هذه المعارك، تقف أمراض السرطان على رأس قائمة التحديات الصحية العالمية، وضمن هذه الفئة المعقدة يظهر سرطان العظام كحالة نادرة لكنها تحمل الكثير من التساؤلات والتحديات. تُرى ما هو سرطان العظام؟.
أوضح الأستاذ الدكتور محمد إمام استشارى علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام إن سرطان العظام نوع من أنواع السرطان الذي ينشأ في خلايا العظام، ويمكن أن يكون سرطان العظام أولياً، حيث يبدأ في العظام نفسها، أو ثانوياً عندما ينتقل السرطان من عضو آخر إلى العظام.
الأنواع الأولية الأكثر شيوعاً تشمل:
- الساركوما العظمية التي تصيب عادة الشباب والأطفال.
- الساركوما الغضروفية التي تحدث بشكل رئيسي لدى البالغين وساركوما إيوينج نوع نادر لكنه عدواني.
وأكد الدكتور إمام أن الأعراض والعلامات المبكرة قد لا تظهر بشكل واضح في البداية، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص حيث تشتمل الأعراض الأكثر شيوعاً على:
- ألم مستمر في العظام يتفاقم ليلاً أو مع النشاط البدني.
- تورم أو ظهور كتلة حول المنطقة المصابة.
- ضعف العظام وزيادة خطر الكسور.
- الإرهاق وفقدان الوزن غير المبرر.
كما أوضح لنا الدكتور إمام أسباب وعوامل خطر الإصابة مؤكد أنه حتى الآن، لم يحدد سبب واضح لسرطان العظام، لكن الأبحاث تشير إلى وجود عوامل خطر مثل:
- العوامل الوراثية: مثل متلازمة لي فراوميني
- العلاج الإشعاعي: التعرض لجرعات عالية من الإشعاع قد يزيد من خطر الإصابة.
- الأمراض المزمنة: مثل مرض باجيت العظمي.
وحول أحدث طرق التشخيص يؤكد الدكتور محمد إمام أن التشخيص المبكر يشكل عاملاً حاسماً في تحسين فرص العلاج حيث تتضمن وسائل التشخيص الحديثة:
- التصوير بالأشعة السينية والمقطعية والرنين المغناطيسي لتحديد موقع وحجم الورم.
- اختبارات الخزعة: لتحليل أنسجة العظام والتأكد من نوع السرطان.
- المسح النووي للكشف عن انتشار المرض.
- التحليل الجيني: لتحديد الطفرات الجينية المرتبطة بالسرطان.
أما عن الخيارات العلاجية الحديثة فيبين إمام أنه مع تقدم الطب، ظهرت تقنيات علاجية حديثة تعطي الأمل للمرضى:
- الجراحة الدقيقة: لإزالة الأورام مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من العظم الطبيعي.
- العلاج الكيميائي: لعلاج الأنواع العدوانية مثل ساركوما إيوينغ.
- العلاج الإشعاعي المكثف: لاستهداف الخلايا السرطانية دون الإضرار بالأنسجة السليمة.
- العلاج المناعي والجيني: الذي يُعد ثورة في علاج السرطان، حيث يعمل على تعزيز جهاز المناعة لمحاربة المرض.
وكشف لنا محمد إمام أن هناك قصص أمل مُلهمة من أرض الواقع رغم صعوبة المعركة، فهناك العديد من القصص الملهمة عن أشخاص تحدوا سرطان العظام وحققوا الشفاء.
أما عن الوقاية والوعي يوضح إمام أنه لا توجد وسيلة مؤكدة للوقاية من سرطان العظام، لكن الحفاظ على نمط حياة صحي قد يساعد في تقليل المخاطر. تشمل الخطوات الوقائية:
- تجنب التعرض المفرط للإشعاع.
- مراقبة أي أعراض غير طبيعية في الجسم.
- إجراء فحوص دورية للأشخاص ذوي التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان.
وأخيرا يؤكد إمام إن سرطان العظام قد يكون نادراً، لكنه يشكل تحدياً صحياً كبيراً، وبفضل التقدم الطبي أصبح هناك أمل أكبر للمرضى، لكن يبقى الوعي والكشف المبكر هما السلاح الأقوى في هذه المعركة.